الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين تحكي٢ في مدح القراءة بكامل وعيك

سماح عادل

2017 / 1 / 5
الادب والفن


كتبت: سماح عادل
القراءة بهدف أفضل من القراءة بشكل عشوائي، عليك أن تحددي منذ البداية لماذا تقرأين، فالأفضل أن تكوني واعية بدور القراءة في حياتك، ولا داعي للقول أن ذلك لابد وأن يسبقه تحديد لأهداف خاصة في حياتك.
إذا كانت القراءة بهدف التسلية وتمضية الوقت لا مانع من ذلك، أما اذا كانت وسيلة لتحقيق أحد أحلامك كأن تكوني كاتبة مثلا، أو لتطوير مهاراتك وإكسابك قدرات جديدة فلابد أن تحددي المجالات التي لابد وأن تقرأي فيها، هناك مئات من الكتب، خاصة على شبكة الانترنت والتي توفرها مجانا، عليكي ألا تنساقي وراء الكتب ذات العناوين البراقة، أو تلك التي يعلن عنها أنها الأكثر قراءة أو الأكثر تحميلا، حددي في دفتر ملاحظات المجالات بدقة التي تنوين القراءة فيها، اختاري بعناية الكتب، ولا مانع من تصفح فهرس الكتاب أولا قبل البدء في قراءته توفيرا للوقت، وأهم نصيحة لا تجبري نفسك على إتمام كتاب لم تستمتعي بقراءته أو شعرتي بعد ما بدأتي في قراءته أنه غير مفيد.
هناك طريقة اتبعتها منذ بدأت القراءة، وهي أن أسجل عنوان كل كتاب أتممت قراءته، واسم الكاتب، في دفتر خاص بذلك، أسميته دفتر قراءاتي، كنت في البداية أدون تاريخ اليوم الذي أنهيت فيه الكتاب، وملاحظات بسيطة عنه، ومع مرور الأيام أكتفيت بالعنوان واسم المؤلف، هذا الدفتر هام جدا، لعدة أسباب أولا لأنه يحسن مزاجيتي عندما تسوء، التقليب فيه و معرفة اعداد الكتب التي قرأتها يعطيني طاقة إيجابية ويشعرني أني لم أضيع وقتي، ثانيا يجعلك ترصدين تطورك الفكري وكيف أثرت فيكي كتب معينة وهل استطعتي التقدم أم لا.
مع الوقت ستكتسبين خبرة وحدسا لمعرفة الكتاب القيم الذي يستحق القراءة من عنوانه ومن الفهرس وأحيانا من المقدمة قبل قراءة كلمة فيه، كما يفضل ألا تعتمدي على آراء الآخرين بشكل كامل لأن لكل شخص منا ذوقه وميوله وحتى أهدافه من القراءة، اعتمدي على حدسك وعلى سعيك وراء الكتب.
فيما يخص حلمي في أن أكون كاتبة روائية انجذبت، منذ بداية طريق القراءة، إلى الروايات، وكان لدي صعوبة في فهم الكتب البحثية والعلمية، خاصة تلك التي تتناول السياسة والاقتصاد، ربما التاريخ جذبني، وطالما كان ذلك مصدرا للشعور بالذنب فقد اعتبرت نفسي جاهلة أميل إلى القراءة السهلة والممتعة حكمت على نفسي أنني لن أصبح مثقفة أبدا بمعايير الوسط الثقافي لدينا، لكن مع مرور السنين أقتنعت أن هذا ما اخترت أن أفعله في الحياة، أن أتلذذ بالروايات، أعيش في عوالمها الخيالية، وأصنع فيما بعد عوالم أخرى، وأرسم أجواء ساحرة وشخصيات متميزة، علينا أن نتقبل ما نريده ولا نفرض على أنفسنا معايير خارجية قد تحد من إبداعنا وتقتل أحلامنا، من تستطيع فهم ذاتها، وتقصي رغباتها وميولها عليها أن تستجيب لهذه الرغبات والميول وتطويرها، لابد أن نفعل ما نجيد فعله وما نتلذذ به.
اكتشفت أيضا طريقة أخرى أفادتني كثيرا، وهي عمل قراءة متسلسلة لكاتب ما، أهداني عقلي إلى تلك الطريقة في لحظات حيرة وصراع مع الذات، كنت وقتها أفتش عن دليل يرشدني كيف أصبح كاتبة، وفكرت أن اتتبع كاتب ما لأعرف كيف تطور أدائه كروائي، أخذت أقرأ كل رواياته، التي استطعت الحصول عليها، وانتهجت القراءة المتسلسلة فيما بعد، فهي تكشف كيفية تطور الكاتب كما تبين أفكاره وميوله وآرائه تجاه الحياة وهل تغيرت أم تعمقت مع مرور العمر، كما تكشف خيباته وتبين للقاريء ما علق في ذاته وظل يظهر في أعماله، عرفت أن الكاتب لا يستطيع أن يكون محايدا، وأنه يكتب ذاته في كل مرة يدعي فيها أنه يجدد في صناعة شخوصه، يسكب جزء من ذاته بانفعالاتها وتوجهاتها وخبراتها الحياتية وحتى ميولها الدينية والأخلاقية داخل الشخصيات حتى تلك التي يعتقد أنها أبعد ما تكون عنه، وأن هناك عقد ما تظل تطل في حكيه عقد تراكمت عبر الزمن وتأصلت في نفسه، عرفت أن أول خطوة لأكون كاتبة هي التعمق في ذاتي وفهمها جيدا حتى أستطيع بعد ذلك التعمق في ذوات الآخرين وفهمهم ورصدهم أو تخيلهم في عالم روائي.
وفي النهاية لابد وأن تقرأي وأنتي بكامل وعيك حتى حين تتلذذين وتعيشين في الخيال، ليكون كل كتاب خطوة تقربك من حلم ما تريدين نسجه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس