الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام السياسي وأزمة التظرف الفكري!

حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)

2016 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الاسلام السياسي وأزمة التظرف الفكري!
د. حبيب مال الله ابراهيم
يمر الاسلام السياسي اليوم بأزمة فكرية وأيديولوجية وسلوكية كشفت عن حقيقتها ووجهها الدموي بعد عقود على بقائها في منطقة الظل نتيجة الضغوط التي مارستها الأنظمة السياسية في العالم العربي ضد الجماعات والأحزاب الاسلامية. فالقتل والفساد والتعذيب واقصاء غير المسلمين أصبح أداتهم الرئيسية في عصر ودعت الدول الأوربية الأيديولوجيا الدينية وتبنت أحزابها السياسية أيديولوجيا مؤطرة بالقيم الوطنية.
ففي مصر وخلال الفترة القصيرة التي حكمت فيها جماعة الاخوان المسلمين نجد بأنهم تدخلوا في مجمل الحياة السياسية والاقتصادية والفنية والاجتماعية ومارسوا العديد من الضغوط من أجل ايقاف عجلة السينما المصرية العريقة ومنعت العديد من النصوص السينمائية وشنوا حملات شرسة ضد الفنانين المصريين وحاولوا تقديم بعضهم للمحاكمة كما حصل مع الفنان عادل امام بحجة اسائتهم للاسلام.
لم تكن الأحزاب والجماعات الاسلامية في العراق أفضل حالاً، فمع اسقاط الولايات المتحدة الأمريكية للنظام البعثي عام 2003 برزت الى الوجود واستفادت من الفوضى السياسية العارمة في قتل المئات من العلمانيين من العلماء والأطباء وأساتذة الجامعات، واضطر مئات اخرين للهجرة نتيجة تهديدهم ولأنهم يمتلكون أدلة حقيقية تكفي لكشف القناع عن الأحزاب الاسلامية امام الرأي العام العراقي الذي لم يعرف حقيقة تلك الأحزاب الا بعد 10 سنوات، أي بعد أن سرقت خيرات العراق ونهبت نفطها وثرواتها والمظاهرات التي يشهدها العراق اليوم ما هو الا معرفة متاخرة بحقيقة الاسلام السياسي الذي تجاوز خطورتها وفسادها جميع الحكومات المتعاقبة في العراق بما فيها نطام البعث الدموي.
يستند منظق عمل كل حزب اسلامي في العراق الى ايديولوجية مبنية على المصالح الشخصيو وسرقة ثروات العراق بدليل ان تلك الأيديولوجيات تتقاطع رغم انها تستند على عقيدة اسلامية واحدة، فلكل حزب سياسي شيعي مصالح معينة تستند الى النهب والسرقة والقتل واستغلال السلطة دون وضع مصلحة العراق في الحسبان أو الدفاع عن الشعب العراقي والحفاظ على ثرواته وخيراته، فوزراء تلك الأحزاب يعدون سراقاً حقيقيون واُناس لا يمتلكون أدنى المؤهلات السياسية والادارية والعلمية وقد شفع تملقهم في ترشيح أحزابهم لهم لتولي منصب الوزير أو المدير العام أو الموظف الكبير.
بعد ان عرف الشعب العراقي حقيقة تلك الأحزاب وضلوعها في القتل والتهديد والسرقة خرجت مظاهرات حاشدة اجتاحت جميع مدن العراق وحمل المتظاهرون شعارات عديدة أشارت معظمها الى انهم خدعوا باسم الدين وان الأحزاب الاسلامية سرقت العراق كما لم يسرقها أحد ونعتقد ان الحقيقة التي استوعبها الشعب العراقي سينعكس على الانتخابات المقبلة، فالاحزاب الاسلامية باعتقادي ستتراجع كثيراً ولن تستطيع الحصول على الأصوات التي حصلت عليها في الانتخابات السابقة، الا اذا اعتمدت على تزوير نتائج الانتخابات.
باعتقادنا ان الشعب العراقي قد استيقظ من نومه العميق، فالحبوب المنومة التي اعطيت له دخلت في صنعها عقاقير اسلامية زائفة سنية كانت أم شيعية فلم يعد المواطن العراقي يقتنع بها او ينخدع بها فهي شعارات لاستحمار الشعب واستغبائه أكثر من كونها شعارات حقيقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟