الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحياء شفاعمرو تنتظر حلولا لمشاكلها

مهدي سعد

2016 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


صرح رئيس بلدية شفاعمرو أمين عنبتاوي في بداية العام الحالي بأن عام 2016 سيكون عام تطوير البنية التحتية في شفاعمرو، ولقد استبشر المواطنون خيرًا بهذا الوعد وتوقعوا أن يطبق على أرض الواقع، إلا أنهم أصيبوا بخيبة أمل بعد أن تبين لهم بأن هذا التصريح لا يعدو كونه حبرًا على ورق، فها هو عام 2016 يشارف على الانتهاء ولم يلمس المواطن أي تطوير يُذكر للبنية التحتية في المدينة عدا تعبيد بعض الشوارع الرئيسية، لا بل يمكن القول بأن عام 2016 كان عام انهيار البنية التحتية في مختلف أحياء شفاعمرو.

أطرح هذا الموضوع بعد مشاركتي في اجتماع للجنة حي القلعة، الذي عُقد في بيت المربي منير سعد بهدف التباحث في سبل الضغط على البلدية للإسراع بتنفيذ مشروع مدخل الحي العالق منذ مدة طويلة، وعبّر الحاضرون عن استيائهم العميق وتذمرهم الشديد من مماطلة البلدية في تنفيذ المشروع، وهددت اللجنة باتخاذ إجراءات احتجاجية إذا لم يتم الشروع بالأعمال بعد عطلة الأعياد، ومن ضمن هذه الإجراءات إغلاق مدخل الحي ومنع السيارات من الدخول إليه، بالإضافة إلى التوجه للقضاء من أجل استصدار أمر يلزم البلدية البدء بالعمل.

وتطالب لجنة حي القلعة البلدية بتنفيذ الأمور التالية: تحويل شارع الحي إلى شارع باتجاه واحد من أجل تخفيف الاختناقات المرورية التي تقض مضاجع أهالي الحي، منع وقوف سيارات زبائن المحلات التجارية المحاذية للحي في مدخل الحي، إعادة محطة الحافلات إلى مكانها لكي لا يضطر أهالي الحي الذهاب إلى محطات بعيدة عن مكان سكناهم، وإيجاد حل جذري لمشكلة النفايات المتراكمة عند مدخل الحي التي يعاني الأهالي من رائحتها الكريهة.

لا شك أن حال حي القلعة لا يختلف كثيرًا عن أحوال باقي الأحياء الشفاعمرية، التي تعاني هي الأخرى من إهمال متواصل وتقصير مزمن جراء تقاعس البلدية في تنفيذ المشاريع التطويرية فيها، فها هو حي أبو شهاب الذي يفتقر لأدنى الخدمات التي يفترض على البلدية تقديمها لمواطنيها، وخيرًا فعل أهالي الحي الذين أطلقوا حملة احتجاجية تطالب البلدية بوضع حد لمعاناتهم، ولا ننسى حي وادي الصقيع الذي يعاني أهاليه من أزمة بيئية خانقة بسبب إلقاء الجيف والحيوانات النافقة بجانب المسلخ المتواجد في الحي.

الأوضاع في أحياء شفاعمرو لم تعد تُطاق، فالمواطن الشفاعمري ملّ الوعود البراقة التي لا يوجد لها رصيد على أرض الواقع، وينتظر حلولا جذرية للمشاكل الحارقة في مختلف الأحياء، إذ نلمس حالة من الغليان تسود الشارع الشفاعمري نتيجة عدم اكتراث المسؤولين في البلدية بالظروف القاسية التي يعيش فيها سكان المدينة، ولا يُعقل أن تستمر البلدية بتجاهل معاناة الأهالي وعدم التجاوب مع مطالبهم المحقة وضربها بعرض الحائط.

المطلوب من إدارة البلدية أن تبادر إلى بلورة خطة إستراتيجية لتطوير البنية التحتية في أحياء شفاعمرو المختلفة، وعليها أن تقوم بتنفيذ الخطة بأسرع وقت ممكن لأن الأوضاع المزرية في الأحياء لم تعد تحتمل المزيد من التسويف والمماطلة، ولا بد لهذه الخطة أن ترتكز على مسح شامل لاحتياجات الأحياء على كافة الأصعدة، ويجب أن يتم العمل بشكل مهني ومدروس من أجل إنشاء بنية تحتية قادرة على الصمود لسنوات عديدة.

أعتقد أنه من المعيب على مدينة بحجم ومكانة شفاعمرو أن تستمر فيها الأوضاع على ما هي عليه الآن، ولا شك أن البلدية تتحمل كامل المسؤولية في الوصول إلى هذه الحالة المخجلة، لكونها صاحبة السلطة العليا في المدينة وهي لوحدها القادرة على تطوير المرافق العامة والنهوض بالبلد إلى الأمام، إلا أن هموم المواطن البسيط ليست على سلم أولويات المسؤولين في البلدية المشغولين بأمور أخرى لا علاقة لها بالمصلحة العامة، لذلك غابت عن اهتمامهم القضايا الملحة التي يريد المواطن من البلدية أن تقوم بمعالجتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب