الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنة عدنان .. موصلية ابداعها امتداد لحضارة بلدها

وجدان عبدالعزيز

2017 / 1 / 6
الادب والفن


كان الابداع العراقي في كل مناحي الحياة ومنها الابداع في الفنون والاداب دليلا على عمق وحضارة هذا البلد ، وانه صاحب اول حضارة في المعمورة تلك التي وصفت بالأصلية ، وكان تفرع حضارات الكون منها ، فلانشك بامتداد هذه الحضارة بإبداعات العراقيين في العصر الحديث واليوم نتناول مبدعة عراقية ، تركت بصمتها في الخط العربي ، وهي جنة عدنان ، حيث كانت ولادتها في الموصل 1965م مقترنة بالبيئة الملائمة التي رعاها والدها الشاعر عدنان احمد عزت ومن المدهش ، انها حصلت على اجازة الخط على يد الخطاط المصري المعروف ويسمى احيانا بعميد الخط العربي سيد ابراهيم ، ومنحها ايضا الخطاط التركي المعروف حامد الامدي ومنحت ايضا عضوية جمعية الخطاطين العراقيين الفخرية وعمرها عشر سنوات ، وتصاعد ابداعها في اقامة معرض شخصي في الامارات اضافة لمشاركاتها في معارض اخرى ومنها معرض استنطبول عام 1986م ، ثم انها صممت العديد من الطوابع وحصلت على المراكز الاولى ، ومن مميزات هذه الخطاطة الابداعية ، انها تعمل بكلتا يديها ، أي ياليسرى واليمنى واحيانا في آن واحد اضافة الى ان الخطاطة جنة عدنان ، قد مارست الخط بانواعه وتفننت فيه واعتمدت على قواعده الخاصة التي تنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة باستخدامات العناصر المعتمدة في الفنون التشكيلية ، كالخط والكتلة بمعانيها المتحركة والجمالية مما انتج حركة ذاتية تجعل الخط يتهادى في رونق جمالي مستقل عن المضمون ومرتبط معه بوقت واحد واجادت في جميع انواع الخطوط مثل الخط الكوفي الذي يعتمد على المساحة ويستخدم كثيرا في عمل اللوحات والادعية وخط النسخ وهو اوضح الخطوط ويستعمل في عمل الكتب .. وخط الثلث وهو من اروع واجمل الخطوط واصعبها كتابة ويعتبر اصل الخطوط العربية ويقال ان من اتقنه اتقن غيره من الخطوط ويتحلى بالمرونة وممكن كتابة جملة واحدة باشكال مختلفة ومزجت بين خطي النسخ والثلث معا ، حيث خط الاجازة .. واستخدمت خط الرقعة والخط الديواني الذي ايضا يمتاز بالحيوية والطواعية ، وهكذا مارست جميع الخطوط بما فيها الخط الفارسي وبرعت بجميعها وبكلتا يديها وعزفت على انواع الخطوط باناملها ، ورسمت لوحات كلمات بهرت المتلقي وادهشته اضافة الى انها استعملت الالوان في الزخرفة والتصميم بخبرة عالية ورسخت لها مكانة في مسيرة مبدعي الخط العربي بصورة عامة والخط العراقي بصورة خاصة مستفيدة من حركة اليد اليسرى التي تتناغم مع حركة يدها اليمنى في جمالية خطية رائعة ، تصيرت في بعض لوحاتها المخطوطة الى لوحات تشكيلية حملت رؤى الخطاطة جنة عدنان وفلسفتها الخاصة في استثمار هذا الفن .. (وفي بنية التكوين الخطي ، فأن النص احيانا يفرض طبيعة الاشكال في تلك الاعمال الفنية ذات المنحى الجمالي أو الدلالي على وفق قواعد تجويدية للحرف العربي ، وان هذه البنية هي نسق من العلاقات التي نلحظها في الاشياء ، وان النسق هو طريقة توافق رصف الوحدات المتجاورة مع بعضها ، وهو كذلك الشيء عطف بعضه على بعض وهو من كل شيء ما كان على طريقة ونظام واحد عام ، والنسق هو مجموعة من الوحدات أو النواة المتواصلة تبعا لطاقتها الكامنة وقوة التجاوز الذي نحسه بين عناصرها ، وهذا التجاوز مرتبطا بسياقات التفاعل بين النواة ـ أي الوحدات ـ وعلاقاتها التتابعية واتجاهاتها الحركية . ومن حيث التكوين الموضوعي ، يعكس لنا التماثل مدى تناسق الاجزاء تناسقا معماريا متزنا سواء من حيث الاشكال او الخطوط او الالوان . ان هذا المدلول يقدمه الخط العربي في التكوينات الخطية ، كبنية متكاملة مكونة من نسق من الابعاد المكانية والمسطحات والحروف والخطوط ذات البعدين وبهوية تجريدية تعكسها طبيعة الحروف)* هذه التكوينات جاءت مطواعة في خطوط الخطاطة جنة عدنان واثبتت جدارة فنية رائعة ..


*كتاب (بنية الايقاع في التكوينات الخطية) د.جواد الزيدي / منشورات اتحاد الادباء والكتاب في العراق بالتعاون مع دار الشؤوون الثقافية العامة الطبعة الاولى بغداد 2008م ص48








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة أسطورة الموسيقى والحائز على الأوسكار مرتين ريتشارد شيرم


.. نحتاج نهضة في التعليم تشارك فيها وزارات التعليم والثقافة وال




.. -الصحة لا تعدي ولكن المرض معدي-..كيف يرى الكاتب محمد سلماوي


.. كلمة أخيرة - في عيد ميلاده.. حوار مع الكاتب محمد سلماوي حول




.. لماذا تستمر وسائل الإعلام الغربية في تبني الرواية الإسرائيلي