الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورد ,هم فلسطين ثانية وليسوا اسرائيل ثانية

عمر الداوودي

2016 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


الكورد ,, نظريا هم اسرائيل ثانية ,, تطبيقيا , هم فلسطين ثانية ,, وهذه حقيقة !!

لا يوجد منا من لا يستسيغ النكات ولا يتفاعل معها ضحكة او قهقهة او ابتسامة ظاهرة او باهتة , ولكن الكورد - ورغم انهم شعب ميال الى السخرية والهزل والتنكت وهم اكثر شعوب الأرض اختراعا للنكات - بيّد انهم احيانا يتوقفون عند انتهاء المقابل من القاء نكتته ليتأكدوا فيما ان كانوا قد سمعوها من قبل وقد القيت بعنوان ثان أم لا ؟ العنوان الثاني هو الكرد او الأكراد او الكورد ,, (يكَولك مرة واحد كردي .... !! ,,, كردي سألوه ..... !! ,, كردي راح .... كردي اجه ..... !! ....) هذه ديباجات وافتتاحيات النكات التي كنا نسمعها دائما لنكات كانت تلقى على مسامعنا إما لغرض الضحك من الملقي !! او لغرض الحصول على ضحكة فتاة غبية جميلة واقفة مع الجمع !! او لغرض النكاية ,, او لغرض بسيط تتمثل بصداقة صادقة بين كردي وعربي فيتبادلان النكت بينهما على قومهما ولكن بحسن نية تامة !! ,,
الإستمرار في القاء النكت وتنسيبها لقومية او ملة ما من الملل يؤدي في النهاية الى تشكيل صورة سلبية على تلك القومية او الملة لدى العقل الجمعي في المجتمع ولهذا فهي تساهم ضمن عوامل اخرى في تأجيج العداء ضد تلك القومية او الملة ,, ومن النادر جدا ان يستعين مفكر او كاتب او مثقف او رجل دين عالم وفاضل بالتسقيط والتهكم والتهجم والإفتراء على قومية او ملة محاوره والسبب هو انه واثق من نفسه وعلمه والوحيدون الذين يلجأوون الى كيل الشتائم والتهكم والسخرية والسباب والتسقيط بحق قومية او ملة او دين محاوره هم الفارغون من نعمة العقل والسبب هو ان هؤلاء جهلة واناس لا يقرأون واذا قرأوا فلا يفهمون ويقضون جل وقتهم مع الرذيلة بصورها المتعددة في الحياة سواءا كانت رذيلة المواخير او رذيلة الفساد الإداري العام او رذيلة مبعثها مرض نفسي غائر المخالب في اجسادهم لهذا ترى بكل وضوح كيف تجري السجالات والحوارات على الفضائيات العربية وكيف يرمون بعضهم بالأحذية او يوجهم اقذر السباب الى بعضهم البعض إلا من رحم ربك !! وهؤلاء للأسف تُعطى لهم عناوين بارزة مع اسماءهم وابسطها (كاتب , محلل سياسي,, ناشط ,, مفكر ...الخ) !! وهم لا يستحقون ان يكونوا إلا وراء القضبان - اعتمادا على ما يتفوهون به من جرائم وعلى رؤوس الأشهاد - فالسب والشتم قانونا هما جريمة , وليست من وسائل حرية الرأي والتعبير , والتهكم والسخرية على القوميات والملل والأديان , جريمة ولا تدخل ضمن تعابير حرية الرأي , فمالذي يجعل هؤلاء فوق سلطة القانون وهل ان هؤلاء السُقّط يملكون من المؤهلات ما يجعلهم في هكذا حصانة ؟!
الأمر معقد من ناحية الجواب على هذه الأسئلة , ولكن اختصارا يمكن تفسير الظاهرة بأن ما يجعلهم في هذه الحصانة والمنعة هو حالة الفوضى التي تعيشها مجتمعات الشرق الأوسط عامة وتدني مستويات العيش في هذه المجتمعات الى حد العيش تحت خط الفقر المدقع والفرد ان لم يجد قوت يومه ووجد ان شهادته العلمية التي نالها بدم قلبه لا تأتيه برغيف حاف حتى فإنه يضطر لتقليد العامة التي تبحث عن وسائل بديلة لأيجاد لقمة العيش حتى لو كانت وسائل تشكل في حد ذاتها واقعا مرّا اوجدته حالة غريبة تعيشها هذه المجتمعات , فمن الحالات الغريبة في مجتمعاتنا حالة وجود احزاب سياسية لا وزن لها من حيث الفكر ومن حيث التطبيق ولكن المنتمون لها والفاعلون النُشَّط وزعاماتها هم لا يعدون ان يكونوا سوى عملاء وجواسيس لجهات سرية مرتبطة بمصالح دول كبرى وعظمى وبسبب دعم تلك الدول فإن تلك الأحزاب تُفرض فرضا على الناس والأفراد ولا يمكن في كل الأحوال ازاحتها او عدم الحساب لها كرقم كبير لأن ما تملكها من اموال تجعلها دولة داخل الدولة فتستمر حتى تستولي على الدولة بالتمام او جزئيا على طريقة المحاصصة مع مثيلاتها من الأحزاب والحركات التي لا تختلف عن بعضها كثير اختلاف من حيث آلية العمل وحتى الأهداف وحتى في عدد ما تملك من مؤيدين وانصار ولكنها قد تختلف عن بعضها من حيث الجهة او الدولة العظمى التي تتولاها بالرعاية والدعم والتمويل وإزاء هذا الحال والواقع يجد الفرد البسيط نفسه مضطرا للدوران داخل فلك احدى هذه التيارات والأحزاب ويضطر الى تبني وسائل عملها من دون الأيمان بها وكل الأمل عنده هو ان الزمن كفيل بالحل في وقت اصبح هو نفسه جزءا ورقما في عالم المشكلة الموجودة على الأرض !!,,
وحيث ان كل هذه الأحزاب والتيارات لا تملك نظرة او فكرة واضحة وحتى غير واضحة لخلوها اصلا من المفكرين والمنظرين المحترمين لهذا تراها في اجمعها وغالبيتها تتبنى آليات تسقيط الآخر والتهكم والسخرية به وترى جمعا غير قليل من انصارها ومؤيديها يطبلون ويرددون ما ترددها تلك التيارات لا لأن الأفراد هم عديمي الأخلاق - بمفهومه العام والخاص - بل لأن من يمسك رزقه وقوته داخل الحزب والتيار هو عديم الأخلاق ,وفي النتيجة ترى الشعوب والمجتمعات تستقر على فكرة وقناعة ان الآخر هو (عدو) رغم ان رؤوس التيارات وقادتها هم في الغالب ليسوا اعداءا , لا بل ان غالبيتهم اصدقاء ويقضون اوقات ودية في المواخير او اماكن مشبوه من وراء الكاميره !!,,
هذا الواقع اضافة الى اسباب اخرى هو الذي اوجد حالة اتهام الكورد بالتهم الباطلة فمن تهمة (الغباء ) التي كان مصدرها النكات التي استساغها الأفراد ابتداءا من دون ايلاء العقل اهمية الى تهمة ان الكورد هم (اسرائيل ثانية ) في الشرق الأوسط !! رغم ان تهمة (الغباء والسذاجة) لا تتفق مع تهمة ان الكرد هم (اسرائيل ثانية) فاليهودي لم يُتهم ابدا بالغباء وهو ليس غبيا حقيقة فمن يوجد لشعبه المشتت مكانا ويأويهم ويجمعهم فيه ويأمن حياتهم ومستقبلهم لا يمكن وصمه بالغباء بل هو ذكي وخارق الذكاء - بغض النظر عن الحقائق التاريخية - , فهل استطاع كردي فعل ما فعله اليهودي ؟حتى يتم اتهامه بأنه يسعى لتأسيس دولة ؟وهل سعى لجمع شتات شعب قوامه مائة مليون نسمة على ارضه التي تمزقت بين البلدان ؟
وهذا السؤال موجه الى العربي القومجي المتزمت والمتعصب الذي لا يهضم انسانية كل انسان ,,ان اجبت بنعم , فهذا يعني , انت غبي ,, وإن اجبت ب لا , فهذا يعني انك غبي مرتان !! وفي الحالتين فإن ذلك يعني ان الكورد هم ابرياء من تهمة الغباء ومن تهمة ال (خيانة) ,,
فالكردي ان سعى لتأسيس دولته على ارضه فإن هذا يعني انه يؤدي حقه , طالما ان الأرض ارضه واغتصبت منه , وطالما ان هذه الحقيقة واضحة فأن تهمة كونهم (اسرائيل ثانية) تعني بأنك ومن حيث لا تدري تعتبر ارض الدولة العبرية ارضهم وهو ما تنكره بنفسك ليل نهار !!,وان استمررت في قناعتك بأن الكرد هم (خونة) فهذا يعني انك تعتبرهم اذكياء جدا !! , وهذا لا يتفق مع نكاتك ونظرياتك وتصوراتك العامة بحقهم ,,

فقط اريد ان افهمك ,, ماذا تريد ؟! ,, اجزم بأنك لا تفهم نفسك حتى !! , فكفاك اتهاما للكرد , فإنهم ليسوا سوى (فلسطين ثانية ) , على الأقل اعتمادا على جرائم اسلافك الشوفينيين .
ملاحظة : المقال غير موجه الى اي انسان ينظر الى الأنسان على كونه انسانا له حقوق وواجبات ويجب احترامه بغض النظر عن لونه ونوعه وجنسه وديانته وانما المقصود به كل من لا يهضم حقيقة ان الأرض لا يعمرها إلا العباد الصالحون او الإنسان المنتج بالنفع والغير العدواني في اقواله وتصرفاته تجاه الآخرين والغاية من المقال ايضا هو افهام الكوردي المتعصب بحقيقة ان من يوجه اليك التهم ليس انسانا سويا فلا تتهور في التصرف سواءا قولا او فعلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا هذا ولا ذاك
سيلوس العراقي ( 2016 / 12 / 30 - 14:56 )
ان الكورد (وقضيتهم) ليسوا بفلسطين ثانية
كما انهم ليسوا باسرائيل ثانية

الكورد هم الكورد ومشكلة الكورد فريدة وخاصة
لا يمكن مقارنتها او تشبيهها بغيرها

تحياتي لك ولجميع الاخوة الكورد

اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا