الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأكراد في أزمة الشرق

لاوند ميركو

2017 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تمر منطقة الشرق الأوسط بمرحلة دقيقة وحساسة للغاية تشهدها للمرة الآولى عبر تاريخها الممتد إلى بواطن العصور السحيقه منذ هيمنة سارغون الأكادي على شعوب المنطقه وما رافقها من إنكسارات تدفع شعوب الشرق ثمنها حتى يومنا الراهن.
فالإصطدام العنيف الذي يحصل بين الأجندات والمشاريع المختلفة لبسط الهيمنة على هذه المنطقة الغنية بخيراتها الطبيعيه التحت أرضيه والفوق أرضيه على حد سواء تجعل من قضايا شعوب المنطقة تحتل الدرجة الثانية من حيث الأولوية بعد السيطرة على مفاتيح ثرواتها النفطية والمائية في الأجندات الخارجيه ولا يتم مراعاة شؤون أبناء المنطقة إلا إذا تقاطعت مع مصالحها أولا بالإضافة لموقعها الجغرافي الذي يربط قارات العالم القديم عبر البوابة السورية مايشكل بمجملها عقدة دولية عصية ويعطي الأفضلية السياسية والإقتصادية عالميا لمن يبسط هيمنته على هذه المنطقه.
في ظل الأوضاع الراهنة تشكل المسألة الكردية إحدى أهم العقد التاريخية التي تبحث لها عن حل وسط هذه المعمعة الكبرى والتي تفرض بظلالها على كثير من التحولات التي تحدث وتؤرق الكثير من الأنظمة القائمة وتصطدم مع أغلب المشاريع التي تقاوم من أجل البقاء والحفاظ على مكتسباتها ولا يخفى على المتتبع للشأن الكردي وجود خطين رئيسيين في الشارع الكردي بزعامتين تاريخيتين متناقضتين في الرؤى والتطلعات الرامية للحل بقيادة مسعود البرزاني وعبدالله آوجلان المسجون في تركيا منذ أكثر من ستة عشرة عاما .
وبقاء القضية الكردية بدون حل يخدم بالدرجة الأولى جميع المشاريع التي تهدد المنطقة فيما بعد سايكس بيكو وحلها سيؤثر على كافة الحلول المناسبة لشعوب المنطقة بشكل إيجابي نتيجة للتعايش المشترك وحالة الإندماج التاريخي بين العرب والآكراد والأتراك والفرس وكافة الأطياف الشرق أوسطية المختلفة باختلاف انتماءاتها وتوجهاتها .
المشكلة الرئيسية التي تواجه حل هذه القضية والعائق الوحيد تتبناه العقلية التركية السائدة في شخص طيب أردوغان الذي يعاني من الأرق الكردي الذي يقف سدا أمام طموحه في كرسي تركيا الذي يجلس عليه أتاتورك منذ قرن من الزمان وهو لايتسع لإثنان أي الكرسي التركي لهذا يحكم السيطرة على بقاء آوجلان تحت رحمته في السجن وقضى مؤخرا على كل المؤشرات الشبه ديمقراطية بتصفية معارضيه واعتقالهم ليتفرد بالحكم الدكتاتوري واحكام السيطرة على التيار الكردي الثاني اقتصاديا وسياسيا وأمنيا ليبقى مشلولا بلافاعلية أو تأثير وظهور أكراد سوريا على الساحه المحليه والاقليمية والدولية بقوة بعد تدول الأزمة السوريه ومنافستها للحليف الكردي لتركيا في شمال العراق يغير في الكثير من الاستراتيجيات القائمه مايعني أن تركيا لعبت دورا سلبيا جدا في المنطقة ومازالت مستمرة في لعب هذا الدور خاصة بعد بيعها لحلفائها الخليجيين خارجيا وتسليم حلب للروس ومن خلفهم الإيرانيين والنظام في سوريا .
أكراد اليوم أحوج إلى قرار تاريخي من قائد تاريخي فإذا قلنا أن آوجلان في قبضة السلطان يبقى البرزاني طليقا وأمام خيارين أساسيين : الأول إقامة مؤتمرا يجمع الأكراد تحت مظلته كحد أدنى والثاني فك الإرتباط مع تركيا وتأميم الشركات العاملة في الاقليم وهذه الخطوة سيكون لها تداعيات خطيرة وكبيرة إذ سيكسب البرزاني كل الشارع الكردي وسيكسب تأييدا دوليا بالمقابل سيتعرض لهجمة مسعورة من الأتراك على غرار الخطوة التي قام بها عبدالناصر بتأميم قناة السويس وماتبعها من تداعيات انتصر فيها الشعب في النهاية فهل يملك الشعب الكردي هذا القرار وهل يتجرأ البرزاني لاتخاذ مثل هكذا قرار تبقى المنطقة مفتوحة على جميع الاحتمالات ولكن الواضح أن المنطقه مقبلة على الدخول في نفق جديد ولابوادر للحل في العام الجديد لتبقى القضية الكردية معلقة بينما يلعب أردوغان دوره متنقلا بأريحيه من جبهة إلى أخرى خارجيا ويعاني من الداخل من انتشار نيران معارضيه بكثافه ستحول تركيا إلى كرة من نار تحرق كل المنطقة بلهيبها ماعلينا سوى الإنتظار حتى استلام السيد ترامب منصبه الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تفض بالقوة اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق بين حماس وإسرائيل




.. جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ا


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. فلسطيني يعيد بناء منزله المدمر في خان يونس