الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضد التيار: ألعاب خطرة

أمينة النقاش

2017 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



التناقض فاضح بين البيان الذى أعلنته قناة القاهرة والناس لتبرير وقف برنامج «مع إبراهيم عيسى « والبيان الموجع الذى أصدره إبراهيم عيسى، مفسرا به هذا الحدث الفاجع والمخيف. بيان القناة يريد أن يقنعنا بأن إبراهيم عيسى اتخذ بمحض إرادته قرار مغادرة القناة بالقول أنه أعرب عن رغبته « فى عدم الاستمرارفى تقديم برنامجه على شاشتها لتطلعه إلى التخفف من بعض أعباء العمل، والتفرغ لمشروعاته الكتابية والإبداعية «. هذا الزعم لم يصدقه أحد،ليس فقط لأن البرنامج هو أحد إبداعات إبراهيم عيسى الإعلامية، لكن أيضا لأن البيان الذى أصدره ينفى تمامًا ما سعى بيان القناة لترويجه، بل هو يقول عكسه. وفى بيانه يقول إبراهيم عيسى ما نصه:» أحاط الجمهور برنامجى باهتمام بالغ، وتفاعل مدهش وجدل متجدد ونقاش واسع، جعل حلقات البرنامج على درجة من التأثير الذى عَبَر حدود تأثير مجرد برنامج تليفزيونى، مما ألقى عليه أعباء،وتعرض معه لأنواء، وأحيط بالضغوط، ففى الوقت الذى ساهم فيه فى اتساع عقول، تسبب كذلك فى ضيق صدور «.والكلام واضح لا لبس فيه، فمن هى يا ترى تلك الصدور التى ضاقت ببرنامج إبراهيم عيسى إلى حد ايقافه؟ ومن أى جهة هبت تلك الريح العاصفة لتخرس برنامجه وتمنعه من مواصلة البث؟ وكم كارثة مطلوب أن تحدث كى يدرك من يمارسون تلك الضغوط البالية، أن هناك تقاليد مهنية تقتضى التفرقة بين وسائل الإعلام التى تحفل بالرأى والرأى الآخر وبالمعرفة والتنوع والتعدد، وبين وسائط الإعلان التى لا تكف عن المبالغات والمساندة الغبية لأى شىء وكل شىء، بشكل يفتقد للمنطق وللمصداقية وللتقاليد المهنية، ومن المدهش أن يفتخر القائمون على هذا اللون من الإعلان بتحطيمها ودهسها بالأحذية؟!
ما هى المصلحة العامة التى تكمن فى تأميم الجدل الاجتماعى والخلاف الفكرى والسياسي، ونصب الشراك للانقضاض على كل رأى مخالف كى لا يبقى فى الساحة سوى إعلامي كل الأنظمة ومبيضى سياسات كل العهود،ممن يفتقدون ثقة الناس ؟وبأى قلب ميت يجرى نسيان الدور المهم الذى لعبه إبراهيم عيسى فى إسقاط هيبة جماعة الإخوان وفضح متاجرتهم بالدين، وجهلهم به، فى ظل سطوة حكمهم البائس،بما شكل دعمًا لا يستهان به لثورة 30 يونيو، وتبنيا لأحد أهم أهدافها،بتحويله لكل المنابر التى أطل منها، إلى نوافذ للتحديث والتنوير ولتجديد الخطابين الدينى والسياسى،بحكم أنه من بين أكثر مقدمى البرامج حضورًا وجاذبية وثقافة وقدرة على الإقناع وحثا على التعلم واكتساب المعرفة، وتحسسًا لمواطن الخطر والإشارة إليها لتغيرها باسلوب قد يزعج كثيرين، لكنه صادق؟وإذا كان برنامجه قد توقف لسبب قهرى، وليس لقراره الحر الاختيارى فبماذا نسمى ذلك غير مصادرة الحق فى الاختلاف وقمع لحرية الرأى والتعبير؟
وهل وقف برنامج إبراهيم عيسى، والانقسام المدعوم بقوى عظمى فى حزب المصريين الأحرار هو محض مصادفة أم أن هدف الاثنين واحد هو تكميم الأفواه، وقمع كل محاولة للاختلاف، وتكريس سياسة تسخيف الحياة الحزبية وتهميشها وإفقادها أى قدر من الاستقلال؟1
الفالح فى دوائر الحكم الذى ينصح بهذه الإجراءات الباطشة عليه أن يدرك أنها ألعاب خطرة، سرعان ما سوف تنفجر فى وجه صانعيها لأنها تنطوى على كم بائس من الارتجال وتفتقد لكم مثله من الذكاء،لأن أحدا لم يعد يصدق أن المصالح العامة هى الدافع لاتخاذها.
المؤكد أن قوى غاشمة قد أوقفت البرنامج، وهى نفسها التى حركت الصراعات فى حزب المصريين الأحرار ودعمت الانقسام داخله، والمؤكد ايضا أن إبراهيم عيسى باق برغم توقف برنامجه، وهو لن يعدم منبرًا فضائيًا أخر يطل منه على مشاهديه، ومحبيه ومقدرى مواهبه وحضوره الأخاذ. والمؤكد ايضا أن رجل الأعمال نجيب ساويرس، إذا لم ينصفه القضاء باعتبار ما جرى فى المصريين الأحرار غير قانونى،فلن يعجز عن تشكيل حزب آخر، ليصبح الخاسر الوحيد هى الدولة التى فرطت بهذه السهولة فى اثنين من كبار داعمى الثورة الذى يكتسب نظامها شرعيته منها!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله