الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو ثقافة علمانية ديمقراطية

خالد حسن يوسف

2017 / 1 / 7
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


في سبيل تبلور حركة علمانية صومالية تتطلب الحاجة التركيز على تنمية الثقافة عموما ومنها الفكر العلماني, لا يمكن تبلور علمانية دون وجود علمانيين صوماليين وبالمثل يصعب حضور هؤلاء في ظل انعدام او تدني حصيلتهم الثقافية وادائهم المعرفي, وهو ما يستلزم ان تنتهي العلمانية الصومالية الى افاق ثقافية متقدمة ومستنيرة في مضمونها, هذفها تحقيق تغيير اجتماعي واسع في بنى المجتمع.

وفي هذا الاتجاه تقضي الضرورة رؤية دور علماني صومالي مستوعب لثراته الانساني والقومي والديني وقادر على اخذ ما يلزم اختياره كانسان اولا واخيرا من هذه الدوائر, وان لا يتضمن ذلك القطيعة معها, لكونه يمكن تفهم القطيعة مع الدين مثلا من قبل علماني صومالي على المستوى الفردي, نظرا لكونه غير ملتزم بالدين او كرافض له جملتا, بينما ذلك سيشكل خلل تجاه عنوان الحركة العلمانية الصومالية ذاتها والذي يشمل مضامين عنوانها البعدين الانساني والقومي ومن المؤكد حسب وجهة نظري ان هذان البعدان تحديدا سيشكلان تحديا للعلمانيين الصوماليين.

الحركة العلمانية الصومالية متى ما وجدت عليها ان تمنح الاهتمام الفائق لبعد الحرية وحق الاختيار الشخصي للفرد الصومالي في تحديد مصيره وتشكيل ذاته الانسانية انطلاقا من وعيه الذاتي, ففي ظل غياب انسان قادرعلى تقرير حاجته هنا تكمن الماسآة, ولآجل هذا الاختيار الانساني يجب ان يتجه الحراك العلماني الصومالي.

وحاجة المجتمع الصومالي للعلماني هي ان يعمل لتحقيق متطلباته في سبيل بلوغ واقع العيش الانساني الكريم, بغية بناء انسان جديد ملتف حول قضايا شعبه في نيل الامن والتنمية وعلى قطيعة تامة مع كل الممارسات والافكارالتي ادت الى مجتمع صومالي هش, ثقافيا,اجتماعيا,اقتصاديا وسياسيا.

امام العلمانيين الصوماليين هناك اسئلة ماثلة وذات الصلة بمجتمعهم وابرز ذلك تساؤلات ماذا يجمعنا؟ وماذا فرقنا؟ وكيف يمكن ان نجتمع؟

وسيظل المنحى الديمقراطي تحديا ماثلا امام العلماني الصومالي وابناء شعبه عموما وبمعزل عن هذا المنحى فان هذا الحراك سيفقد مبرر وجوده, وهو ما يتطلب حضور ودور البعد الديمقراطي وبرهنته في المقام الاول على الصعيد الثقافي, وهذا ما له صلة وثيقة بقبول النقد الذاتي اكان في هذا الوسط العلماني او في صدد علاقته بمجتمعه ومكوناته لاسيما المتباينة مع ماهيته العلمانية.

وانطلاقا من ان هناك قواسم مشتركة انسانية وان ما يراه طرف ما هنا او هناك يحمل حقيقة انسانية يتعارف عليها اجتماعيا واخرى نسبية قابلة للاختلاف, وفي سبيل ذلك على العلمانيين الصوماليين ان لا ينتهوا كأطر سياسية متصلبة متقوقعة على ذاتها, بل تفرض الضرورة عليهم التمرد في ان يضعوا ذواتهم في قالب تنظيمي لكون العلمانية اولا واخيرا فكر انساني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العقلانية والتاريخ في خطاب الياس مرقص - د. محمد الشياب.


.. بمشاركة آلاف المتظاهرين.. مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في صنعاء




.. تركيا تعلن مقتل 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني شمال العرا


.. كرّ وفرّ بين الشرطة الألمانية ومتظاهرين حاولوا اقتحام مصنع ت




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج