الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقرير حلقة 2

فلك محمد

2017 / 1 / 1
الصحافة والاعلام


سوريا.. صراع الكلمة والبندقية – فلك محمد
في ضوء تقرير "منظمة مراسلون بلا حدود" فان سوريا هي من أكثر الدول التي تحولت الى جحيم للصحافة والصحفيين، ففي حصيلتها السنوية ذكرت إن من أصل 57 صحفياً قتلوا في المناطق التي تشهد نزاعات وحروب 19 منهم قتلوا في سورية مما يجعل سوريا المكان الأخطر للصحافة والصحفيين.
لمناقشة أسباب تحول سوريا الى مقبرة للصحافة والصحفيين كان لقاءنا مع الكاتب والسياسي الكوردي "بير رستم" والكاتب والإعلامي الكوردي "هوشنك أوسي" لنسلط الضوء على هذه الجرائم ومن يتحمل الوزر الأكبر فيها.
مقبرة الصحافة و عسكرة الثورة
عن عسكرة الثورة وما يجري في سوريا يقول الكاتب والناشط السياسي بير رستم : كلنا نتحمل، لا أحد بريء فيما آلت إليه الأوضاع في البلد، عندما أقول كلنا، لا أقصد فقط الأفراد كسوريين وشعب ومكونات مجتمعية أقوامية، بل أقصد أكثر كمجموعات وأطراف سياسية وعسكرية متصارعة ومن وراءهم الدول والحكومات الإقليمية وصولاً للدول المركزية وعلى الأخص الروس والأمريكان والمجموعة الأوربية والمنظمات الدولية.. باختصار شديد؛ كلنا نتحمل المسؤولية الأخلاقية والسياسية فيما ذهبت إليها الأوضاع وذلك دون أن ننسى التراكم التاريخي والأحقاد المخزنة في صفحات كتبنا الصفراء "المذهبية الطائفية" وشحنة الكومونات في تأجيج النفوس والصراعات البينية حيث ثقافة العنف والصحراء والبداوة والغزوات. وهكذا فقد توفر المناخ السياسي لتفجير تلك الصراعات التاريخية لتجرف معها كل ما كنا نتبجح به من ثقافة وطنية مدنية، لنكتشف كم كنا واهمون، بل كم كنا مزيفون وحاقدون وموتورون بحيث عدنا إلى بداوتنا وهمجيتنا وتوحشنا، ليكون نحر الآخر هوية وهواية لكل هذه المجاميع الميليشاوية في سوريا، لكن وبعد كل تلك المقدمة، يبقى النظام هو الذي يتحمل "الوزر الأكبر في هذه الجريمة" وذلك لموقعه السياسي الأمني والإداري وما المطلوب منه وكذلك لم قام به من تدمير للبشر والحجر وللأسف.
الكاتب والشاعر "هوشنك اوسي" يرسم صورة بانورامية للمشهد السوري الحالي من خلال مقارنة ومقاربة بين مرحلتين تاريخيتين، يقول أوسي: سوريا كانت مقبرة لحريّة الرأي والفكر والعمل الصحافي والسياسي الحرّ، منذ استيلاء حزب البعث على السلطة في 8/3/1963. ولا يمكن حصر ذلك في السنوات الاخيرة. صحيحٌ أن عدد ضحايا حرية الصحافة قبل 2011 كان أقل من السنوات الاخيرة، ولكن صحيحٌ أيضاً أنه يستحيل الحديث عن حريّة الصحافة في ظل نظام شمولي، توتاليتاري، أمني، حكم البلاد والعباد والمجتمع والدولة بقانون الطوارئ والاحكام العرفية منذ 1963 ولغاية 2011. وعليه، المسؤول الأوّل والأخير على استهداف الصحافة الحرّة والصحافيين في سوريا خلال عام 2016 والعام الذي سبقه هو نظام الإجرام الأسدي. ثم تأتي الكتائب الإرهابيّة المتطرّفة بالدرجة الثانية التي ما زالت تختطف نشطاء مدنيين وحقوقيين وإعلاميين، صدرت بيانات من منظمات صحافية وحقوقية دولية تطالب بالإفراج عنهم. ولكن دون جدوى.
في تقسيم وتداخل مناطق النفوذ
سوريا اليوم وبعد 6 سنوات من حرب عبثية وجنونية مقسمة بين ثلاث مناطق (مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة المعارضة المسلحة بشقيها المعتدلة والإرهابية، ومناطق حزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي. ماهي الصورة التي يرسمها السياسيين والكتاب والإعلاميين عن حرية الصحافة واستهداف الصحفيين في تلك المناطق؟
يقول بير رستم :لنكن واقعياً، لا يمكن توفر الحريات في أجواء الاستبداد وسيطرة الميليشيات الحزبوية والمجاميع السلفية. وهكذا بالنظر للخارطة السياسية اليوم في واقع سوريا وكما تفضلتِ ورسمتها بأربع أو ثلاث مناطق حيث النظام والمعارضة بشقيها وأخيراً المناطق الكوردية وغيرها الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية ودون أن نتطرق لمناطق "داعش" والتي لا تؤمن بتلك الحريات أساساً وتجد فيها "بدعة غربية"، فأعتقد ضمن هذه الأجواء والمناخات وسيادة المفاهيم الأيديولوجية لكل منظومة سياسية، فإن حرية الصحافة تكون خاضعة لمدى توافقاتها وتقاطعاتها مع المنظومات الفكرية لكل طرف حيث الناشط الإسلامي سيجد هناك حريات في المناطق الخاضعة للميليشيات الإسلاموية، بينما سيلاحق في مناطق النظام وسيتعرض للمضايقات _على الأقل_ في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية وبالعكس طبعاً. وهكذا لا حريات حقيقية، إن كانت للصحافة أو الحريات العامة عموماً في واقع أيديولوجي، ناهيكم عن ظروف الحرب والصراعات الداخلية..
عن السيء والاسوأ يسلط الكاتب والاعلامي هوشنك أوسي على المختلف والمشترك بين تلك المناطق فيضيف:
: مناطق سيطرة النظام والمعارضة، بكل تأكيد، أكثرُ سوءاً من مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي. وهنا المقارنة بين السيئ والأسوأ. وهذا لا يعني ان مناطق حزب "ب ي د" تنعم في بحبوحة حرية الرأي والتعبير والعمل الصحافي. صحيح انه لم يتم تسجيل عمليات اغتيال الصحافيين في المناطق الكردية، إلا ان واقع حال العمل الصحافي معروف في تلك المناطق والتي لا تخلو من خطف وتهديد وترحيل واعتقال واعتداء واستهدف وحرق مؤسسات إعلاميّة.

هل فقدت الصحافة صوتها وسط دوي المدافع؟
لا صوت يعلوا فوق صوت المعارك والبنادق، هو صراع سلاح مقابل سلاح، هل ضاعت الكلمة أو تراجعت بأفضل احوالها ؟
يقول هوشنك اوسي: انه في فترات الحروب والصراعات، عبر التاريخ الحديث، يصبح الإعلام أحد الادوات الضالعة، بشكل مباشر أو بغيره، في هذه الصراعات والحروب. ولا يمكن رسم تلك الصورة الوردية المثالية للاعلام، إلاّ في الحدود الدنيا من احترام رأي وعقل المتلقّي، واحترام مبادئ وأخلاق المهنة. ربما مقولة "الاعلام المستقل"، هي أكذوبة كبرى، صدّقناها ونطالب بها. ولكن ما هو حقيقي ويجب التأكيد عليه والمطالبة به دوماً هو الإعلام المهني او الذي يتوخّى او يلتزم بالحدّ المقبول والمعقول لقواعد العمل الصحافي على صعيد التقيّد بمعايير المهنة وأخلاقياتها. ثم أنه في فترات الحروب والأزمات والنزاعات وزيادة الشحن والتحشيد والتعبئة والتأليب بين الاطراف المتصارعة، لا يمكن للإعلام ان يكون مساهماً في صناعة السلام. الإعلام وظيفته نقل الخبر بصدقيّة دون تحوير وتجيير. والسماح للرأي والرأي الآخر التعبير عن نفسيهما على حدّ سواء.
و يضيف بير رستم مختصراً الكثير من الكلمات بالمقولة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" ويكمل حديثه: في ظل سيطرة المدافع وفوهات البنادق و"علو صوتها" فبكل تأكيد بأن الكلمة _والصحافة ضمناً_ تفقد الكثير من المواقع والتأثير على الواقع المجتمعي والسياسي ولذلك يمكن التأكيد والقول: نعم فقدت الصحافة دورها، بل غيّبت عن الكثير من المشاهد السياسية وصراعاتها في المرحلة الماضية وذلك على الرغم من أهمية ميديا المقروءة _مواقع التواصل الاجتماعي مثالاُ_ وكذلك المرئية والقنوات التلفزيونية ودورها في خلق الحدث، لكن رغم ذاك الدور فقد كان الدور الأكبر هو للبترودولار الذي كان وما زال يوجه البندقية في الصراع السوري وللأسف.

مرحلة ما بعد الحرب وبقاء بشار الأسد
تراجع الحديث إقليمياً ودولياً عن مرحلة ما بعد بشار الأسد. تتجه المتغيرات صوب إبقاءه في السلطة في صفقة إقليمية ودولية. كيف سيكون وضع ومهام الصحافة والصحفيين إن افترضنا بقاء الأسد في السلطة؟
يرى هوشنك اوسي "ان الاعلام يميل حيث تميل الظروف السياسية والمشاركون الفاعلون في أية مرحلة، سواء أكانت عادية ام ملتهبة. ذلك أن هؤلاء المشاركين الضالعين في الأزمة، بشكل أو بآخر، هم الممسكين بدفة الإعلام على الصعيد التمويل او افساح المجال للعمل والنشاط. وبالتالي، لن يشذ الإعلام عن مزاج وأداء ومواقف واجندة مموليه في المرحلة القادمة".
أما بير رستم الذي يرى ان بقاء النظام مرحلي يؤكد على : إن بقاء الأسد سيكون جزءً من الصفقة الإقليمية الدولية كما تفضلت، لكن بقاءه وبقناعتي سيكون مرحلياً وهو ما يؤكد عليه حتى حلفاء النظام من الروس، ناهيك عن المطلب التركي الأمريكي بذلك.. وهكذا فإن قضية الرئيس وبقاء بشار الأسد على رأس السلطة ستكون جزء من توافق شامل على شكل النظام القادم في البلد وبالتالي؛ فإن شكل وهيكلية النظام الجديد وما يتم التوافق عليه من مبادئ وقوانين وحقوق وأهداف عامة ومن خلال دستور للبلاد، سوف يحدد تلك الحريات والحقوق العامة ومنها المتعلقة بحرية الكلمة والصحافة، بمعنى إن حرية الإعلام و"وضع ومهام الصحافة والصحفيين" مرتبط بالحالة العامة في البلاد وما سيتم المخاض عنها وذلك بعد الاتفاق على الهدنة الشاملة والبدء بالعملية السياسية للانتقال من دولة الاستبداد إلى نظام سياسي ديمقراطي تعددي لا مركزي.
هل تعب جيوش الدول وميلشياتهم العابرة للحدود ، هل انهك هذه الحرب العبثية الاخوة الأعداء وأعداء الأخوة؟ في كل الأحوال وكيفما تكون سيناريوهات سوريا الغد فان المستهدف الأول هو من يحمل سلاح الكلمة لمواجهة السلاح....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا