الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعادة ترتيب اوراق البيت الكوردي

خالد تعلو القائدي

2017 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


اعادة ترتيب اوراق البيت الكوردي .............................. بقلم / خالد تعلو القائدي
الشعب الكوردي جزء مهم ورئيسي من المنظومة السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية في العراق ،ولو قمنا بتسليط الضوء على الجانب السياسي الذي يدير البلاد الان ، نجد بان للأحزاب الكوردية والسياسيين الكورد دور بارز في هذا الجانب اي المنظومة السياسية ، حيث من المهم ان نستذكر دور تلك الاحزاب السياسية التي كان لها الدور الابرز وهما الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب الاتحاد الوطني ، غير ان الحزب الديمقراطي يمتد نضالها لأكثر من 70 عاما ، وقطعت شوطا كبير في ارساء الاسس الصحيحة للديمقراطية والمدنية في كوردستان العراق وبات نموذجا يقتدى بها من قبل الاحزاب الكوردية الاخرى ، الا ان بروز انشقاقات حزبية لدى بعض الاحزاب الكوردية خاصة بعد احداث 2003 واحداث شرخ في المؤسسات الحزبية التي يمتد الى عقود من الاعوام كان سببا مميتا في تدخل الجهات الاقليمية والدولية في تشتيت الصف الكوردي في الوقت الذي يواجه العراق بشكل عام واقليم كوردستان بشكل خاص تحديات كبيرة في مواجهة اعنف واخطر تنظيم ارهابي واجرامي في تاريخ البشرية الا وهو الدولة الاسلامية " داعش " .
الانشقاقات الحزبية في اقليم كوردستان لها تداعيات خطيرة جدا خاصة تلك الاحزاب التي تتخذ من عباءة الدين غطاءا لها في ممارسة تشتيت البيت الكوردي الان ، وهي في الوقت نفسه تحاول محو النضال الكوردي الطويل في بودقة غاياتهم وتوجهاتهم التي هي في الاساس مناهضة لمفاهيم الديمقراطية والمؤسساتية والمدنية ، حقيقة القول ان اغلب هذه الاحزاب بات في خانة التوافقية ضد الحزب الديمقراطي الكوردي ويحاولون جاهدا في محاربة النضال الكوردي من بوابة التهجم على هذا الحزب ، انا هنا لا ادافع عن الحزب " البارتي " بقدر دفاعي على منجزات هذا الحزب العريق ، ولعل نضال القائد ملا مصطفى البارزاني جدير بالتقدير وجدير ان نستذكر نضاله والتي بالإساس كان سببا لوصول الشعب الكوردي الى الرقي والديمقراطية الحديثة ، الا ان هذا النضال بات مهددا في خانة الدكتاتورية من قبل بعض الاحزاب التي لا تعرف من الواقع شيئا وهمهم الوحيد ابرام الاتفاقات مع الحكومة المركزية والدول المجاورة للعراق من اجل ارجاع المجتمع الكوردي الى العبودية المميتة واهانة الشعب الكوردي برمته ، من بوابة الدول الاخرى ، اليوم وبعد سيطرة الدولة الاسلامية " داعش "على مساحات واسعة من الاراضي العراقية والكوردية وهي تعاني الان انهيارا في جميع المناطق التي احتلتها سابقا وتطهير المناطق الكوردية من دنس هذه المجاميع الارهابية بدأت تتعالى الاصوات مجددا في اعلان مواقفها السلبية تجاه الاقليم ومحاربتها من بوابة الاحزاب الكوردية التي لم يكن لها وجود في السابق بل وجدت من اجل تشتيت الصف الكوردي واحداث شرخ في النسيج الاجتماعي الكوردي المحب للمدنية والمؤسساتية والاعتدال الديني والعلمانية الحديثة .
هذه الاحزاب والتكتلات اصبحت تشكل منعطفا خطيرا في وجود الاقليات والاديان الاخرى التي كانت ومازالت جزءا لا يتجزأ من المجتمع الكوردي "الايزيدية " نموذجا ، وبات تهدد في وجودهم بسلام ضمن اقليم كوردستان .
اذا على الاحزاب السياسية والدينية ان تعيد النظر في تطلعاتها ومفاهيمها الاستراتيجية ورسيم استراتيجية جديدة تكون قائمة على اساس تقبل الاخر والمدنية وان تقف وقفة شرف مع تلك الاحزاب التي كان لها نضال طويل في ايصال الشعب الكوردي الى الرقي والرفاهية والسلام ، الانشقاقات على اساس المنفعة الذاتية لا تخدم الا اعداء كوردستان وشعبه ، ويجب عدم استغلال المنابر الدينية في مهاجمة تطلعات حكومة الاقليم للحرية والديمقراطية .
وفي الوقت ذاته هناك احزاب كوردية الخارجية تحاول ايضا احداث فجوة في البيت الكوردي ومن بوابة " الايزدياتي " كذبا ، في حين انها اخطر من بقية المجاميع الارهابية على مستقبل المجتمع الايزيدي ووجوده في المستقبل ، وليس لائقا ان تستغل مواقفها العسكرية في محاربة الارهاب لتأسيس مكانة حزبية وسياسية في العمق الايزيدي .
اليوم من واجب الاحزاب الكوردية الجلوس معا على نفس الطاولة لحل مشاكلهم وليس الجلوس على طاولة الاعداء وزيادة الطين " بله " ، ونحن نعلم ان الخاسر في هذه التنافرات الشعب الكوردي برمته ، والمستفيد منها اولئك الذين يحاولون سرقة نضال شعب عريق ونضال القادة الاشراف .
اليوم الشعب الكورهدي يتطلع الى اعلان دولته واستقلاليته من الانظمة الرجعية والاستبدادية والاحزاب الكوردية الفتية تحاول القضاء على هذه التطلعات والقضية الكوردية ونسف العملية السياسية بأكمله .
اتمنى من الاحزاب الكوردية اعادة التفكير ورسم استراتيجية جديدة من الاجل اكمال منهجية النضال الكوردي وترجمتها الى الهدف الاسمى " الدولة الكوردية "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة