الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتصرت كربلاء .. وانتصرت الرمادي

عبدالمنعم الاعسم

2006 / 1 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


القاتل الذي فجر نفسه، متواكلا على نصوص وشعارات وفتاوى وخرافات، وسط نساء بريئات عابرات الى السوق، واطفال ابرياء عابرين الى المدارس، ورجال ابرياء يقفون في طوابير الخدمة والواجب يتحدر، لا محال، من مستنقعات ايديولوجية آسنة، ومن مفارخ للاجرام والبغضاء لم يدخلها الاوكسجين يوما، فلا يليق باسمه غير صفة الموغل في القتل، وموصوف الممعن في الاجرام.

ذلك لأن شرعة قتل الابرياء هنا مثل تشريع احتقار الحياة، والمشرّع، في كل الاحوال، مخلوق من اشنات الصرف الصحي وإن عاش فوق الارض، وهو سفاح مغلق البصيرة وإن حفظ القرآن من الجلاد الى الجلاد، وإذْ اطلق نداء الجهاد لجهة قتل العراقيين الابرياء من دهليز ما، في منعطف ما، من فوق سجادة ما، فقد سجل نفسه على سلالة اكثر الاجناس احتقارا في التاريخ، وسجل عقيدته في قوام العقائد المنبوذة، المطلوبة للحساب.
كربلاء الخميس مثل رمادي الخميس، كلاهما احتفلا بيوم عراقي دموي رهيب، وشيعا، في لحظات مهيبة، مائة من النساء والاطفال والرجال كانوا قد نُحروا توّا برسم "الجهاد ضد الاحتلال أوالكفر" وباسم "القتال من اجل الاسلام او التحرير" فيما وضعت المدينتان المنكوبتان مئات الجرحى من مبتوري الايدي ومقطوعي الارجل وفاقدي حق السمع ونعمة النظر فوق شراشف بيضاء بلون براءتهم، وعلى مسلات الاسئلة عمن يسمي الجريمة باسم آخر، ويلقب الخنازير بغير القابها.
لقد أراد اصحاب المذبحة، وانصارها، والمحسوبون عليها، والمصفقون لها بالسر والعلانية، والمتواطئون معها بالصوت والصورة ان يتوظأوا بتراب المذبحة، ويشكروا الله على فوزهم بالنصر "على الملاحدة" وأن يبرقوا ببشرى النصر الى اشقائهم في الجهاد على قاطع المقدادية الذين قتلوا بدماء باردة، قبل ثلاثة ايام، خمسا وثلاثين عراقيا كانوا يشيّعون جنازة في تلك البلدة الآمنة، فوسّعوا الجنازة لتتسع لهذا العدد من العراقيين، وهدفهم، بل مشروعهم الجهنمي، يتمثل في تحويل العراق كله الى جنازة تتسع لخمس وعشرين مليون ضحية، ابتغاء رضاء الله.
انها حرب على الشعب العراقي، زحف جنودها المتوحشين من اباطيل الايات والكهوف والعتمة التي تقع الى اقصى الحضارات والمدنية، ومن فيض المكاره والاحقاد التي تنتجها الكتب الصفراء والفتاوى الشنيعة واعلانات الجهاد..حرب حققت هزيمتها الشنعاء حين اودت بحياة الالاف من العراقيين.. بينما انتصرت فيها كربلاء والرمادي، وقبلهما المقدادية، وصعد الضحايا الى منصة القضاء العادل..وسيأتي اوان القصاص.

ـــــــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ــــــــــــــــــــــــ

"ردوا الحجر من حيث جاء"
نهج البلاغة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد يعلن ترشحة للرئاسيات في إي


.. شركة لوريال تبتكر جلدا اصطناعيا يمكنه أن يَسمَرّ عند التعرض




.. ماهو الميثاق الأوروبي للهجرة والجوء الذي تمت المصادقة عليه ؟


.. هل يغيّر استخدام أوكرانيا أسلحة أمريكية داخل أراضي روسيا الم




.. مسؤول أوكراني: قتيل وأضرار في عدة مباني إثر هجوم صاروخي روسي