الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوش والملف العراقي المزعج

نجاح يوسف

2006 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لم يمر عام بعد على التصريح المتفائل للإدارة الأمريكية حول بناء ديمقراطية عصرية في العراق, لتكون عامل جذب لشعوب المنطقة , حين فاجئ العراقيون العالم كله بأن المسار الذي يتجه إليه هذا البلد وبعد الانتخابات الأخيرة التي جرت وما رافقها من طعون كثيرة في نتائجها جراء الخروقات والتزوير, سيؤدي لا محالة إلى حرب اهلية تحرق الأخضر واليابس وتفكك العراق, إن لم يتم محاصرة الأخطار المحدقة بالعملية السياسية الجارية وايجاد حلول منطقية للمعضلة التي يواجهها بعيدا عن المحاصصة الطائفية والعرقية..

فالدوار الذي بدأ يؤرق السيد بوش خاصة وقد انخفضت شعبيته في داخل أميركا إلى حدودها الدنيا في آخر استفتاء أجري قبل نهاية عام 2005 جراء تعثر سياسته وتخبطها في العراق , وكذلك ازدياد عدد الجنود الأمريكيين القتلى والجرحى والمعوقين, لكي تأتي حملة الديمقراطيين على سياسته في العراق لتضاعف من هذا الأرق مما دفعه إلى عقد اجتماع غير مسبوق في البيت الأبيض يوم 5/1/2005 دعي إليه وزراء الخارجية والدفاع في الإدارات الحكومية السابقة والحالية لاستطلاع رأيهم والتشاور معهم حول أفضل السبل للخروج من المأزق الذي أدخلتهم إليه إدارة الرئيس بوش..ومن الشخصيات التي دعيت لهذا الإجتماع روبرت ماكنيمارا ,فرانك كارلوجي , لورنس ايكلبرغر, جيمس بيكر, مادلين اولبرايت, كولن باول, وليم كوهين, وليم بيري, إلى جانب وزراء الدفاع والخارجية الحاليون وسفير الولايات المتحدة في العراق زلماي خليلزاد والجنرال جورج كيسي القائد العام للقوات الأمريكية في العراق.. واستهل الرئيس بوش مخاطبا الحاضرين من الديمقراطيين المتشددين ضد سياسته وكذلك الجمهوريين: " ليس كل الحاضرين معنا حول هذه الطاوله اتفق معي لغزو العراق..وأنا اتفهم ذلك.. ولكن كل الأمريكيون الجيدون يريدون لنا ان تنجح مهمتنا هناك " ..

وفي الوقت الذي لم تنشر وسائل الإعلام تفاصيل هذا الإجتماع المهم إلا أن بعض التصريحات من المشاركين فيه والذين عبروا عن أهميته وعن ضرورة تحقيق الولايات المتحدة النجاح في العراق, دلت على أن النفق المظلم الذي أدخلهم الرئيس بوش إليه, عليهم اتمام حفره سوية ليصلوا إلى نهايته المنشودة !! وكما صرح كارلوجي للصحفيين بأنه لم يكن في الاجتماع من طالب بسحب القوات الأمريكية فورا من العراق..

وبقدر ما يتعلق الأمر بالعراقيين, فإن الحل, وكما تؤكد عليه كل القوى الوطنية العراقية المخلصة يكمن في أيدي العراقيين أنفسهم..فمتى أيقن الساسة العراقيون حقيقة أن بناء العراق الديمقراطي الاتحادي الحر والمستقل لا يمكن بناؤه إلا بمشاركة واسعة من قبل جميع شرائح الشعب العراقي دون تهميش أو تغييب, ونبذ العنف والعنف المضاد, والانتهاء من ملف حل الميليشيات المسلحة, واللجوء إلى أحكام الدستور, سيسرّع هذا في حل المعضلات التي تواجه البلد بدءا من القضاء على الإرهاب وبناء القوات المسلحة والشرطة والإجهزة الأمنية على أساس الولاء للوطن, وإعادة بناء الإقتصاد العراقي المدمر, ووضع الأسس الديمقراطية الصحيحة لإدارة الدولة والمجتمع, والقضاء على الفساد الإداري, وانتهاء برحيل القوات الأجنبية عن أراضينا..

وإذا كان السيد بوش يشكو من أرق العراق ويدعو خيرة مفكريه وساسته لإيجاد دواء ناجح له, فما بال العراقيين وساستهم وهم يعيشون صباحا ومساء في دوامة القتل والتفجيرات, لا يجلسون على طاولة واحدة ويتناقشون بهدوء وبدون ضجيج أو تصريحات نارية , لكي يجدوا حلولا للأزمة التي تعصف بالعراق وبأهله؟ فإذا لم يكن اليوم وأنهر الدم العراقي الغالي يجري في الأزقة والشوارع والساحات, فمتى أيها السادة ستتحرك ضمائركم وتضعوا جانبا حصصكم الطائفية والعرقية وتتأملوا شقاء هذا الشعب الوفي الذي رغم عذاباته الكثيرة , اندفع وبشجاعة نادرة وشارك في الانتخابات البرلمانية من اجل ان يتبرك بميلاد حكومة وحدة وطنية تحل له مشاكله وتعيد البسمة إلى شفاه أطفاله..

فإذا لم يكن اليوم وتحزموا امركم أيها العراقيون وتحلوا مشاكلكم , فإن أرق أشد سوف يصيب الوطن كله من شماله إلى جنوبه, وعند ذاك سوف لن يفلح لا السيد بوش ولا ساسته من وقف الطوفان الذي سيغرق الجميع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط