الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تناست الخيوط السياسية الحمراء الدم العراقي الاحمر؟؟!

رزاق عبود

2006 / 1 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بصراحة ابن عبود

كل القوائم العراقية، وكل الاحزاب، والكتل، والتجمعات، والجبهات، والتحالفات، والتيارات، والتجمعات، والاحلاف، وغيرها من التسميات. تدعي انها اكثر عراقية من غيرها. وكلها تدعي ان برنامجها السياسي هو الافضل، والاصلح، والاكثر شعبية، والاشمل، والاعم، والابعد عن سياسات النظام الفاشي السابق، وما الى ذلك من الادعاءات السياسية، والتصريحات الصحفية. ففي عهد الديمقراطية، وحرية الرأي، يحق لاي شخص، ان يدعي ما يشاء، ويصرح بما يشاء.

الملاحظ ان الاغلبية العظمى اتفقت على الانخراط بالعملية السياسية، لان الانعزال هو انتحار سياسي، وليس لان البعض حريص على مصلحة الوطن.الكل يطالب، ويدعي نبذ استخدام السلاح، والاحتكام لصندوق الاقتراع، ويطالب بالحوار بدل القتال، وهكذا. ولكن الجميع له خطوط حمراء تذكرنا بلون الدم، ولغة السلاح، وصوت البندقية، ولهجة التهديد. بعضهم اخذ يصرح ان ما بعانيه الشعب، من ارهاب، وخراب، وتدمير، امورعادية مرت بها كل الشعوب ويضربون مثلا بايران. وكأن علينا ان نعايش الموت اليومي، ونقبل القتل المجاني لشعبنا لمجرد ان ايران، او فلسطين، او الصومال مرت، او تمر به. في حين نتناسى الامثلة المضيئه، التي مرت بها تجارب اخرى. عندما احتكموا لصوت العقل، فحلوا الميليشيات، وقبلوا لغة الحوار، واستقدموا خبراء اجانب لمراقبة الانتخابات فاستقرت الاوضاع، واشتغل البناء.

اما في العراق، فلا زال البعض يعتبر كركوك خط احمر، واخر يعتبر الفدرالية خط احمر، ونتائج الانتخابات خط احمر، والعلاقات مع الدول الفلانية خط احمر. والارهاب خط احمر، والبعث خط احمر، والمرجعية خط احمر، والوزارة الفلانية خط احمر، وغيرها، وغيرها من الخطوط الحمر،التي قسمت بيروت يوما الى معسكرات، ودول، ومقاطعات. والدم الاحمر العراقي يسيل في البصره، والنجف، وكربلاء، والناصرية، والحلة، والسماوة، ومدينة الثورة، وبغداد، وكركوك، والمقدادية، واربيل، والموصل، والرمادي، وسامراء، وبعقوبة...ولا احد يمد خطا احمرا ضده. فالكل يقتل. اللصوص، والميليشيات، والعصابات، والارهابيين، والبعثيين، والتكفيريين، وجنود الاحتلال، والشرطة، والحرس الوطني، والحمايات، وفرق الامر بالمعروف..الخ.. الخ. وبدل ان يضعوا خطا احمر ضد هذا القتل، يدعونا البعض الى تقبل هذه الظاهره باعتبارها امرا طبيعيا مادام ايران قد مرت به، ومادام الصومال لا زال يمر به. لماذا علينا ان نمر يوميا، ودوما عبر درب الالام؟ لماذا يحمل المسيح يوميا صليبه، داميا كل يوم في شوارع العراق؟ لما تسبى نساء الحسين كل يوم؟ لماذا يقتل عبدلله بن الزبير يوميا؟ لماذا تقصف الكعبة بالمنجنيق من جديد؟ لماذا تدنس العتبات المقدسة في النجف، وكربلاء، والكاظمية، والاعظمية، وسامراء؟ ان الذي لا يهتم بدم العراقيين، أي كان هذا، لايحق له حكم العراق، ولا الاشتراك في حكمه، او التحدث باسمه، مهما برر، او افتى، او فتش عن حق تاريخي، او وجود قومي، او استحقاق انتخابي، او مظلمة تاريخية، او اغلبية سكانية، او هوية نضالية، او دينية، او مذهبية.

شعبنا يريد من يحفظ له ارضه، ووطنه، وشرفه، وعرضه، وماله، وامنه، ويعمر البلاد التي كانت جنات ابدعت اولى الحضارات، والان يعمل البعض لاعادتها الى عهد الظلمات. وعاصمة سميت ارض السلام الى عاصمة القتل اليومي. اخرجوا من خنادقكم ايها الباحثون عن السلطة، او الثأر التاريخي، او الاستحقاق العددي. دعوا الشعب المختطف من قبلكم قبل الارهاب، والاحتلال. دعوه يعود الى احزابه، وسياسيه، وقناعاته الفكرية، وليس الى طوائفه، وقومياته، وعشائره، وعصبياته. الشعب كله يطالب بوحده وطنية، وانتم تعملون لفرقة وطنية. الشعب يريد الامن، والامان، وانتم تبررون الارهاب. الشعب يريد الحياة، ولكنه بسببكم يواجه الموت في كل منعطف. والله لو عاد عليا اليوم لصرخ بكم من جديد قائلا: ياحكام العراق يااهل الكفر، والنفاق، والشقاق. كفاكم تمزيقا لشعب، ووطن الرافدين حسب الملل، والاجناس، والطوائف، والاديان، والالقاب، والمناصب، والمقاعد. كفاكم فقد ملئتم قلوب العراقيين قرحا!! والحكيم الاكدي صرخ بوجه سائله بعد سقوط سومر من بنى العراق فاجابه: كل العراقيين بنوا العراق. وصدام هدم مابناه العراقيون فهل تريدون السير في خطى صدام، ام في خطى نبوخذ نصر؟؟؟

وقل ذكر ان نفعت الذكرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأميركيون العرب -غاضبون من بايدن ولا يطيقون ترامب- | الأخبا


.. اسرائيل تغتال مجدداً قيادياً في حزب الله، والحزب يتوعد | الأ




.. روسيا ترفع رؤوسها النووية والناتو يرفع المليارات.. | #ملف_ال


.. تباين مواقف الأطراف المعنية بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة




.. القصف التركي شمالي العراق يعطل انتعاش السياحة الداخلية الموس