الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدها الراسمالية لا تتبنى الارهاب المتعارف عليه!

خالد حسن يوسف

2017 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


فعل الارهاب اختلف تجاهه الكثيريين بفعل تعدد ايدولوجياتهم وسياستهم, ناهيك عن اختلاف مفاهيم الاصطلاح لديهم تجاه ماهية الارهاب وتحديد ما يتمضن, الى ان الشائع عن معنى الارهاب اصبح - فعل سياسي ثامري ينتهي الى ممارسة دموية - يسقط خلالها عدد من البشر ولاسيما من المدنيين تحديدا ويحدث في المدن والادوات ذات الصلة بها (اينما تواجدت), وتكون النتيجة التسبب في وجع كبير للكثيريين, ويسفر في احيانا الى التعاطي مع المتسبب بطريقة او اخرى في سبيل استيعابه ودفعه لتوقف عن ممارسة الارهاب.

ولدى الكثيريين صور نمطية تجاه البيئات الاجتماعية والسياسية التي ينحدر منها بعض ممارسي الارهاب وتحديدا المسلمين منهم وذلك كسابقة فكرية لم تكن تتم عادتا مع البيئات الاخرى التي ينسب لها ممارسي الارهاب حتى المسلمة منها في واقع عدم انثماء منفذي الارهاب الى تيار ايديولوجي اسلامي - مثال قوميين عرب,أكراد,افغان,نيجيريين,صوماليين, منحدرين من اوساط تعتنق الاسلام, بينما اختلف الامر بعد ان اتسعت الصورة النمطية نتيجة لصعود المكتف لقوى الاسلام السياسي وهو ما ادى ان يراها الكثيريين من غير المسلمين كممثل فكري لمعثنقي الاسلام.

واذ مارست الارهاب المتعارف عليه قوى عديدة غير اسلامية, فلماذا تشكلت الصورة النمطية تجاه المسلمين تحديدا؟, بما في ذلك شعوب اسلامية لا تنتمي اليها قوى سياسية تتبنى الارهاب؟!

فرضية الاجابة تتمحور في ان بعض قوى الاسلام السياسي تبنت خطاب الفكر الديني عند ممارستها الارهاب المتعارف عليه وهو ما اسفر عن تلازم المسلمين وهذا الارهاب, وهذا ما شمل فيما مضى عن تلازمية العروبة والارهاب في عقدي السبعينيات والثامنينات من القرن العشرين, حين مارست قوى عربية عمليات اختطاف وتفجير.

مما نتج عنه ان تشكلت صورة نمطية من قبل الكثيريين بصدد العرب والفلسطينيين تحديدا, الى ان المسلمين ودينهم لم يصبحوا خلالها بمحل اتهام مباشر نظرا لعدم زج تلك القوى بخطاب ديني كدافع تبريري يقف وراء ممارستهم مقارنة مع قوى الاسلام السياسي وممارستها في عقد التسعينيات وما تلى ذلك, خاصة وان العالم كان قد استوعب الخلفيات الايديولوجية التي وقفت خلف سلوك بعض القوميين واليساريين العرب انذاك.

وعلى هذا المنوال راى الكثريين ان الارهاب الذي مارسه الجيش الجمهوري الايرلندي انطلاقا من بعده السياسي القومي وتم تنحية نسبه الى المٍسيحية في ظل فهم خلفيته وغياب رفع القائميين عليه الخطاب الديني المسيحي, وهذا ما شمل حركة ايتا القومية التي تطالب بانفصال اقليم الباسك عن اسبانيا وفرنسا.

وخلال رفع الخطاب الديني من قبل الاسلام السياسي وخبث الراسمالية المتوحشة والتي يمثل بعض هؤلاء المتطرفين المسلمين بجزء منها تشكل الاسلام فوبيا والصورة النمطية المعادية للمسلمين التي سادت لدى الكثيريين بما في ذلك بعض القائمين على الارهاب العالمي والذين استطاعوا ان يستثمروا نتيجة هذا الخطاب الغير موفق ضد المسلمين ودينهم, رغم وجود صلة سابقة مباشرة وغير مباشرة لبعضهم مع ممارسي الارهاب - نموذج الولايات المتحدة مع المخابرات الباكستانية والنظام السعودي الراعيان لحركتي القاعدة وطالبان فيما مضى, في حين لا يستطيع النظامين الباكستاني والسعودي تأكيد انهما بجزء عضوي من الراسمالية التي عادتا تتحاشى تبني الارهاب المتعارف عليه, بينما يجيد راسماليي الاخوان المسلمين عالميا تفادي تبني الارهاب والذي يمثل العديد من قواهم بجزء فعال في احداثه وبنيته.

وعلى غرارهذا المسلك الاحتيالي يأتي تجنب الراسمالية العالمية عموما ولاسيما الغربية لتبني ممارسات الارهاب المتعارف عليه, وانطلاقا من ذلك فان هؤلاء لا يعلنون عن تعاملهم مع بعض من هم جزء عضوي في حضيرة الارهاب نظرا لكون الغرب الراسمالي بعد استثناء بعض انظمته يشكل بيئة اجتماعية وسياسية لا تلتقي مع الارهاب المتعارف عليه والذي تمارسه بعض الحكومات الغربية سياسيا وعسكريا, ناهيك عن ذلك فان التنظيمات العنصرية الأوروبية والامريكية والتي تمارس العنف تجاه المهاجرين تتجنب اعلان ممارسة العنف صراحتا, فهؤلاء جميعا يسعون للمحافظة على ماء وجههم رغم ممارستهم الملموسة والغير معلنة بينما الجراءة,عدم النضوج السياسي والخبث ادى كل ذلك الى شد القوميين,اليسار والاسلام السياسي لرفع عقيرتهم للمساومة على ما لا يجوز ويستدعي تبنيه الخجل وهو الارهاب المتعارف عليه, ففي حين استثمرت الدول الراسمالية تاريخيا الكنيسة لتكريس احتلال الشعوب, تمارس راسمالية هذه الدول استثمار مواجهة الارهاب كذريعة لتمرير السيطرة او تدمير بعض المجتمعات ومن ثم المساهمة العضوية في خلق الارهاب, والنتيجة ان الراسمالية اينما كانت تتحاشى تأكيد صلتها بمن عرف عنهم ممارسة الارهاب المتعارف عليه والساذج سياسيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل-دكتور هو- يعود بعد ستين عاما في نسخة جديدة مع بطل روان


.. عالم مغربي يكشف الأسباب وراء حرمانه من تتويج مستحق بجائزة نو




.. مقابل وقف اجتياح رفح.. واشنطن تعرض تحديد -موقع قادة حماس-


.. الخروج من شمال غزة.. فلسطينيون يتحدثون عن -رحلة الرعب-




.. فرنسا.. سياسيون وناشطون بمسيرة ليلية تندد باستمرار الحرب على