الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل فشل النظام ضمير شعب ؟

حسين عبد المعبود

2017 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


هل فشل النظام ضمير شعب ؟ِ
كلما فشل النظام وأصبح غير قادر على حل أزمة من الأزمات ، وكلما ارتفعت الأسعار يخرج علينا السوساوية ، وخريجو مدارس الحزن الوطني ، وإعلام العار مدعين أن سبب الأزمة انعدام الضمير ، وكأن أبناء الشعب المصري قد باتوا وأصبحوا بلا ضمير ، غير معترفين بفشل السياسات ، وعجز النظام عن الاستعانة برجال أكفاء لديهم القدرة على الإصلاح .
والسلطة المستبدة دائما تعتمد على نظام رجاله ليس لديهم مبادرات لضمان الولاء وسهولة الانقياد ، فهم يجهلون ألف باء سياسة ، ربما يحملون شهادات هي والعدم سواء .
ولأنهم مستبدون فكأنهم قد احتكروا الضميرواستولوا عليه وحدهم ، واتهموا كل أفراد الشعب المصري بأنهم بلا ضمير، وهي دعوى كاذبة يخدعون بها البسطاء ، ولا يستحون أن يستخفوا بعقول العامة وهي واعية لا عجماء ولا دهماء .
وإذا كنا نحن المحكومين بلا ضمير ، فأين ضمير المسئول عن رسم السياسات التي أدت إلى كل هذا الفشل ؟
وإذا كانت الأزمة في الضمير ، فما هو دور الحاكم ؟ وما هي مسئولياته ؟ وماذا هو فاعل ؟ ولماذا إذن هو موجود ؟
الضمير كما يعرفه ذوو الفطرة السليمة : هو الإيمان بمبادئ وأفكار تحكم سلوك الفرد نحو تحقيق الخير والعدل والمساواة ، وإعلاء قيمة الحق والحرية والديمقراطية ، واحترام الرأي والرأي الأخر .
لكن المستبد له ضمير أخر : هو الإيمان بمبادئ وأفكار تدعم الاستبداد والظلم والطغيان ، ولا قيمة للحق والحرية والديمقراطية ، فالحق يعني حق الكبار فقط ، والحرية تعني الانفلات ، والديمقراطية تعني الفوضى ، ولا احترام لرأي ، فالرأي رأيي ، ولا أريكم إلا ما أري ، ولا تسمعون إلى أحد غيري .
وإذا كانت الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار من صنع الشعب المصري منزوع الضمير ، فهل فشل السياسة الخارجية وتقزيم الدور المصري من صنع الشعب ؟
الفشل الأمني مسئولية الشعب المصري منزوع الضمير ، أم مسسئولية الأجهزة الأمنية ؟ واعتماد الدولة على الحلول الأمنية فقط وغض النظر عن المشروعات التنموية التي تستوعب طاقات الشباب ، والسماح لهم بحرية التعبير ، والمشاركة الحقيقية في صنع واتخاذ القرار .
ضمير الشعب المصري هو الذي وقع على اتفاق المبادئ وأعطى الحق لأثيوبيا في بناء سد النهضة وأهدر حق مصر التاريخي في مياه النيل ؟
ضمير الشعب المصري هو الذي تنازل عن جزيرتي تيران وصنافير ليصبح مضيق تيران ممرا دوليا ويصبح البحر الأحمر محمية إسرائيلية ؟
هل ضمير الشعب مزاجنجي يتعاطى المخدرات ، فأحيانا مسستيقظا نشطا ، وأحيانا أخرى غائبأ يشرف على الموت ، ففي الدعاية للمشروعات الفنكوشية المزعومة التي يقولون أنها لصالح الأجيال القادمة ، ولم يتحقق مثلها منذ عشرات السنين يتغنون بعظمة الشعب المصري وهمته ، وفي الفشل يعلقون السبب على الضمير .
الضمير مفترى عليه والمستبد يبحث دائما عن شماعة يعلق عليها أسباب فشله ، والحاكم له دور أساسي في النجاح ، وله دور رئيس في الفشل .ٍ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من