الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حالة الغضب ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 12 / 29
كتابات ساخرة


في حالة الغضب ..!!
المقولة العبرية – اليهودية ، تُقرر بأن حقيقة الانسان تظهر في ثلاث حالات ، عندما يحتسي الخمر(يسكر يعني ) ، عندما يغضب وعندما يضطر الى بذل المال ، والمقولة أو المثل يقول" يعرف الانسان من كأسه، جيبه وغضبه" ، والكلمات الثلاث بالعبرية تأتي مسجوعه "كوسو (كأسه)، كيسو (جيبه)، وكعاسو(غضبه)" . وللتنويه فقط فالكلمات كوس هي كأس بالعربية وكيس هي جيب أو كيس ، مما يدلل على القرابة اللغوية بين العربية والعبرية .
وبما أن نتانياهو كان غاضبا من خطاب كيري ، فقد صرح بأن اسرائيل هي "واحة "مستقرة في هذا الشرق المُتداعي ، بل وزاد وقال ، إن اسرائيل تحافظ على الاستقرار في بعض دول المنطقة ... أما كيف تحافظ اسرائيل على استقرار بعض دول المنطقة ومن هي هذه الدول ، فالمعنى يبقى في بطن الشاعر . ولا حاجة لتكون عبقريا لتعرف نلك المحميات الاسرائيلية .
ولكن كيري والذي كان كالولد الذي عاد الى البيت ،حاملا شهادته المدرسية المليئة بالعلامات السيئة جدا ، فيقف امام والديه مُحرجا مُحاولا تبرير فشله الدراسي وباحثا عن اعذار هي اقبح من الذنب نفسه .. لقد قدمنا الدعم المادي والعسكري الاضخم لاسرائيل خلال فترة ادارة اوباما ... لم نترك وسيلة للدعم الّا وقدمناها .. دافعنا عن السياسة الاسرائيلية في المحافل الدولية ، عملنا وفعلنا ، فماذا تريدوننا أن نفعل غير ذلك ؟!

مسكين كيري، الذي سرد وعلى مدار نصف ساعة ، ما قدمته ادارة اوباما لاسرائيل ، لكن "المحبوبة " غير راضية، ولم يتبقَ على فراقها سوى عشرين يوما، لذا يوشوشها ويمني النفس بالبقاء معها ، وكأن لسان حاله يقول :" قدمتُ كل شيء، وبذلت اقصى ما استطيع وما زلت غير راضية ".
لكن لماذا تنتظر ادارة اوباما ، اللحظة الأخيرة ، لتنفس عن ما يخالجها وحيث يصبح الكلام غير ذي جدوى ؟ وما فائدة مثل هذا الكلام الانشائي للشعب الفلسطيني ؟! الله وكيري أعلم .
ما أعجبني في خطاب كيري من أوله لآخره ، هو "البصقة" التي وجهها للسلطة الفلسطينية ، حينما قال بأن عدد المستوطنين قد زاد في اعقاب اتفاقية اوسلو بما يزيد على المائة الف مستوطن .. ماذا فعلت السلطة كل هذه المدة ؟! لا شيء ..كانت وعلى رأي المثل العبري "تمسح البصاق عن وجهها وتقول هذا رذاذ مطر " ...
لو كانت هناك سلطة حقيقية لسلّمت" مفاتيحها" للجيش الاسرائيلي .. وسيكون من الصعب على المستوطنين وقياداتهم السياسية ، الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية وتكثيف الاستيطان ..
لكن بعض الألسن الخبيثة تقول ، بأن ابناء الرئيس الفلسطيني ، يسيطرون على احتكارات اقتصادية تدر عليهم ملايين الدولارات ، فلماذا التخلي عن هذه النعمة الربانية ؟! ومن أجل ماذا دخيلكم ؟!
لكن ساعة الفراق(ادارة اوباما ) آتية لا ريب فيها ، وبانتظار دخول العاشق الجديد الى البيت الابيض ، والذي بدوره ، طمأن الحبيبة وطالبها بالصبر أياما معدودات فقط ،فإن غدا لناظره قريب. ولن يفيد كيري واوباما، ،ساعتها ، كل ما فعلاه وما لم يفعلاه خلال ثماني سنوات .. ونلتقيكم بعد اربع سنوات مع ابو مازن الذي يتصرف كرئيس لدولة مستقلة لا تتجاوز مساحتها مساحة مدينة رام الله فقط . وقد يورثُ الرئاسة لابنه مازن حفظه الله ورعاه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 12 / 29 - 21:25 )
تحية و سلام و تقدير و احترام
اليوم و في ثورة غضب عاقلة منظمة قدمت ما تريد و ما نريد
لقد احسنت كعادتك القول و الوصف وقلت ما يجب ان يُقال
اما المحميات فاولها الملاصق الذي يريد ان يخلص بجلده و هو يعرف انهم اتوا به ليكون البدليل عند الحاجة و معه الراكضين و الراكضون المتعثرين باذيال دشاديشهم
............
دمتم بتمام العافية
و الى المزيد المفيد


2 - معه الراكضين
الراكضون ( 2016 / 12 / 30 - 07:35 )

!!!

و الراكضون المتعثرين باذيال دشاديشهم


3 - العزيز عبد الرضا الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 12 / 30 - 13:56 )
خالص شكري وامتناني
تحياتي ومودتي


4 - العزيز -الراكضون -..
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 12 / 30 - 13:57 )
تحياتي وخالص شكري

اخر الافلام

.. لا تفوتوا متابعة حلقة الليلة من The Stage عن الممثل الكبير ا


.. بعد أن كانت ممنوعة في ليبيا.. نساء يقتحمن رياضة الفنون القتا




.. مهرجان كان السينمائي.. ريتشارد غير، أوما ثيرمان وإيما ستون ع


.. ترامب يعود للمحكمة في قضية شراء صمت الممثلة الإباحية




.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان