الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكونغريس العالمي الامازيغي في ليبيا : السياقات والدلالات

انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان

2006 / 1 / 8
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


الكونغريس العالمي الامازيغي في ليبيا : السياقات والدلالات.
اللغة هي روح الجماعة الناطقة بها . وعندما تموت هذه الروح، تتحول تلك الجماعة إلى قطيع بشري لا هوية له لا يلبث أن يتواري عن الأنظار ذائبا في ثقافة الآخرين".
سعيد السيفاو المحرو]ق
اثارت الزيارة التي قام بها وفد الكونغريس العالمي الامازيغي نقاشا واسعا في صفوف الحركة الامازيغية بشمال افريقيا وحتى في اوروبا ،حيث كانت الزيارة الى بلد مثل ليبيا وهو المعروف بنظامه القمعي اتجاه الامازيغ مثار استغراب العديد من النشطاء الامازيغ الذين يرون في هذه الزيارة مصالحة مع نظام ملطخة يداه بدماء الامازيغ .لكن قسم آخر من الحركة الامازيغية يرى ان الزيارة كانت فرصة مواتية للتعرف عن قرب على الاوضاع الحقيقية والميدانية التي يعانيها الامازيغ بليبيا كما ان تلبية دعوة اي نظام كيفما كان نهجه السياسي او سجله التاريخي مختلفة تماما عن تزكية مواقفه العدائية او السكوت عن جرائمه السابقة واللاحقة .امام هذين الرأيين ينحصر النقاش الامازيغي لهذه الزيارة التي مايزال يتفاعل تأثيرها على البيت الامازيغي داخليا وخارجيا.
1- السياق العام للزيارة :
زيارة الوفد الامازيغي لليبيا ابتدأت بلقاء تحضيري جمع الرئيس الليبي مع رئيس الكونغريس العالمي الامازيغي الاستاذ لونيس بلقاسم في 5 نونبر2005 وخلال هذه الزيارة التي رتب تفاصيلها نائب رئيس الكونغريس العالمي الامازيغي النيجيري شختا حمات والذي تربطه علاقة وطيدة بأوساط نافذة بليبيا اتفق الطرفان اي الرئيسان على تنظيم لقاء موسع يقوم من خلاله وفد الكونغريس العالمي الامازيغي بزيارة تفقدية لأمازيغ ليبيا واقتراح بعض التوصيات التي سيعمل القذافي على بلورتها وهي توصيات من شأنها ان تسهم في مصالحة ما للنظام الليبي مع تاريخه وجزء من شعبه اي الجزء الامازيغي .وبالفعل وصل الوفد الى طرابلس يوم السبت 17 دجنبر 2005 ويتكون من الرئيس لونيس بلقاسم من الجزائر ونائبة خالد الزيراري من المغرب وشختاحمات من النيجر وخايمي سانس من جزر الكناري وعبدالله فاندي من فرنسا وسيدي حام اك محمد من مالي. بالاظافة الى ممثلي قناة تلفزية امازيغية بفرنسا لكنها منعت من تسجيل اي لقاء. وفي يوم 21 دجنبر 2005 استقبل الرئيس الليبي وفد الكونغريس وكان الاجتماع فرصة للجانبين لتبادل وجهات النظر حول القضية الامازيغية وحول اوضاع الامازيغ بليبيا وتم لقاء ثاني يوم 22 دجنبر 2005 وفي هذا اللقاء قدم الوفد رسالة تتضمن الملف المطلبي للحركة الامازيغية بليبيا كما تطرق الوفد الى اشكالية منع مجموعة من الاسماء الامازيغية ومنع الحديث بالامازيغية في الشارع العام وغيره من القضايا التي تم التطرق اليها.
وكان مبرمجا ان يقوم الوفد بزيارة لعدد من المدن الامازيغية بليبيا الا ان التعقيدات البروتوكولية الكثيرة وضيق الوقت حصر الزيارة في ثلاث مدن امازيغية وهي افران-زوارة-جادو واجتمعوا بساكنة هذه المنطقة والتي تتكلم الامازيغية لكنها على ما يبدو تم تحضيرها لهذه الزيارة من قبل السلطات الليبية.
2-بعض دلالات الزيارة:
من الصعب جدا ملامسة كل تفاصيل السياسة الليبية الجديدة اتجاه مثل هذه الزيارات لكن الشئ الاكيد ان ثمة عوامل داخلية وخارجية عدة فرضت على العقيد القذافي الانصات ولو من باب الاستهلاك الاعلامي الخارجي والداخلي لهذه الزيارة التي تم التعتيم عليها من الاعلام الليبي الداخلي بشكل مطلق باستثناء اللقاء الاول الذي جمع لونيس بلقاسم مع الرئيس الليبي في الزيارة التحضيرية ، لكن ثمة اسئلة واقعية وحقيقية ومنتظرة تنتظر الملامسة والمقاربة وهي من المنتصر ومن الخاسر في هذه الزيارة ، لاشك العقيد القذافي لايستطيع ان يعطي للأمازيغ كل مطالبهم لسبب بسيط ومعروف ان النظام الليبي نظام عروبي رغم ميولاته الاخيرة اتجاه البعد الافريقي الا ان تصريحات فهمي خشيم لاحدى الصحف المغربية اثناء الزيارة يفهم منها ان النظام الليبي لا يريد من الزيارة الا تسجيل نقطة اضافية لصالحه في مواجهة ضغوط محتملة من الغرب امام تصاعد حملات المعارضة الامازيغية الليبية مع انعقاد مؤتمر لندن للمعارضة الليبية والذي لاشك كان عاملا حاسما في اختيار القذافي لنهج الانفتاح المبرمج والبرغماتي اتجاه فصيل رئيسي من فصائل المعارضة بالخارج وهو التيار الامازيغي في تحالف معين ضد الاخوان المسلمين الذين يقضون مضاجع النظام الليبي اي ان الرئيس الليبي ربما يريد من الزيارة اعطاء ضمانات اكيدة واشارات سياسية للامازيغ الليبيين مفادها انه مستعد للحوار معهم وتلبية بعض مطالبهم ونجاح النظام الليبي في هذا المسعى معناه المباشر شق صفوف المعارضة بالخارج في افق اضعافها وهذا سيناريو محتمل جدا لكن السيناريو الموغل في التفاؤل يزعم ان النظام الليبي قد كفر بالعروبة والاعتراف بالامازيغية حلقة ثانية في كفره بعد الحلقة الاولى بتوجهه الافريقي .
اما الكونغريس العالمي الامازيغي فيمكن اعتباره رابحا كذلك باعتبار ان اعتراف نظام سياسي في شمال افريقيا بالكونغريس العالمي الامازيغي يعتبر شقا للفيتو المفروض ضد الكونغريس الامازيغي من جميع هذه الدول التي فيها ساكنة امازيغية ومن شأن الاعتراف الليبي ان يدفع الجزائر والمغرب اساسا للدفع اكثر اتجاه اعترف رسمي بالامازيغية كمكون اساسي لهوياتها الوطنية .كما ان الزيارة من شأنها ان تقوي دور الامازيغ في الحياة السياسية الليبية لاسيما ان الكونغريس مهد لذلك وربما قام بوساطات لدخول بعض المعارضين الامازيغ من المنفى الى ليبيا.
على كل حال يمكن اعتبار زيارة الوفد الامازيغي الى ليبيا خطوة سياسية تحتمل عدة قراءات والمستقبل والتاريخ وحدهما الكفيلان بترجيح كفة المشككين او كفة المتفائلين بمستقبل امازيغي واعد بشمال افريقيا.
انغير بوبكر

المشرف العام لمركز الجنوب للتنمية والحوار والمواطنة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية في بريطانيا.. هل باتت أيام ريشي سوناك م


.. نحو ذكاء اصطناعي من نوع جديد؟ باحثون صينيون يبتكرون روبوت بج




.. رياضيو تونس.. تركيز وتدريب وتوتر استعدادا لألعاب باريس الأول


.. حزب الله: حرب الجنوب تنتهي مع إعلان وقف تام لإطلاق النار في




.. كيف جرت عملية اغتيال القائد في حزب الله اللبناني؟