الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افيغدور ليبرمان وجرائم النظام السوري في حلب

ناجح شاهين

2016 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


أفيغدور ليبرمان وجرائم النظام السوري في حلب
ناجح شاهين
بين أفيغدور ليبرمان في مقاله له في "دفنس نيوز" في الخامس من الشهر الجاري عنوانها "الأمن القومي الآسرائيلي في شرق أوسطي عنيف" أن تقسيم سوريا والعراق الى دول سنية وشيعية وكردية وعلوية هو الحل لمشاكل المنطقة. وقد انتقد وزير الدفاع المحب للاستقرار والسلام خطيئة سايكس بيكو التي لم تتنبه إلى الكيانات الطبيعية في منطقة الشرق الأوسط بحيث لم تقم بقسمة البلاد على أساس طائفي وديني واثني يضمن لها الاستقرار.
الحقيقة أن هذه الأفكار ليست ابتكارات المبدع ليبرمان، لأنها ولدت فيما يخص العراق تحديداً بعيد احتلاله مباشرة. في العام 2007 كان هناك اقتراحات مفصلة حول عراق المستقبل الديمقراطي المقسم على نحو "طبيعي" ساهم في كتابتها رجال سياسة من طراز جوبايدن (نائب الرئيس المعتدل) وأساتذة/علماء من طراز أوليري وجامعات ومراكز أبحاث تهوى الديمقراطية وأمن إسرائيل على السواء.
هذا هو المشروع الديمقراطي لسوريا والعراق. ومن أجل تحقيقه تم تجنيد مئات المنظمات المحاربة من أجل الحرية أو تلك التي تقاتل لحماية الإسلام من خطر الشيعة والعلويين والنصيريين. وإذا كان هؤلاء قد نجحوا في شيطنة الشيعي في المخيال السني الشعبي البسيط إلى حد أنه أصبح هو الشر عينه، وأصبح التحالف مع "الكتابي" اليهودي الإسرائيلي مشروعاً من أجل قتاله، فإن ذلك لم يكن كافياً: كان لا بد من نسب أنواع الشرور كلها للوحش الشيعي النصيري إلى حد اختلاق أنواع الأكاذيب كافة حول سلوكه القتالي.
وفي هذا السياق فاضت ماكنية الإعلام الغربية ومعها أبواق النفط من قبيل الجزيرة والعربية بأنهار من الأكاذيب حول ما كان يجري في حلب حتى أدمت قلوب الأعداء قبل الأصدقاء حزناً وهلعاً من وحشية الجيش السوري والطيران الروسي ومقاتلي حزب اللات سيء السمعة والصيت.
لحسن الحظ –أو لسوء حظ صناع الأكاذيب في الجزيرة وغيرها- انهار "المجاهدون" بسرعة، أي قبل أن تتوافر الفرصة لنسج المزيد من الأساطير. ودخل الإعلام الكوني كله ليبحث عن أدلة تدين النظام السوري بالجرائم. لكنه بدلاً من الحصول على شهادات بحق النظام السوري المجرم حصل على أكوام من الأسلحة تكفي للقتال لسنوات قدمها القطريون والأمريكيون للجهاد من أجل تقسيم سوريا. ووجد أيضاً مقابر جماعية قتل فيها "المجاهدون" والمقاتلون من أجل الحرية من عارضهم من المدنيين، مثلما ذبحوا الأسرى من الجنود السوريين وغيرهم.
ليس النظام السوري ملاكاً سماوياً هبط لنا مع بابا نويل، وليس فلادمير بوتين راعيه الدولي الأول سانتا كلوز، لكن هذا النظام الذي يقاتل حرباً كونية وإقليمية في آن يظل مع حزب الله النواة الوحيدة في هذه اللحظة لأي أمل في انبعاث المشروع القومي عاجلاً في العام المقبل أو آجلاً فيما يليه من أعوام. وكل عام والأمل حي في نهوض أمة العرب، وفي اندحار المشروع "الجهادي" الأمريكي/الاسرائيلي/الخليجي لتقسيم سوريا والعراق. ذلك أن هزيمة هذا المشروع تظل شرطاً أساساً للدفاع عن فلسطين، وحرية العرب، ووحدتهم واستقلالهم الاقتصادي والسياسي الحق من أجل أن يبنوا حياتهم الكريمة على قدم المساواة مع باقي البشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال
مالك عبد النبي ( 2017 / 1 / 1 - 07:28 )
لو أن اسرائيل احتلت سوريا في حرب أكتوبر 73 هل كانت عشر ما قتل الأسد
وهجرت 100/1 مما هجر الأسد ؟
ألا يبرر ذلك تحالف الشعب السوري مع اسرائيل ضد عصابة الأسد العلوية ؟

اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة