الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضحك وجد ولعب وحب

إبراهيم المصري

2006 / 1 / 9
الادب والفن


مَنْ يفرك يديه بسعادة
يتساقط منهما قمح وسُكَّر
أمَّا .. الماء
فيمكنُ جَلْبُه بالرقص
ننتظر الآن أنْ يتقدمَ عاشقٌ مُتَهور
ويطهو لنا .. فطيرة

نحن في الإسراف من جوعنا ، ولا مناص منْ مساعدةِ العاشق ، فهيَّا .. هيَّا ...

SPOT LIGHT برتقالي اللون يتقاطع مع آخر أحمر اللون .. ثم يندلق الحلمُ على رأس عاشقٍ مُتَهور قرر أنْ يجلب النار ، فمال على صدر عاشقته وبضربةٍ واحدة .. أضاء صدرها .
هل دسَّ قبلةً أم خنجراً ؟
سنعرف ذلك بعد أنْ نجففَ حلبةَ رقصٍ يتألقُ فيها رجالٌ ونساءٌ مبهورون بأجسادهم كأنهم يرقصون على ماءٍ منزوع الجاذبية فيقذفهم في الفضاء .

أمَّا أنا ...
فوحدانيةُ عينيكِ تشقَّان صدري عن نافذتين ترقد في كلٍّ منهما .. يمامة .. وتغني مع العندليب الأسمر :
ضحك وجد ولعب وحب

لن ننسى نصيبنا من الفطيرة
قضمتين بعدهما .. تحلو الحياةُ لنا
أم نسرق الفطيرةَ كلها ؟

حينما نسمع أغنيةً مُحبَّبة ، تنفلتُ لأرواحنا أجنحةٌ من آخر طابقٍ بالعمود الفقري ، حيث تسكن الروح وترفع غصناً يتدلى منه القلب .

في مخيِّلةٍ مُباشرة ...
أنَّ القلبَ مرفوع وتحته يدك ، جفنةٌ تتلقى الدم نبضةً فنبضة ، وهذا يعني أنَّ القلب ينزف ، مع أنه لا ينزفُ وإنما يخفقُ بقوة كأنه يساعد الهواءَ على التنفس ، حيث لا تصدق مخيِّلةٌ مُباشرة أنَّ الهواءَ يتنفس .

أتجاوز الهواءَ إلى العاشق المُتهور الذي قرر أنْ يطهو لنا .. فطيرة .
يُشمِّر أكمام قميصه كمن سيحرثُ الشجن ...
يخلط بأناقةِ مغامر الطحينَ بالسكر بالماء ، ثم يوشوشُ للخليط الذي يختمر نافثاً أشكالاً حلوةً تشبه القبلات ، يقطفها العاشقُ ويقدمها لعاشقتِه الواقفة على مسافةِ بشرةٍ ساخنةٍ من صدره .

تعالي ...
لندس أصابعنا في الفطيرة
نتذوق منها ، ثم نضيف إليها حفنةَ سكر صافٍ تنتجه روحك بكمياتٍ وفيرة ، حتى أنني أكشط السكر ناعماً عن وجنتك لحظةَ انبثاقكِ من العدم ، وهذه صورةٌ أخرى لا تصدقها مخيِّلةٌ مُباشرة ، مع أنَّ شفاهي موقنةٌ بها وتقبِّلُ وجنتك متلذذة بحلاوتها المُفرطة .

الفطيرة .. ناضجةٌ الآن
العاشقون حولها
يتناهبون غوايةَ أنها ساخنة ، وتبث النعمةَ في أجسادٍ يتجول بينها العندليب الأسمر ، مُستمتعاً حتى بعد موته بثلاثين عاماً .. أنه قادر على أغنيةٍ تُربِّع دائرةَ الرقص إلى :
ضحك وجد ولعب وحب .

لعبت بنا الحياةُ يا حبيبتي
أنبتتنا في ماءها الآسن
حيث نقف وحولنا الهواءُ مُصابٌ بجفافِ البشرة
وحيث الأيام قطار لا يتوقف
لكي نهبط منه ونهرب إلى أيامنا

لعبت بنا الحياةُ يا حبيبتي
وكنا نضحك
حتى لا ينفد الفؤاد في صدأ يعتبره الآخرون واجبَ أدوارهم .

لعبت بنا الحياةُ يا حبيبتي
وكنا نعرف الحب كما نعرف الخمر ، مُحرَّمَين تحت سماءٍ لا تجيز لأبنائها إلا الضلوع في أغنياتٍ نتبادلها كما يتبادل الهواةُ طيوراً مُحنطة .

قهقهي معي
فالزجاج يقهقه
النوافذ والقبور تقهقه
الأشجار إنْ كان ثمةَ أشجارٌ والأرصفةُ تقهقه
والحياةُ فمٌ يتسع لابتلاع الضحكات ، حتى لا تُقلق راحةَ القوانين وهي تنهر الورد أنْ يَكفَ عن دلاله ، ليقطع وقته في تأمل الموت .

لكن الحياةَ يا حبيبتي
ضحك وجد ولعب وحب
فخذيها كما تأخذين حقيبةَ يدك ، بلهفةِ من سيُقلع إلى السماء ، مُلتصقاً بها ورافضاً الهبوطَ إلا بعد أنْ ينظفوا له الأرضَ من الكآبة .

قال العاشق :
لم تكن الفطيرة كما نشتهي
قالت العاشقة :
إنها فطيرةٌ حلوة ، فقط لا تسرف في تأمل وجهك
ثم قبَّلته حتى انخلع كتفه من رحيق تشتد ضراوته ، والعاشقةُ في قبلتها تأخذ الحياةَ على محمل الجد ولا تفلتُ نفساً من أنفاسهما إلا مُخضباً بالندى .

إنهما يَسكران ...
يقطعان شريان مخيِّلةٍ مُباشرة تدفع المنطقَ إلى حلمهما مثل فيل إلى بيتِ الرقة ، وإنْ كانا يبالغان قليلاً ، فلأنَّ الحب في جذره مُبالغة ، تأخذها الحياة وتُطلقها :
ضحك ولعب وجد وحب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد السقا يروى كواليس تعرضه للخطر في أفلامه ونجاته من الموت


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 13 مايو 2024




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: حفني مش بيعمل جناس عا


.. عوام في بحر الكلام-الريس حفني ترك المعمار واتجه إلى الغناء..




.. عوام في بحر الكلام - أسطورة شفيقة ومتولي .. الشاعر محمد العس