الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعال كثيراً مادمت أورطك بجنوني

سوزان خواتمي

2006 / 1 / 8
الادب والفن


لا جديد عندي.. فقط أرجوك لا تعتادني، فلست على وفاق مع الألفة برغم محاولاتي الجادة لتوريطك، معتمدة على مزاج متناقض وكاف كي يربك صباحك حين يتورد فجأة ويشحب فجأة.
يتقول غيرك بأني " مجنونة جداً "، وتصر أنت على توثيق العرى بالروح.
أتنهد في حضورك مثل نصف عاشقة، أدعي الإنصات فيم أكون مشغولة عن ثرثرتك التي لا تفيد أحداً بثقاب يطلق شرارته يروضني لأعقد هدنة بين ما يمليه الجسد ويشير ناحيته القلب وبيني.
أظنها الدغدغة الأولى بما يكفي لتتسلل في مسافة مافتئت تضيق، للخدع المتقنة الأسلوب نفسه، رويداً .. رويداً تتخلخل الفواصل الآمنة، لأواجه كل ما لم يكن في الحسبان، خطرك الذي أتقنته..
ها أنا أخربش محاولة تالية لقلق لم أعد أتلافاه، رغم أن ما بيننا لا يعدو مواعيد نتواطأ على احتمالها مدفوعين بحماسة انفعالات نستسيغها لا نبررها مادامت عابرة دون أثر، نداريها بابتسامة تتأرجح عند زاوية الفم، فأشياؤنا الجميلة يا عزيزي لا تتكرر مرتين.
" مدهشة الجنون "
تخبر أصدقاءك مشيراً باتجاهي.. ألتهي بجهة أخرى وكأني لم أدر.
أرتعش في النميمة والخشية، أبتعد مدعية لامبالاة، يغوص كلانا في جنابة الخوف، ولا نتوضأ.. حاشانا الفشل، والعلقم آخر قطرة في قعر الندم،الطعم يبطئ النبض، يعلو العناد متحدياً حباً يعد نفسه لمواسم خصب كثيرة قبلك /معك/بعدك..
تقلب بين يديك ضحكتي، لأتيح لك قراءة تفاصيلي الصغيرة، ستلاحظ البقع التي خلفتها ممحاة قديمة، أنا التي أرتكب الحماقات بسهولة وأعتذر عنها بالسهولة نفسها، لتدرك - ربما لاحقاً - كم تنقصني المجاملة..
توقظني من سبات أرعن، قريباً من الشرفة أرتشف قهوتي نصف الساخنة، تتسلل نحوي في الأماكن الاكثر ضيقاً وحرجاًً، يندفع الهواء، أراقب فراشة تحوم حول ورود الستارة المراوغة حتى تدوخ..تتمطى الطفلة التي في داخلي، لتعترف دفعة واحدة ودون تراجع بأنها تحبك.
عزيزي والحب أتى تالياً:
لست ممن يزور الحلم بادعائه، ولست ممن يغلف اللهفة بورق السولفان الرخيص..
سأنفلت إليك بضجيجي وصخبي، لأقاطعك، فيما تتحدث أنت عن شأن آخر، أعترف دون اعتذار بأن فراشتي داخت عندك..
تأملني قليلاً جداً، ولا تفزع ،فرغم قزح اللون المجنون لا أشبه فينوس التي تتوقع، سأعتذر عن تلك الزلة، لكن صدقني أعرف كيف أسد الفراغات التي يصعب ملؤها.
تبلع ريقك، و تعدل نظاراتك لزاوية نظر أكثر دقة، تفكر لهنيهة بمساوئي، متطلعاً إلى جينزي القديم وقميصي الصيفي المتهدل..
لتسخر إن شئت من هلاهيلي التي ألقيها فوق جسدي مدّعية أنها ملابسي التي أحب.. دون أساور ودون عقود ودون هداياك الثمينة التي تعيق الدم في أوردتي
أنا ما أنا عليه لا كما تشيئني: امرأة قد لا تناسب فصولك دقيقة المواعيد، ولا حفلاتك الباذخة،
فشعري المبلل يعصى على أسنان المشط القاسية، وعلى هواء المجفف الكهربائي، والتصفيف البهلواني والملاقط الملعونة التي تشنق حريته، بحجة أن العالم منظم وأن فوضوية شعري تخل ميزانه..
الحب الذي أعرضه عليك مدهشاً وعارياً من علائقه وشحومه، حتى حين أدق المسامير فوق جدران غرفتي لأعلق صور عشاقي ونشرة مفصلة عن طقسي اليوم: مشمس مع زخة من أمطار خفيفة .
ترصدني في معدلي الحراري: قابلة للتجمد والغليان قبل أن تصافحني وبعد أن تقبلني.
متواطئاً مع كل مزاعمي حبيبي، وحريصاً على أنفاسي الرتيبة تلاطف عنقك، تستعيد سحري كما تستعيد الطبيعة فطرتها.. أتسلل إليك عبر مقطع ضوئي من أغنية قديمة حلمت مراراً بترديدها وأنا بين ذراعيك أستدل على عافيتي بك، مناكفاً تحدق بخال فوق شفتي المرتعشة تسألني عن الكحل وحدودي الهشة دون مقاومة.
فيما تحاول تقبيلي بجدية بالغة..
تراودني كذبات لطيفة سأحكيها لك، بين القبلة والقبلة، هكذا ابتكر مروحتي في وجه الحياة، هكذا جنوني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان