الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأوضاع المهشمة للرأس

كمال تاجا

2017 / 1 / 7
الادب والفن


الأوضاع المهشمة للرأس

عندما يكون العملاق
قصير القامة
والمارد قزماً
والحرب قائمة
والواقع الافتراضي مهشماً
في هجوم الغارات المتواصلة
على تقويض
حياة أمة
استسلمت لقضاء
نحبها
أمام الرمي بالمدافع
وبالصواريخ
وبوابل من القذائف
البعيدة الردى
فوق رأس
شعب أعزل
يأتيه الموت
من كل جانب
وتحت مداس أقدامه
ولما بين يدية
من قصف متواصل
وبغارات مفاجئة
أو بأن يتعثر
بعبوة ناسفة
أو في أن يكون سيء الحظ
ويقع فريسة انفجار
سيارة مفخخة
زرعت على طريق
عودته إلى البيت
-
و كل شخص يتعثر بالمنية
وبالقنص برصاصات الغدر
وكل الناس ينساقون
إلى القتل غيلة
ويوضعون
وفي كل موقف صعب
-
والشعب يواجه الموت
كجعبة ذخيرة حية
ويخرطش
دق رقبتة
ببندقية
لفظ الأنفاس
ويقع في حفرة
كل جدث
ألّم به
-
وكل مواطن شاء
أم أبى
يتنقل فوق أنقاض الخراب
يبحث عن ملاذ آمن
دون جدوى
-
وبالتعثر على خطى التعاسة
المحطمة للفؤاد
من هذا الفتك والتنكيل
بلا طائل
-
والوطن يرزح
تحت وابل
من قصف المدافع
وتحت مزراب
زخ الرصاصات الطائشة
في عيشة مغلوبة
على أمرها
كوثبة مربكة
بين حفر الألغام
والمقابر

والكل يسعى
كنابض احتضار
كموت محقق
مع لفظ أنفاس
شق الأنفس
-
والمواطن لا يقوى
على فرص نجاة محتملة
إلا في طاحونة النزاع
لتجتز رقبته
رصاصات الحتف الطائشة
-
وهو ينفض عنه
دون جدوى
عفار ذل
هذا الدمار الشامل
-
والشمس طخت
وأطرقت برأسها
خلف غمامة عكرة
من عفار وغبار
هذا العقاب الأليم
وفي إلحاق الهزيمة
بأمة
مغلوبة على أمرها
-
والقمر يتخبط معلقاً نوره الشاحب
فوق وجوه مكفهرة
ونفوس خائرة
فت من عضدها
فوق أنقاض بيوت
حابسة أنفاسها
لناس قضوا نحبهم ببطء
يصعب العثور عليهم أحياء
تحت أكداس من الردم
والأنقاض المتراكمة
-
والشعب يعلق صور بطولاته
على جداران الوهن المهشمة
بمولاحم ندم
-
هل يمكن أن تشرح لزهرة
كيف أن الغارة
بددت أوراقها
وأن عبء العبق
هو الذي أثقل كاهلها
فانحنت
تكاد تلامس الأرض
كنظرة شاحبة
تطل على الدمار
وتحت مستوى النظر
-
ولا عن ماذا يعلق
بحاسة الشم
من سم زعاف زاحف
بين الخياشم
-
وأجنجة طائرات الغارات
لا تطير
على سحابة عطر
والوردة أثمة
لأنها فرطت بنتحها
لصفارات الإنذار
-
وأن الزقزقة
كمت مناقير العصافير
على شحوب
وجوه إنسانية
تيبست خلجاتها
أثر
سقوط قذيفة
فوق أم مرضعة
تحضن فلذة كبدها
وكيف نفر الدم
من الضرع
وهي تلفظ أنفاسها
فوق جثمان رضيعها
الذي وقع
في حضن أم ثكلى
***
لقد شقت صدرها الأمومة
بالحرب
وجف الضرع
يا رب

كمال تاجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?