الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حربائية بنكيران

محمد شودان

2017 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


إن المتتبع لسلوكيات عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابقة، والمكلف بتشكيل حكومة ما بعد انتخابات سبعة أكتوبر 2016 لا يمكنه إلا أن يدرك أنه شخص حربائي، لا تحدد تصرفاته قناعات سياسية ولا يتمتع بأدنى معايير الأخلاق السياسية، يتقن الانبطاح للاقوياء والعواصف، ولا مثيل له في التعجرف على البسطاء، رجل لا يمكن تحديد معاييره في مسائل كالتحالف والوطنية والسياسة.
أيام كان حزبه في المعارضة، كان يدعو إلى الإضرابات المطولة، ولما قاد المحكومة سن الاقتطاع من رواتب الموظفين المضربين. حين ظهر حزب الأصالة والمعاصرة "سَيَّق" بدموعه المغرب كله باكيا التحكم ومستبكيا، داعيا الشعب إلى رفض الحزب والانتصار إلى "الخيار الديموقراطي" وقذف دكاكين الأحزاب... لكن، ما إن هبت رياح الربيع العربي على المغرب، ولاحظ أنها حملت أحزابا وتيارات إسلامية إلى سدة الحكم، كما حدث مع الإخوان في مصر والنهضة في تونس، وأخبره حدسه أنه موعود بقطعة من كعكة السلطة التي طالما حلم بها، رأيناه كيف أعلن الطلاق من الشعب والشارع ودعا أتباع الحزب والحركة التابعة له إلى التمسح بأهذاب عالي الهمة و/أو الاعتكاف في منازلهم، وزم أفواههم السليطة، ودعا كبار شخصيات الحزب إلى الاهتمام بوضع اللمسات الأخيرة على موقع الحزب من الحكومة المرتقبة، خاصة بعد الخطاب الملكي الشهير. وقد لاحظنا أن ريقه قد سال على السلطة حتى منعه من الحديث عن الدستور وما رافقه من نقاش قانوني، ولسان حاله: "المهم أننا وصلنا إلى السلطة، فلنغنم ما وسعنا ذلك"، والحقيقة أن السلطة قد غيرت صباغة "مناضلي" الحزب تغيرا واضحا، "داروا لا باس، وبان عليهم الخير".
بنكيران رجل طريف للغاية، سن منهجا غريبا، إذ كلما حصل خير فبفضله، وكلما "قفرها" (قال لي سيدنا) وهكذا إلى أن ضاق به صبر الملك فتبرأ منه في خطاب موجه إلى الشعب، إن هذا النبذ "وهو يستحقه" يليق به، ذلك انه رجل لا يمكن الوثوق به، إنه يدور مع مصلحته 360 درجة، ووده لحليفه باق ما دام به مصلحة، وربما حزب الاستقلال هو أكبر حزب لدغ من جحر بن كيران، لأن الكل يعلم أن شباط حزب الميزان قد عاهد بن كيران ووافاه الحلف عندما تخلى عنه حزب السنبلة والحمامة، ولكن بنكيران لما ضاق حبل تشكيل الحكومة على خناقه قد أبدى استعداده التخلي عن شباط حفاظا على حقه/نصيبه من تشكيل الحكومة، ربما حتى يستطيع إتمام تأثيث بيته الذي لم تسعفه "المانضة" السابقة من إتمامه.
ربما إن باقي الأحزاب قد فهمت أنه لا يمكن المغامرة بالركوب في مركب بن كيران المهترئ والاحتراق ب"لامبة" الحزب دون ضمانات، ومن هنا يمكن فهم كل الشروط التي وضعها أخنوش، فهذا الأخير رجل محنك لا يمكن أن يقامر بشخصيته وحزبه لسواد عيون بنكيران، الرجل الذي لا يمكن الوثوق به.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل