الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشكيلية أفين كاكايى /رحلة البحث عن الوطن

وجدان عبدالعزيز

2017 / 1 / 6
الادب والفن


لازال الفن التشكيلي العراقي واحدا من ابرز واهم الفنون التي استطاعت وببراعة خالصة نقل الصورة العراقية الى المتلقي، سواء بالداخل او الخارج ، وكانت اللوحات الفنية هي الناطقة، حيث ساهمت في نقل مواقف الفنان العراقي الرافضة لما هو قبيح، والقابلة لجماليات الحياة، كالسلام والحب، اي ان الاعمال الفنية عبارة عن احتجاجات بواسطة تلك الالوان من رفض او قبول .. وكانت الوان الفنانة اڤین کاکایی واحدة من هذه الالوان المحتجة والباحثة عن جماليات الفن والابداع، وهي من مواليد مدينة كركوك 1979، حيث اشتركت في عدة معارض خارج العراق، كونها انسانة مغتربة، لكن العراق وطنها كان حاضرا في ذهنها، وان جوابها على سؤال حول تأثرها بالمدارس العراقية خير دليل على تمسكها بالروح العراقية، فقالت : (نعم تأثرت بالمدارس العراقیه کمدرسه المرحوم الفنان الرائد جواد سليم، ومدرسه البعد الواحد للفنان المرحوم شاكر حسن ال سعيد والمرحوم فائق حسن وتاثرت بالجيل بعدهم بشكل واضح فعالميا اصبحت بصمه واضحه للفن العراقي، ولازلت في بحث مستمر لاجد روئ فنیه خاصه بی وهذه لیست بالمهمه السهلة، بل احتاج العمر کله والمزید المزید من العمل کی اصل الی غایتی..)، واعتمدت الفنانة کاکایی على الالوان الباردة، كانطباع اولي، لتعيش اجواء طبيعتها الخاصة، والرمزية اللونية وعلم النفس اللوني مبنيان ثقافيًا على روابط تختلف باختلاف الزمان، والمكان، والثقافة.. ففي الواقع، قد يكون للّون الواحد رموزًا مختلفة جدًا وآثارًا نفسية في نفس المكان. لأن الرمزية اللونية هي مجال مستمر للدراسة تعتمد على مجموعة كبيرة من الأدلة التراثية القصصية، لكن لا تدعمها بيانات من دراسات علمية مثبتة. يقول ارسطو : (انما يتحقق الجمال في النظام والحجم)، وتنقلتْ الفنانة كاكايى بين الانطباعية والتجريد، لكنها وجدت متعتها في التجريد، وقد يكون التجريد اصعب انواع الرسم .. تقول كاكايى عنه : (کان له لعبته الخاصه ومفتاحه یحتاج الی التحسس بالماده واللون بشکل کبیر وافکار یقف عندها المشاهد طويلا، ليكتشفه بنفسه، لان الفنان ترك له مهمه البحث والاكتشاف وعلى المشاهد ان يستمتع باكتشافه، ليتذوق اللوحه)، .. وقال عنها احمد كاظم نصيف : (كانت تملك رغبة لذيذة مختلفة ومتفردة، تجسدها في متن اللوحة من خلال رومانسية حالمة فيها جاذبية ومتعة بصرية ، تعزف من خلالها سمفونية العودة إلى أحضان الوطن؛ التي تتحول بدورها إلى منحدرات فنية عميقة، ومسارات تطرق في نهايتها أحلاماً قد تتحقق؛ في استعادة ما يبدو إنه فقد للأبد؛ هذه الرغبة مع الزمن بالذات، تتوحد الأن، وتلمع أكثر من أي وقت أخر، في ضباب الغربة، وعتمة لياليها، وتعيد تشكيل صورة الوطن المهشمة ؛ في رحلة البحث عن (الوطن) الفردوس المفقود. أفين كاكايي، من الرومانسيين الذين تركوا بلادهم (العراق) لتعلن تمردها على الواقع، في محاولة منها للبحث عن لغة ثقافية جديدة غير مثقلة بالهموم، وتناسب رهافة حسها؛ إنها تجسد محنة الانسان العراقي المعاصر الذي يعيش حياة متخيلة، بيد ان بذور جذورها ظهرت راسخة في عمق الأرض . .)، واستمرت تعيش الحلم .. يقول نتيشة : (ان في الحلم بقية من الانسانية لم تمت وماعدنا اليوم نملك بلوغها عن طريق مباشر)، وفي رأي فرويد بان تحليل الاحلام يقود الى معرفة التراث الاول للانسان، و(ان الفن هو الميدان الاوحد في حضارتنا الحديثة، الذي مانزال نتحفظ به بطابع القدرة المطلقة للفكر، ففي الفن وحده لايفتأ الانسان يندفع تحت وطأة رغباته اللاشعورية، لينتج مايشبه اشباع هذه الرغبات)، فهل كانت محاولات الفنانة أفين كاكايى، قد حققت رغباتها تماما .. ابدا كان اصرارها على الاستمرار والتجدد دليلا قاطعا على انها لم تصل بعد ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش


.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان




.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص