الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا في المستنقع السوري

اكرم بوتاني

2017 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


لكي يكون لتركيا دورا مؤثرا في القضايا الاقليمية ، لابد ان تكون دولة مستقرة وخالية من المشاكل الداخلية ، اما انها تشن حربا لامبرر لها على الكورد فهذا لايمكنها من لعب اي دور اقليمي يذكر ، اما ادراج اسم تركيا في انهاء القتال في سوريا فهي لعبة روسية لغاية في نفس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وتركيا لاتعدو سوى ريشة في مهب الرياح الروسية مع ذلك يتظاهر الرئيس التركي اردوغان بانه لاعب لايمكن الاستغناء عنه في المنطقة .
هناك فرق شاسع بين حقيقة قوة الدولة التركية الهشة والتي يقودها اردوغان نحو الانهيار ، وبين ما تتظاهر به تركيا من قوة غير موجودة الا في عقلية الرئيس التركي ، وهي العقلية التي بدأت تأخذه نحو الحكم الإستبدادي ، فسياسة اردوغان العدائية للكورد وتجييش الجيوش ضدهم سواءا داخل تركيا او خارجها ماهي الا للتلاعب بعواطف القوميين الاتراك ، لأن اردوغان يدرك تماما بان الفرد التركي قد تربى على كراهية وحقد الكورد منذ نعومة اظافره ، وقد ينجح الى حد ما في كسب ود القوميين الاتراك بتلك السياسة الدنيئة ، لكن في مقابل ذلك سيزداد الوعي القومي لدى الامة الكوردية بصورة عامة ، وعليه ستكون تركيا هي الخاسر الاكبر فالكورد سيزدادون تمسكا بقضيتهم العادلة من خلال تنامي الوعي القومي وهم بامس الحاجة الى ذلك لإستعادة وطنهم المستعمر من قبل الاتراك منذ ما يقارب المائة عام ،اما الامل الوحيد لوقف انهيار تركيا فهو في إمكانية ادراك الفرد التركي لما يذهب اليه اردوغان بالتلاعب بعواطفهم وهو امل ضعيف لأن الحقد على الكورد قد اعمى بصيرة الفرد التركي واردوغان يدرك ذلك تماما لأنه يمتلك ذات العقلية وذات التوجه .
لاشك ان اردوغان مضطرب اضطرابا حقيقيا وهو ما سهل على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عملية استدراج تركيا نحو المستنقع السوري ، وسوف تندم تركيا كثيرا فالمستنق الذي دخلته ليس بتلك السهولة التي يتوقعها اردوغان ، والكورد ليسوا فريسة ميتة لكي تكون طعما للنسر التركي وتكون اراضيهم وطنا للأتراك كما يشير الى ذلك اردوغان ، فعندما استفسر البعض من الاتراك عن ضحاياهم في سوريا رد عليهم اردوغان (بالتأكيد قلوبنا تتألم لأجل شهدائنا، ولكن يجب علينا أن نعلم بأن هذه الأراضي تحتاج لشهداء لتكون وطنًا لنا) ، وفي اول اختبار له في وطنه الجديد وفي مدينة الباب ، بدأ يتباكى ويتظاهر بانه يحارب الارهاب لوحده ، فاذا كان حلفاءه من تنظيم داعش هم الذين يسيطرون على الباب اذاقوه الامرين ليطالب بمساعدة الحلفاء فماذا سيكون مصير جيشه لو تحرك نحو مدينة منبج ثم الرقة ، وهي المناطق التي تسيطر عليها القوات الكوردية المدعومة من الولايات المتحدة الامريكية ، على الارجح بان تركيا ستتراجع وستكون معركة الباب هي معركتها الاولى والاخيرة ، فتركيا ليست بتلك القوة التي يصورها اردوغان للعالم ، وسيظهر ضعف تركيا وهزالة جيشها بصورة جلية و واضحة اذا ما تدخلت ايران على الخط ودعمت الفصائل الكوردية دعما مباشرا .
على تركيا ان تغير من سياستها تجاه الكورد في سوريا فبالامس القريب كان اردوغان يعادي اقليم كوردستان الجنوبي بنفس عقلية معاداته اليوم لكورد سوريا لكن سياسة الرئيس مسعود البارزاني الحكيمة اجبرته على ان يتحاور مع الكورد ومع شخصية الرئيس مسعود بعد ان كان كبرياء اردوغان يصفه بزعيم قبيلة واذا بزعيم القبيلة يفوق اردوغان بذكاءه وحنكته السياسية ويجبره على ان يستقبله استقبال رؤساء الدول ويجلس معه وامام انظاره علم كوردستان ، فليتعظ من هذه التجربة ويسرع بالتحاور مع الكورد السوريين ليستفاد منهم كما استفاد من اقليم كوردستان الجنوبي والا فليس من السهل عليه الخروج من المستنقع السوري الذي جره اليه القيصر فلاديمير بوتين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة