الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلسة

حسام الخطيب

2017 / 1 / 6
الادب والفن


كان ينتظرها كما اعتاد دوما في بئر السلم، هناك قبع في وسط الظلام الدامس واتشح بالسواد لئلا يشي عن نفسه، حاول الا يصدر صوتا بتنفسه السريع المتلهف من فرط الاثارة المعتادة ، ولكن دقات قلبه المتحمس توشك من قوتها أن تفصح عن مكانه
سمع خطوات علي السلم ، أحس أنها هي ، وإن تعجب لما أتت مبكرة هذه المرة ، أطل براسه في حذر، غير أنه سمع صوت سعال رجولي عنيف فعاد الي الأختباء مره أخري ، لم تكن هي ولكن كان ساكن الطابق الثاني يذهب لمناوبته الليلية المعتادة
مرت اللحظات بطيئة، كم يمسي الوقت بطيئا وأنت بانتظار وبالذات إنتظار ما تحب ، كل يوم يوافيها هنا ليسرق معها لحظات من الحب المحرم والمتعة المسلوبة
كان يحاول تخيل كيف سيقبلها هذه المره، هل سيقبلها قبلات سريعة قصيرة خاطفة أم سيجرب القبلة الفرنسية التي رأها في أحد الأفلام بالأمس
شعر بشئ ناعم يلامس قدمه فذعر وهو يكتم صرخة أوشكت أن تخرج من بين شفتيه وضرب الشئ بقدمه ليبعده ، سمع مواء غاضب ثم قطة تنسل من جواره هاربة إلي باب المنزل
أخذ يلتقط انفاسه من فرط ما شعر بالرعب ، حمد الله أنها لم تراه وهو في رعبه هذا فهو وان كان إبن الخامسة عشرة من عمره هو فتاها الشجاع الذي يحاول ان يظهر لها دوما الصلابة والجرأة ، أحس بالوقت يمضي من غير أن تنزل كعادتها لربما لم تجد عذرا للخروج من الشقة، ولكنه كذب نفسه، دائما تجد عذرا لتقابله ، تتعلل لوالديها بانها ذاهبة لشراء قلم من المكتبة او لتشحن هاتفها الجوال او لتزور جارتها وزميلتها بالمدرسة ، هي ابنة الرابعة عشرة بارعة في الكذب من اجله
أحس برغبة ان يكون شقيا لعوبا معها هذه المره، لربما تحسس اردافها الشهية ، او لربما ترك اصابعه تتسلل لما بين فخذيها ، ولربما ....
قطع حبل أفكاره الجامحة صوت دخول أحدهم من باب المنزل، عاد للاختباء ، وحاول أن يتعرف علي ماهية ذلك المتسلل في هدوء، كان الشاب الجامعي المغترب الذي قذفته قريته للدراسة بالمدينة الكبيرة ، يكبره بنحو أربع سنوات وبضع سنتميرات طولا وعرضا، والذي يسكن الي جوار المنزل
تعجب لماذا يدخل هذا الشاب هذا المنزل بالذات وفي تلك الساعة المتاخرة من الليل ، أبتسم بلؤم وهو يحدث نفسه " لعله أتي من أجل الارملة بالطابق الأول" صعد الشاب الدرج في حذر، أصغي هو السمع ليكتشف الي أي طابق ستقف الخطوات ، ولكن الفتي تجاوز الأول ولم يسمع طرقات او يسمع فتحا للباب
لام نفسه لسوء ظنه بالمرأة، وان كان قد تعجب إلي أين يذهب الشاب فالمنزل ثلاث طوابق فقط ، بالأول يسكن الموظف الليلي وزوجته وأولاده وبالثاني الارملة الشابة وبالثالث حبيبته ووالديها ، لم يسمع أي باب منهما يفتح ، صمت لعدة دقائق يفسر الموقف، قبل ان ينظر الي ساعته وهو يهم بالمغادرة لأن الوقت قد تجاوز موعدهما المفضل دون أن تاتي الفتاة لدرس الحب اليومي
سعي إلي الباب بخطوات سريعة ، قبل أن يتوقف فجأة وهو ينظر الي الدرج ، قرر الصعود عبر الطوابق الثلاثة وتوقف أمام الثالث ، أمام شقة حبيبته، لم يسمع صوتا من الداخل ، يعرف أن والديها بالداخل بالتأكيد، يكاد يسمع صوت التلفاز الدائر، نظر إلي الباب الموارب المؤدي الي السطح، فسعي اليه ، فتح جزءا منه يكاد يكفي ليلقي نظرة خاطفة
هناك وسط الظلام ومع رياح خفيفة تحرك ملابسها الداخلية المنشورة علي حبل الغسيل، رأهما في وضع جمح له حصان خياله كثيرا واشتهي أن يفعله في الواقع
لحظتها أدرك ان الفتاة قد كبرت علي لعب السلم وانتلقت الي مستوي اخر ، الي لعب السطح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث