الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث القبور...

علجية عيش
(aldjia aiche)

2017 / 1 / 9
الادب والفن


(إلى الذي يسكن تحت التراب)

الإنسان كائن ضعيف، لأنه عاجز على أن يحدد موعد مجيئه للحياة أو مغادرتها، هكذا هي الحياة، لا يعرف الإنسان متى يجيء و في أي مكان يولد، و من سيكون أبوه و أمّه؟ و كم مدة يبقى في الحياة الدنيا ، وحدها الأقدار تقرر و تحدد ..، وحدها الأقدار التي ترسم لنا طريقنا في الحياة..، تأخذنا الحياة و تنسينا مشاغلها أناسا عرفناهم و تقاسمنا معهم ألاما و أفراحا، ثم بعد مرور سنوات نعلم أنهم فارقوا الحياة، نردد في داخلنا: " لهذا لم أعد أراه.." نتألم في صمت و قد نبكي من الداخل على فراقنا له..، نرحل عن الحياة فجأة و كأننا لم نكن موجودين فيها..
شيئ مؤلم طبعا أن تفقد إنسانا عزيزا عليك، غالٍ على مهجتك، كان قد شاركك أحزانك و أفراحك، و كان قريبا منك في أوقات كنت في أمس الحاجة إلى من يكون بقربك و يسمع دقات قلبك، و كم هو محزن جدا أن ننسى في لحظات انشغالنا بالحياة أناسا كانوا اقرب إلينا من الأهل..، كان حلم بل مرادٌ أن يجتمع قلبيهما و يشكلان توأمًا، لكن الحاقدين غدروا بهما، افترقا و ذهب كل واحد في طريقه، اليوم و قد غادروا الحياة، ماذا تنفع الحسرة لا البكاء ينفع و لا الحداد.. سوى أن تعزي نفسك و تواسيها، لا تستطيع أن توقف عجلة الزمن، و لن تستطيع الدموع إعادته للحياة..
اليوم و هم يسكنون تحت التراب، لم يبق غير الذكريات، لم تبق غير الأطياف تحوم، لست أدري لماذا نعشق الموت حين يرحل من نحيهم و يحبوننا، و قد نرغب في أن يُعَجِّلَ الله في موتنا لنلحق بهم، تسألني نفسي هل أنتِ مستعدة للموت؟ سؤال صعب طبعا، لكنه سعل على أمثالي، لأن الإنسان الكامل وحده يكون مستعدا لذلك، و الكمال لله وحده، من عاش للآخر لا يهون عليه الموت و هو يسمع أن هذا الآخر قد مات و فارق الحياة، و أيّ نار تشتعل في شرايينه و هو يفقد جزءًا من حياته ، لم تعد رغبة في الحياة، فأرواحهم تتخبط ألما، هؤلاء خذلوا مشاعرهم، و كسروا الرباط الذي كان يجمع بينهما، لم تعد للفرحة معنى، لم يعد هناك انتظار، فما بوسعها إلا أن تحتفظ بالذكريات..
الأموات أيضا يتكلمون، و يناجون الأحياء، ها أنا أقف عند قبركَ، روحك الآن تكلمني، تسألني عن الديار، عن أهلها و الساكنين فيها؟؟، لم أجد ما أقول، فكل الزهور ذبلت، و المسكن أضحى قبرا مظلما، لا روح فيه و لا حركة بعد فراقك، لم تعد للحياة أي معنى، يا رفيق العمر أين كنا و كيف أصبحنا، هي الأقدار أرادت للشمس أن تغيب، و للشمع أن يذوب، أرادت أن يكون حديثنا حديث القبور..

علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?