الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياة

صبيحة شبر

2006 / 1 / 8
الادب والفن


قررت اليوم ان احتفل بعيد ميلادي ، وان أغرس نبتة للفرح في منزلنا الذي سكنته معالم الأحزان ، وعفاريت اليأس التي تساعد ، على اجترار النكبات ، دعوت صديقتين لي ، لم تفارقاني منذ أن غادر الجميع مهرولين ، بحثا عن مكان امن ، يتوفر فيه قليل من الاستقرار ، فرحت الصديقتان بدعوتي ، اذ أنهما لم تعتادا على إحياء الحفلات ، او تبادل الكلمات البسيطة التي تدل على المودة الضرورية بين الناس ، والا جفت في دمائهم الرغبة في الحياة ، ولآصبحوا كالخشب المسندة التي يبست مياهها ، بعد ان قطعت من جذورها ، وليس في منزلنا الكثير مما يمكن ان أهيئ به ، حفلة تليق بالمقام ، وبعد تفكير قصير اتضح ان صديقتي مثلي تماما ، تهمهما الصداقة ، والكلمة الحنونة التي يمكنها ان تغرس وردة جياشة بالعبير ، قادرة على ملء القلوب التي نضب ماؤها بقطرة من الغيث قادرة على إنعاش أرض ظمأى اشتد بها الهجير ،
خرجت من منزلي وأنا أمني النفس أنني سأجد بغيتي في بعض المواد علني اصنع منها وليمة للقلوب المكدودة المتعبة التي جرت وراء السراب ، ثم عادت بعد رحلتها الشاقة محبطة ، لا تجد لأحلامها البسيطة أملا في انبعاث الحياة
طلبت سيارة أجرة عسى ان اصل إلى سوقي المنشود ، قبل استفحال الظلام ومجيء الليل الذي يغري سواده بأعمال قد لا اعرف عاقبتها ، استقبلني سائق السيارة بترحاب أفزعني وهو ينبئني انه قد أقلني في سيارته مرتين قبل الآن ، وانه فرح مسرور اذ ان حظه السعيد قد وضعني في طريقه ، لم أفهم مراميه من الكلام ، ولكني تظاهرت أنني قد فهمت ، وإذا به يعاجلني أنني لم أدرك ولست بقادرة على الإدراك ، عندما أخبرني انه سيشق بي طريقا جديدا لم تره عيناي ، وانه سوف يسلك الدرب الذي ان سار عليه المرء لايمكن ان يعود ، قال انه سيذهب بي الى الغزالية ، وعندما سمعت الاسم ارتعدت مفاصلي اذ انه لمدينة يكثر بها الإرهابيون ، وتكثر بها حوادث التفجيرات والسيارات المفخخة ، كانت السيارة تنهب الأرض بسرعة لم اعتد عليها ، ولا أحبها أبدا ، لم يكن الطريق مأهولا بالناس ، فضربت أخماسا بأسداس وانا أحدث نفسي ، ماذا سيكون المصير ؟ واخذ السائق يدور في طريقه الطويل ، وصلت بعد خوف تفاقم واشتد أواره
سرت في السوق واذا به زاخر بما لذ وطاب من ألوان البضائع ، اشتريت ما كنت أريد ، وعدت أدراجي
واذا بالماء مقطوع ، وأريد ان أهيئ نفسي للاحتفال ، والحرارة تخنق الأنفاس اذ كنت في عز تموز ، أخذت انقل الماء لترا لترا وأنا أدرب نفسي الا يفسد جزعي وعدم مقدرتي على الاحتمال الأمور ، وبعد ان هيأت ما استطعت من أطايب الطعام تحممت وتعطرت ، وإذا بالكهرباء ينقطع هو الآخر وكأنه يقلد أخاه الماء ،فأحضرت المراوح الو رقية ، وأنا اقنع النفس بضرورة الصبر على المكاره والتعود على الاحتمال
جاءت الصديقتان وهما تحملان وردة حمراء أنستني معاناتي وشدة ألمي وتفاقم حرماني وأدركت ان طول الحرمان تجعل الإنسان لا يرجو الا اليسير من الأشياء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر


.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش




.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص


.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود




.. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على آلة العود.. الموسيقا