الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب العراق وعدوهُ بالديمقراطية فتفاجأ بالرجعية

ادورد ميرزا

2006 / 1 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يتفاجئ الشعب العراقي بهذا الفشل المخزي في العملية الأنتخابية الأخيرة في العراق , لأنه جرب الأولى قبلها مع نفس الأسماء والوجوه ونفس الخطابات وكانت نتائجها فساد اداري ومحسوبية وتوزيع غنائم وفوضى , لكن في الثانية { هجمان بيت ومهازل عينك عينك } فقد تخللها تزوير اسماء , ملاحقة واغتيال , تمزيق صور المرشحين , تهديد الناخبين , حبر بنفسجي مغشوش , صهاريج تنقل استمارات مزورة , شراء ذمم بالدولارات , استنساخ استمارات , اخفاء صناديق , صرف الملايين دون حساب داخل وخارج الوطن , بمعنى كل انواع التحايل ,, ...... بل هذه المرة فقد الثقة في معنى وجدوى الأنتخابات حتى انه بات لا يحترم من يفوز عبر هذه الأنتخابات المريضة لأنها لا تعبر عن حسن النية , ولا تمت باي صلة بالأخلاق والصفات النظيفة ! اما فيما يتعلق بمواصفات الفائزين فنتركها لكم لتتصوروا شكل الأداء الذي سيمارسونه بحق شعب العراق ؟ مع الأسف ان نرى اول انتخابات بعد الغزو والتي روّج لها على انها ديمقراطية مئة بالمئة وإذا بها تنقلب الى انتخابات فاشلة باعتراف الخبراء والمختصين , ومن حقنا ان نتأسف على الأنتخابات التي كان يقيمها نظام صدام لسبب بسيط هو ان التزوير والغش كان يأتينا من جهة واحدة فقط هي جهة صدام ! اما اليوم فقد كثر المزورون والكذابون والغشاشون فاصبح لدينا اكثر جهة !! ومعذور انت ايها الشعب الطيب المسكين يا شعب العراق الأبي الشريف , معذور انت , لأن صوتك الصادق الشريف والمخلص رموه في صناديق المهملات ؟

لقد كنتُ واحدا من بين الملايين الذين اطلعوا على اهمية الأنتخابات في حياة الشعوب تلك الأنتخابات التي تعتمد على اسس من النزاهة والشفافية لأنها تؤدي بالتالي الى فرز الجيدين القادرين على ادارة شؤون الوطن , عن دونهم من الفاشلين خاصة اذا اعتبرنا ان المرشحين يملكون المؤهل العلمي والأخلاقي فيعزز ذلك ثقة الناخب بالمرشح .
ان الغاية التي قامت من اجلها الأنتخابات كما توضحت للمراقبين لم تكن من اجل النزاهة وحسن النية , انما قامت وكما شاهدناها على اسس مصلحية حزبية ضيقة مما ادى الى فقدان ثقة الغالبية من الناخبين بالمرشحين ودون استثناء , فاصابنا الأحباط لأن الوضع السياسي العام كان يشير الى انتشار الحزبية الطائفية والمذهبية وتفضيل المصالح الشخصية على المصالح العامة للشعب , حتى ان تكرار اسماء الشخصيات وهم انفسهم الذين عينتهم اميركا وبريمر منذ غزو العراق افقدنا الثقة بشرعيتهم ونواياهم !!! .. اذن ما جدوى الأنتخابات اذا كانت الشخصيات هي نفسها , ثم ما جدوى الأنتخابات والفساد الأداري والفوضى والدمار قائم يومي .. واين هي حرية الأنتخابات في ظل سماء تحميها طائرات , ومراكز الأنتخاب تحميها الدبابات , والمليشيات فوق القانون ...... اليس لنا الحق ان نسمي الأنتخابات في العراق ...{ كذبة نيسان } ..!!!!!!
ومهما يكن فهذا هو واقع الحال ولا جديد , ولذلك على العراقيين الذهاب الى صناديق الأنتخابات لأختيار من بين نفس الأسماء لأن الله كتب على جبين العراق هذه القسمة كما يقولون , ولأن اميركا قالت ان الديمقراطية قائمة في العراق وان الخير قادم , وهذا ما لم ولن يحصل لأن كل التقديرات تشير الى فساد اداري وسياسي واضح وسيستمر !
أما في الاداء السياسي لقوى شعبنا فالكل يعلم ان { العمل السياسي في مجتمعنا الشرقي مقرون بالدم اي يجب ان يتخلله عنف بين الأغتيال اوالأعتقال } , فاما النعم سيدي واما السجن اوالموت ... ولذلك لا لوم على الذين ينخرطون في العمل السياسي لأنهم حتما يمتلكون الشجاعة والجرأ لأن العمل السياسي يتطلب بشر يتحمل القساوة لكي يحصل على المكاسب وقد قال العرب { فاز باللّذات من كان جسورا } , وهذا سبب آخر يضاف الى فشل الأنتخابات ولأنها مرتبطة { بالعمل السياسي } الذي يتطلب قدرا من العنف الذي يتقاطع مع مبدأ الديمقراطية .
كثيرون من شعبنا من الذين لا تربطهم صلة باي حزب اجابوا على اداء قوانا السياسية في صناديق الاقتراع وقالوا بكل ثقة انهم لا يثقون بهذه الأنتخابات ولا بقياداتها لسبب بسيط وذلك لأنهم فشلوا في حماية امن الشعب وفشلوا في توفير مستلزمات معيشتهم , بل على العكس فقد جلبوا لنا الخراب والدمار , اما في المهجر فقد كان لشعبنا كلمة اضافية تمثلت في الاكثرية التي لم تشارك في الانتخابات وكأن لسان حالها يقول ان العراق ومستقبله لا يعنيها للأسباب آنفة الذكر والمتعلقة بالعمل السياسي , وهذا يشير ايضا الى موضوع الثقة التي باتت مفقودة بين الشعب وبين قواه السياسية الحالية .. ختاما لا حول ولا قوة الا بالله فنقول .. نتمنى ان يعود الأمان وتفتح الأسواق ابوابها ويلعب الأطفال في حدائق آمنة وتعود الحياة الطبيعية في كل المؤسسات بدون نعرات قومية او دينية .
وكما قال واحد من الذين تزعزت لديه الثقة ... نتمنى ان نثق ولو لمرة ببرلمان وحكومة عراقية وطنية تخدم الانسان والوطن بعيدا عن التمييز والتمايز ، حكومة ترفض المذهبية والعنصرية , تؤمن بوحدة العراق ارضا وشعبا لكي تبقى ثقتنا بقادتنا قائمة , فهل يستحق القادة العراقيون ثقة العراقيين بهم ام انهم اي القادة .. يفضلون راحة الغرباء ومن ضمنهم جيرانهم على راحت وسلامة شعبهم ووطنهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه