الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مالثسية مبارك وشوبنهاورية السيسي -بؤس الرأسمال-

عصام أسامة عبد العزيز

2017 / 1 / 1
الادارة و الاقتصاد


منذ العهد البائد وإعتادنا سماع الخطابات من المخلوع وحكومته وما يصحبها من مبررات لمعوقات الفشل الإقتصادي والتأخر في التنمية وأبرز ما تُعلق عليه الأسباب هي الزيادة في التعداد السكاني ، ومن هنا كانت سياسة الدولة الإقتصادية تعتمد مبرر يعفيها من اللوم تكبح به نفوس العامة وتُرجئ به سبب تراكم سوء الاوضاع إلي أنفسهم هُم ، إلي سبب خارج نطاق عمل الدولة وبذلك كثر الترويج والدعوات لـ ما يسمي تحديد النسل كـعائق شرط للتنمية . من الموقف السابق لنمط سلوك وعقلية الدولة المباركية يسهل تحديد تحيز الحكومة وارتباطها بنظريات سوق رأس المال ، فإذا ما رجعنا لنظرية مالثس في السكان " أحد رواد المدرسة الكلاسيكية " ، تُعبر النظرية بـ " أن من المحتم تزايد السكان بمعدل أسرع من معدل ازدياد الإنتاج الغذائي ، ومع الربط بين النظرية وموقف دولة مبارك يستنتج الآتي : - إعتبار مالثس الزيادة في التعداد السكاني مؤشر سلبي وهذا موقف الدولة في اعتبار الزيادة ظاهرة معيقة للتنمية ويجب الحد منها ، وذلك تحيز مسبق باعث للتشاؤم وقلة الحيلة الإقتصادية فمن البديهي أن التكاثر مستمر وذلك يزيد التعداد وبالطبع ما الحل إلا سيطرة الناس علي أنفسهم والحد من التكاثر . - ومن خلال العقلية المالثسية التشاؤمية ينبثق موقف رإسمالي محافظ ومعادي لأي تغيير جذري ويفضل إبقاء الوضوع كما هو وبالتالي : - يتبلور الموقف والتحيز الأهم لطبقة الرأسمال للإبقاء علي مصالحها واستفادتها من بقاء الوضع وبذلك تُخضع الطبقة المتضررة للإستغلال وتغمس أكثر في هيمنة قواعد السوق ، إذ أن الزيادة في المرتبات والأجور تؤدي إلي ازدياد الطلب علي الانتاج الغذائي فيكون الموقف السليم إبقاءهم عند أمل حد الكفاف وذلك مما يظهر زيف شعار " الانحياز لمحدودي الدخل " عند عصابة مبارك الرأسمالية . وبذلك تتعامل نظرية السكان مع الإنسان علي أنه كائن استهلاكي غرائزي يجب تنميطه وإخضاعه لرغبة الأقوي . ومع عصر السيسي بعد ثورة وإنقلاب واضطرابات اقتصادية حادة ، فُرض علي الجيل الحالي والأجيال القادمة المعاناة الحياتية سياساً وإقتصادياً لدرجة أكبر أثرا من سابقيها حتي أن تشاؤمية مالثس ما عادت تكفي ! ، وبعد خطابات التقشف كنهج مستمر لإقتصاد السوق إلي أن قال طبيب الفلاسفة في أحد خطاباته " نجوع .. ما نجوع " المهم نبقا كدا " والأمثلة متنوعة علي بلوغ خطاباته منحي دلالي يدق مؤشر الفزع للعامة وبلغت تشاؤميته نفسها درجة ترقيها لموقف اللا انجابية في فلسفة الألماني شوبنهاور ، وأصبح وجود المواطن المصري في بلده ثقيل عليه ورخيص عند أصحاب المصالح ومنظومة المال ، وما عادت دعوات الحد من النسل صالحة، ففي أيام مبارك كان التحكم بالنسل واجباً ، أما في ظل ما نمر به من وضع مظلم ومستقبل دائن يصبح العزوف عن الزواج والتكاثر فرضاً ، وبعد ما وصلنا إليه من حالة بؤس عامة يقبع الجميع آسري اليأس والاحباط حتي المعارضة الراغبة في التغيير ، أغلب شبابها وقواعدها تحلم وتأمل بالهجرة بعيدا عن القبضة الأمنية والبؤس الإجتماعي والإقتصادي ! ، وظاهرة كالهجرة غير الشرعية تستشري بين فاقدي الأمل لأي تحسن لأحوالهم ، يفرون هلعاً من جحيم المناخ التشاؤمي الناتج عن تراكمات الفشل الاقتصادي والسياسي لا كما يدعي أصحاب نظرية المؤامرة !. البؤس حالة تراكمية وليدة المنظومة لا السيسي ، يرحل مبارك والسيسي وتبقي المنظومة وتستمر الخطوات والسياسات النيوليبرالية من خصخصة وتعويم للعملة ورفع للدعم وزيادة الضرائب والخضوع أكثر لقبضة التقشف وصندوق النقد الدولي ، وما السيسي وغيره بـمصالح جيشه ورجال أعماله إلا أداة تعبر عن نمط عقلية الفردية والربحية في السوق العالمي ومنظومة اللا عدالة ، هنا تكمن الأزمة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة طارق الشناوي يتخلى عن النقد.. مش جاي عشان يجلد حد ب


.. بوتين يغير القيادات: استراتيجية جديدة لاقتصاد الحرب؟ | بتوق




.. رشا عبد العال رئيس مصلحة الضرائب: لا زيادة في شرائح الضرائب


.. مستقبل الطاقة | هل يمكن أن يشكل تحول الطاقة فرصة اقتصادية لم




.. ملفات اقتصادية على أجندة «قمة البحرين»