الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غربة

شادية الأتاسي

2017 / 1 / 7
سيرة ذاتية


غربة

فارغة المدينة تبدو اليوم ،فارغة وحزينة ، بلا قطرة مطر ، وكأن كل ذلك الزحام ، كل اولئك الناس ، كل اولئك الضاحكون،ارتدو طاقية الإخفاء واختفوا فجأة بلا صوت ، جرس كنيسة الساعة الخامسة دوى بعيدا وضاع صوته دون أن ينتبه له أحد ، وحدها شجرة الميلاد الضخمة المزروعة على افريز الطريق في كامل ابهتها ، وحدها من أومأت لذلك الجالس وحيدا على كرسي البحيرة العتيق ، يرنو الى العمر الذي تبخر ، ناسيا طريق العودة الى حيث كان .

مالذي يفعله البرد فينا حين تعرش الوحدة على حدائق العمر ، مالذي يفعله المطر ، مالذي يفعله الغياب ، مالذي تفعله تلك المسافة التي تقطعها بين اللهفة والفقدان ، بين الحضور والغياب ، بين الموت والولادة ،بين الشوق والضجر ، بين أن تكون هنا او تكون هناك ، على أرصفة المنافي ، أو في وحل الوطن المنهوب بين أن تتفتت وجوه أحبابك ، داخل المرايا المكسورة ، وبين أن تضيع خلف المسافات . وأنت في عربات الغربة .

هناك شيء يشبه الحب ، حدث ، عندما أقبل ذلك الشتاء ، كنا الربيع في قحط الصقيع ،كنا توأم الروح في حقول الشوق ، كنا القاطنين على حدود البعد ، كنا المسافرين عبر المسافات ،كنا المتأرجحين على خط الحلم ،كنت تذكرني دائما بجذوري وتعيد لي وطفولتي

لماذا اذا كل هذا الحزن ... .
لماذا يبددو الزمن كأنه مثقوبا بإزميل الفراغ ، يهرب منه رمل العمر رويدا رويدا ، لماذا يبدو الأمر وكأن نملة احترفت أكل القلوب ، ضبطتها متلبسة ، بجرم التهام ماتبقى مني ، يوما إثر يوم .
هل كل ذلك لأنك حزمت حقائبك وقررت الرحيل ، قررت وأنت البعيد أصلا ، أن تقترب أكثر ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة