الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكاح البزازين .. الفوك ايبغج والجوّه ايبغج

عبد الله السكوتي

2016 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


هواء في شبك
(نكاح البزازين... الفوك ايبغج والجوّه ايبغج)

مثلما كتبها صديقي طالب حريز حسن، عندما رفع اول لافتة للشيوعيين انطلقت من قطاع 55 في الثورة داخل ومن مقهى قاسم بلاسم بالتحديد ، بتكليف من زبون هاشم ابو ليلى، وكيف ان طالب فقد نعاله فبقي حافيا، وكان في الاول المتوسط، ولذا تم اختياره كي لاتقع عليه العين، كان العام هو عام الجبهة 1973، وما ان وصلت التظاهرة واللافتة المكتوب عليها: نحن الشيوعيين في العراق نبارك قيام الجبهة الوطنية، حتى قابلتها تظاهرة مضادة بهتافات اخرى نظمها حزب البعث، انسحب طالب الى الرصيف بقرب رجل يرتدي الثياب العربية، وهنا كانت ثيمة ما اريد ان اقول: احدهم يسأل الرجل: ( عمو وين تظاهرة الشيوعيين)، فيجيب الرجل: ( عمي اشمدريني، شو هيه صايره مثل ني... البزازين، الفوك ايبغج والجوّه ايبغج)، ولا ادري من كان الفوق ومن كان تحت، لكن المثل مفهوم جدا ويحتاج ان نسحبه الى مايجري الآن، هل الشعب الذي هو تحت قد جلب هذه الويلات على العراق، ام ان السياسيين الذين هم فوق قد جلبوا هذه الويلات، ومايجري الآن ان الجميع ( ايبغج) ومعنى ايبغج .. يصرخ، السياسي يعترض والمواطن يعترض والاثنان على حق، فياترى من سرق من؟ صار السؤال محيرا بعض الشيء، وماعدنا نمتلك اليقين، حتى في قضية اختطاف الزميلة افراح شوقي، الجميع يشجب ويستنكر ولاندري من الجهة التي لها مصلحة لاسكات شوقي، الامور صارت تحتاج الى فتاح فال.
عندما يصبح الصوت متشابها تقع الواقعة، السارق والمسروق يبكيان، القاتل والمقتول يبكيان، الجميع يتظاهر ، الفاسد واللص والضحية يهتفون معا، وهذا لعمري لم يحدث في اردأ البلدان ، حتى صار الشعب مجالا للتندر ووضع النكتة، وبدأ بعض المثقفين يوجهون الاتهام للشعب، لن اتكلم عن الحكومة، الشعب هو السبب، وهذا يأتي من الاختلاط الذي يحدث الآن، في الماضي كان حزب البعث يتصدى للمشهد وكل الجرائم التي تقع كان هو المسؤول عنها، القضية لم تكن تحتاج الى الذهاب الى القاضي، كنا نعصب كل شيء برقبة حزب البعث، اما الآن فصار الامر لغزا محيرا وهو يشبه الى حد كبير نكاح القطط، لان الفوق يصرخ والتحت يصرخ، ليس هناك مسؤول وليس هناك حكومة تتحمل وزر المواطن، المقتول والجثث المجهولة الهوية والمخطوفين، الحكومة ترميها باتجاه الحركات المسلحة، ولم يعد هناك فلاح قتلته الدولة، فيكتب الشاعر ان الدولة مدانة لانها قتلت سعود، ليس هنالك دولة، هنالك اطراف متعددة وبواسطة هذه الاطراف تضيع اموال الناس ودماؤهم،ضد من نرفع دعاوانا، الخصم هو الحكم والمقتول هو القاتل، انها احجية كبيرة نعيسشها بعد رحيل صدام، احجية جعلت القتل لاتدعيه الحكومة، ولادوائر الامن، فالمعتقلات صارت كالفنادق لايموت فيها احد، وصار الموت في الشوارع، حتى المجرمين صاروا حين يموتون يثير موتهم التساؤلات، وصار الجميع بحكم المعارضين، والجدير بالملاحظة ليس هنالك ابطال، فالذين ماتوا بزمن صدام معروفي القاتل ملأت صورهم الطرق والمزارات، ومن مات في هذا الزمان البغيض صار دمه هدرا ولن يذكره احد لا اليوم ولافي الغد، الكثيرون قرروا عدم الكتابة بسبب لاجدوى الكتابة، وفعلا صارت الكتابة بلا جدوى لان الامر لايعدو ان يكون مثل ني... البزازين، الفوك ايبغج والجوّه ايبغج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز