الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيكولوجية العنف السياسي:

باسم علي خريسان

2017 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


سيكولوجية العنف السياسي:
دراسة في علم النفس السياسي
د.باسم علي خريسان
[email protected]

شكل العنف بكل صوره واشكاله أهم التحديات في التاريخ الانساني،فالانسانية منذ القدم وهي تجاهد من اجل ضبط ايقاع العنف الانساني لما له من تاثير مدمر على الانسان كفرد او المجنمع كمجموع، فالعنف يعمد الى توجيه الطاقة الابداعية للانسانية نحو مسار مخالف لما ينبغي ان تكون عليه،فبدلاً من توجيه طاقة الانسان نحو الابداع والبناء تتجه مع العنف نحو التدمير والاعاقة، بالشكل الذي يتسبب في التراجع الحضاري الانساني، فالحروب التي تعتبر اشد انواع العنف الانساني اسهمت خلال التاريخ في العديد من الكوارث البشرية والمادية مسببة الكثير من الالم للانسانية،هذا ما دفع بالمجتمعات البشرية الى العمل على ايجاد القواعد والقوانين والاتفاقيات والمعاهدات والاعراف الدولية للحد من الحروب او للتقليل من اثارها، فاذا كان عنف الحرب احد اشد انواع العنف تدميراً، فان الاشكال الاخرى للعنف الممارس من قبل الانسانية كذلك لها الكثير من الاثار المادية والنفسية على الانسان والمجتمع، فالعنف المادي بصورته الاجرامية و العنف الرمزي بصورته القيمية والثقافية وعنف الحرمان، وعنف الدولة كمؤسسة تحتكر ممارسة العنف وعنف النظام السياسي الشمولي-السلطوي وعنف النظام الديمقراطي وعنف العائلة وعنف المجتمع وعنف التربية وعنف التعليم،وعنف الثورات وحركات المقاومة وعنف الحرب الاهلية ..الخ من اشكال العنف كلها تترك تاثيرها الكبير في حياة الانسان.
وعند البحث عن اسباب العنف سوف نجد هنالك اسباب عديدة بعضها شخصي وبعضها مادي وثقافي ورمزي واقتصادي، وسياسي ونفسي، ولكل من هذه الاسباب دورا مهماً في تحديد حجم واتجاه العنف، واذا كان للجوانب المادية بكل اشكالها تاثير واضح ومؤثر في طبيعة وسلوك العنف الفردي والمجتمعي،فان للبعد السيكولوجي حضوراً واضحاً ومؤثر في طبيعة واشكال العنف، فالعنف النفسي يؤثر في طبيعة السلوك الانساني، ،ولكنه يختلف باختلاف سيكولوجية المجتمع فلكل مجتمع سمات سيكولوجية مختلفة عن المجتمع الاخر ،هذه السمات السيكولوجية وليدة تطور تاريخي وحراك مجتمعي اسهم في رسم ابرز السمات السيكولوجية لكل مجتمع ، لذلك نجد المجتمعات تختلف في سماتها السيكولوجية ،فالبعض منها يصطبغ سلوكها بصبغة سيكولوجية تحبذ العنف في اعلى مستوياته والبعض الاخر نجده يرفض السلوك العنفي ويعمل على محاربته والبعض الاخر سلوكه العنفي غير مستقر يتغير بتغير الظروف..الخ.
واذا كان للبعد النفسي هذا التاثير فان له تاثير في اشكال العنف التي عرفتها الكثير من المجتمعات ،واحد من هذه الاشكال هو العنف السياسي، فالاحزاب والقوى السياسية المتصارعة على السلطة والموراد كثيراً ما تعتمد العنف السياسي لتحقيق مصالحها ، ويكون هذا العنف كثر بروزاً في المجتمعات التي لم ترقَ فيها القوى السياسية الى مرحلة القبول بالاخر سياسياً والاحتكام الى صناديق الانتخابات لتحقيق التداول السلمي للسلطة والتوزيع العادل نسبياً للموارد بين ابناء الشعب ، ونجد بان للبعد السيكولوجي حضوراً وتاثيراً في تحديد طبيعة وشكل هذا العنف، فمستوى العنف السياسي قد يكون محدود من حيث الحجم والنوعية اوقد يكون في مستوى مرتفع،وهذا يرجع الى البيئة السيكولوجية الحاكمة لطبيعة الصراع فكلما كانت البيئة السكولوجية للتصارع في مستوها الادنى من الشحن السياسي التصارعي كلما انخفض مستوى العنف السياسي وكلما حدث العكس ارتفع مستوى العنف السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل