الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غادة وابن جني

أزهار أحمد

2006 / 1 / 9
الادب والفن


أقبل ابنُ جني عليها ، طوَّقَ جيدها بساعديه ، مسح خده بكتفها فتلوى ، تمايل ، همس نافخاً في روحها :
بحياةِ الورد ورحيق الزهر اظهري لي ، تبيَّني يا ريم الفلا ، يا زهر الرمان ، أفصحي عن حسن الخمائل ، إرو عطش سني عمري واملأي ليلي بصخب جسدك ولؤلؤ لفظك .
امتَنَعتْ ...
اتبعي قلبك واتبعيني فالحقُّ أنا وشرفاتُ الليل بيدي .. ألوانُ المجد بقبضتي ، أنتِ الأولى والأخيرة والسيدة والجميلة والبداية والنهاية ولا خليلة ولاحبيبة غيرك . تنَفسَتْ ريح العشق ، وتسربَ ثناءُ ابن جني إلى ثقوبِ جسدها المتيقظ أهبةً لليلةِ عيد .
امتَنَعتْ فلم تقطر الحمم بعد ...
ركَع ، سَجد ، مَسَح الأرض بشفتيه واسترق من القمر خيطاً لفَّه حولَ خصرها ، مدَّ يديه دعاءً وصلاة كمن يقول رحمتُكِ أوسع ، عطاؤك أكبر ، أفيضي عليّ بحسنك وسآويك عدنَ قلبي . مدَّ يديه واستكمل دعاءَ الليل والوقتُ يسترسلُ من جنباتِ شرفاتها ، بدأ يجهر بهمِّه ، ضجر ابن جني حين منحته عينين فقط .
أنا لكِ فقط ، فأسردي أمر الحلم وبغتةَ الفرح وسآتيكِ بروح هاجت قبل روحي و.. و.. و .. سَكَتْ ، هزَّه ورد صوتها ، أسكته الحرف ، أخرسه صداه ، وقف مبهوتاً ، احتواها بنور الفلك ، ماج ، جُنَّ ، صرخ ، أيُ همس تملكين يا غادةَ الروح ؟ أي رحيق يقطر منك وأي سكر تبعثرين . فغر فاه ، لم يملك له وطرا ، تحت رأس الفردوس سكن وطلب منها أنْ تزيده سيلاً ، أنُ تُغرقَ فاه عسلاً وسيشرب ما تأتي به وما تذر .
أي ليل يا غادة هذا ؟
أسكريني بهمس حرفك ، اقتليني الآن بلون عينيك وفصح شفتيك وأعطني ما تملكين من جُمَان ، يا ربةَ الحجر وإلهةَ الألوان ، امنحيني ساعة رؤيا وانكري عليّ دهري بعدها .
خدر الحسناء يميل ، يهتز ، لم يحن الوقت ، لستُ أدري كيف أكون سلاماً لجني ، لا لستُ أملك لنفسي نفعاً بعد غدرك والبحر أهوج والرمل يعمي العينين حين تتنفس به الفلاة .
اتبعي قلبك يا غادة ...
انسلَّت غادة من خدر الليل ، انتفض ابن جني حين هلَّ خلخالها ، وحين انحسر النرجسُ من عرش الربةِ المجهولة ، تلألأ ليلُ ابن جني ولم يكد يُمسك لقلبه نبضاً . اخرجي ، أقبلي ...
وحيد ، مسكينٌ أنا ، أنتظرُ غادة تلمُ ليلي ، هيا اقتليني ومن ثَمْ ارحلي .
أقبَلت ...
ولى مُدبراً .. و المسكُ على وجهها يناديه ، لماذا ؟
والله يا غادة لو مثلك ألف امرأة ما قبلتُ بها سكناً ، والله يا أنتِ لو كنتُ أعلم ما استنزَفْتُ أبجديتي على رموش عينيك . أقسم بالله أني أحمق وأنكِ لستِ سوى صفحة منسية طواها الزمن بين ثناياه . لا أقبل بكِ ولا تصدقي قولي .. هيا عودي ، فقط ، ظننتكِ أجمل !
تبعتُ قلبي ، أنا الغادةُ المكلومة ، فعلمتُ أنه لا قلبَ لي ، ولو كان لما اختصرتُ زمني بيد جني ابن جني ، فارحل أنتَ أيضاً ، لا أنتظرُ منك رجاءً ، قُوتُ قلبي سيحين قطافه يوم أنْ تُزهر الرياحين وينسكبُ عسلُ الورد بين عيني وعيني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان