الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جوهر التضخم النقدي وطرائق تثبيت العملة.

حاتم بشر

2017 / 1 / 8
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ان طرح النقود الورقية للتدوال بمقدار اعلى من المطلوب يخلق تضخما نقديا.
فالتضخم هو غمر مجالات التداول بكمات فائضة من النقود الورقية مما يؤدي الى تدهور اسعارها.
وفي ظل النظام الرأسمالي يؤثر التضخم تأثيرا سلبيا بالحماهير الكادحة عموما، وبالطبقة العاملة على وجه الخصوص--فهو يقود، من جهة، الى تناقص الأجر الفعلي للعاملين. ومن جهة أخرى يقود الى تزايد ارباح البرجوازية.
متى تلجأ الدولة الرأسمالية الى التضخم؟
عندما تجابهها صعوبات نقدية(كما في زمن الحرب أو ما شابه)، كما تستغله كوسيلة لتمويل الإنتاج الحربي، وهو ما ينتج عجزا في الميزانية.
هكذا، تتحمل الطبقات الكادحة كل أثقال التضخم الناتج عن الاتفاقات العسكرية(والمصروفات غير الانتاجية بوجه عام) التي تعقدها الطبقات الحاكمة بهدف جني ارباح فاحشة عن طريق الطلبيات العسكرية وما عداها.
ينشأ التضخم ويُحاصر عبر حركة دياليكتيكية على النحو التالي:
1-يقود التضخم الى تشويه الاقتصاد الداخلي، وغلاء الاسعار، وانخفاض الأجر الفعلي، وهو ما يؤدي في الأخير إلى استفحال التناقض الطبقي؛ 2- ومن أجل ارجاء أو تفادي ازدياد حدة التناقضات الطبقية، تحرص الطبقة الحاكمة، التي كانت سببا في نشوء التضخم كما رأينا، الى تصفية التضخم وتثبيت العملة.
طرائق تثبيت العملة:
1) الشطب. 2)الاصلاح المالي. 3) رفع قيمة العملة 4) تخيض قيمة العملة.
1)الشطب:
أي شطب النقود الورقية التي خسرت قيمتها، من دون تعويض.
ومن حيث المبدأ قد يؤدي الشطب الى انتشار النقود المعدنية(المثل الأشهر فرنسا1796/ 1797). أما في ظروف الأزمة العامة لا يفضي الشطب الى العودة للنقد المعدني، بل الى اصدار نقود ورقية جديدة، وشراء النقودة العادمة القيمة ضمن نطاق محدود.
2)الاصلاح المالي:
وجوهره؛ مبادلة النقود الورقية بالمعدن وفقا للقيمة الاسمية، واعادة نوع العملة الذي كان معمولا به قبل تدهور سعر النقود.
عدا أن هذه الوسيلة تستلزم نمو الانتاج، وتصفية عجز الميزانية، وتطبيق انكماش نقدي، وتوفير احتياطات الذهب...
وسادت هذه الطريق اساسا في عهد اتخاذ الذهب عملة وحيدو للتعامل النقدي المعدني.
والاصلاح المالي للعملة السابق تداولها، اي استعادة مبادلة النقود الورقية بالذهب، هو المرحلة النهائية في عملية طويلة عفوية للعودة للقيمة القائمة قبل التضخم التي تمثلها النقود الورقية.
3) رفع قيمة العملة:
أ) يعني ازدياد كمية الذهب الذي تمثله كل وحدة من النقود الورقية، ونمو قدراتها الشرائية.
ب) يعني اصدار تشريع يقضي برفع المضمون المعدني للوحدة النقدية في بلد ما. ولقد يتم هذا دون وجود نظام النقد الذهبي.
مثلا: في عام 1971 تم رفع قيمة المارك في المانيا الغربية بحيث ارتفع مضمونه الذهبي من0,211588 الى 0,222168 من الجرام الذهبي الخالص. وعليه اصبح الدولار يساوي4 ماركات بدلا من 4,2 ماركات.
4)تخفيض قيمة العملة
وهي الطريقة الاكثر شيوعا في تثبيت العملة الرأسمالية المتداولة، اذ تلجأ الدولة البرجوازية الى اصدار تشريع يقضي بخفض المحتوى الذهبي للوحدة النقدية او تخفيض سعر العملة المحلية بالنسبة للذهب او لعملة دولة اخرى.
ان الاقتصاد البرجوازي يدرج هذه الطرائق تحت طائلة مكافحة التضخم. وهو ما يتم على حساب الكادحين. وتثبيت العملة، كقاعدة، يتمشى مع مصالح كبار البرجوازيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا