الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حقيبة سفر
كمال تاجا
2016 / 12 / 30الادب والفن
حقيبة سفر
حزمت حياتي جيداً
وطويتها
في حقيبة سفر
وتنكبت ما يكفي من عتاد
مع وسائل إيضاح
وحقيبة إسعاف
من أجل تحمل مشاق
رحلة طويلة بالمجهول
-
وجمعت كل الأغراض الضرورية
نسقتها قدر الإمكان
وتخليت عن الكثير من المتع العالقة
مثل عاهرات الصدفة
وهن ينفضن الأسرة
عن كل وطء فائت
مع لقاءات حساسية مفرطة
مع فتيات خلف باب موارب
أو نظرات محمومة
كنت أتابع فيها
بنت الجيران
وهي تخيط ثوب ألحاظي
بأزياء إلقاء النظر
على كل شيء لذيذ
يسيل مع رضابها
لأرى النار تتقد في أطرافها
وأنا في كل لحظة شوق
أكاد أتلمسها
ولا أطولها
-
واحتفظت باليسير من الأحلام
بين طيات ذاكرة منهوبه
من قبل لصوص أسارير
و نشالين مشاعر
مع حرامية ليل داشر
كانوا يتوازعون سلب أحاسيسي
ويحتفلون بفضح أساريري
في حفلات ماجنة
وبكؤوس من نبيذ الغواية
وهي تدور برؤوسهم
كالثمالة المتهاوية
-
وتعرضت لقطاع طرق
ولعصابات تهميش
لسد السبل
بتهشيم وقفتي المحنية
في مرآة الحسن
وأنا منطو على نفسي
مثل نرسيس فاشل
-
وتنتابني القشعريرة
من رعدات العري المصطك
بين ضلوعي
كلما اجتاحتني
زوبعة إحساس
أو ارتعاشة
قيظ مشاعر
لأنفرك كسوط يداعب
جسد منكمش
من هول جولات الأرتجاف
بمغطس الأرتباك
-
وأنا إلقي بتمايل
انحرافاتي
مع ثني أعطافي
من الدحر
لثمالة الترنح
كورقة ذابلة
في مهب الريح
-
للأسف
تخليت عن مكنوناتي المرخية الشفة
لعابر طيف
وعشت على الطوى
كمشارف على الهلاك
كظل يتعثر
مع شكلي البائس
ويرسم للعدم أشباح سأم
و طلات عبث
و تكشيرات لا مبالاة
وتعنيفة لا اكتراث
مع امتناع بت عن ترويض
حشرة اللاانتباه
وهي تلج وكور الغفلة
غير آبهة من النفور
والذي كان يختلس الجفاء
من جيوب الامتعاض
-
وكنافخ بوق خيال
في ذهن متناس
لأي سبب محدد
لارتداد الطرف
-
وزورق العسرة يصطخب
كما لو أنه يصارع
أمواج الخضم
وذلك بالتخلي عن الدفة
---
مهلاً أيتها الأنياب المسلطة
على كل عمليات السلخ
عظامي الصلبة
تستعص على الجرم
-
عسى أن يأتي يوم مشمس
ليلهب حماسي
كجولة على أنفاس باهظة
غير قابلة للصرف
-
ومازلت
أو هكذا هييء لي
أنني على قيد الحياة
وأقف كحارس مقبرة
فوق دقائق منصرفة
وزمن فائت
-
لأتحرر من عقدة
تبدل الوجد المنحرف
الذي يدب الرعب
في قلبي
-
وأنا الذي كنت أذود عن كل انحرافات
سقطاتي الوشيكة
بصرف النظر
عن زفرات اللاانتباه التي تنتابني
كسيزيف مستلق
تحت صخرة اليأس
التي دحرته
-
ومن ثم اتلاشى
إلى قطع شتى
تسبب لي هذا التفكك
مما يترك غصات أليمة
مع حرج شديد
يطأطأ نفسي بيني
وبين نفسي
-
وأنا الذي ركبت
في قاطرات الأغتراب
وعلى سكك المنفى
وتجاوزت محطات عبور
لم أعيرها انتباهاً من قبل
-
وكنت قد وضعت نصب عيني
أبعاداً مستحيلة
وعبوراً لا يحط
في محطات سفر
وتركت جوانحي للريح
وعلى قوادمي
مكوثاً لا يستريح
وبعثرتني الأحداث كرماد منطفئ
في موقد حريق
فيه بقية من شواظ يلسعني
ليحفزني
-
وأدع أفكاري العدمية الفائدة
طيّ النسيان
وهي تطوي صفحة
ذبول العمر
على تكشيرة راضخة
لضياع الوقت
-
وأحنيت رأسي كعود يابس
يضرب على ظهر ~ شبح
محني الكاهل
لأزداد انكبابا على وجهي
-
وتركت بأسي
يتسربل يائساً
كنزق الريح
في جر أهوال
أحمالي
على الطريق
كمال تاجا
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن
.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •
.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر
.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا
.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى