الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افتتاحية موقع مواطنة :هل تبدأ مسيرة السلام في سورية

تيار مواطنة

2017 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


قد يحل السلام بين المتحاربين عندما يتغلب أحد الأطراف ويفرض شروط المنتصِر، أو عندما يقتنع الطرفان المتحاربان أن لا إمكانية لانتصار أحدهما ويكونان مضطران للقبول بحل وسط بعد الوصول إلى حالة الإنهاك بسبب اتساع دائرة القتل والدمار ،أو ربما توجد أطراف خارج الصراع بمعناه المباشر، ولكنها تمتلك القدرة على التأثير فيه، فتقوم بإجبار الطرفين على التوصل إلى حل يحقق لكل طرف بعض المكاسب دون اشتراط التكافؤ بالضرورة. لكن تاريخ الحروب أكثر تعقيداً من هذه الاحتمالات وفي كل حالة سنجد تنوعا جديداً، خاصة مع وصول التفاعل والتداخل بين الدول، في كل المجالات، حداً غير مسبوق في تاريخ البشرية.
هل حلت ساعة السلام في سورية؟ بغض النظر عن تصنيف الوضع السوري في أية حالة من الحالات السابقة، فإن ساعة السلام قد حلت لأنه لا يوجد أي أفق لإنتصار ساحق للمعارضة، وبالنسبة للنظام أيضاً، لا يوجد مثل هذا الإحتمال، رغم كل ما حققه من انتصارات بفعل خارجي اكثر مما هو بفعل داخلي، وربما لهذا هو عاجزعن فرض الشروط التي تسمح له بالتجدد والاستمراركأن شيئا لم يكن. ومن جهة أخرى، إن حجم الدمار والقتل، الذي كان ثمنا للانتصار المخزي، لا يؤهل صاحبه للاستمرار في قيادة البلاد خاصة وأن الأسد وكبار معاونيه أصبحوا مادة استقصاء جرمي على مستوى القضاء العالمي، ولا يحتاج البدء بمحاكمتهم إلا إلى ظروف سياسية مناسبة، لكنها لم تحن بعد.
إن الضرورة الموضوعية لحالة السلام لا تعني تحققه بشكل آلي، حتى الآن ثمة طرفان يرشحان نفسيهما ليكونان راعيين لمحادثات السلام المرتقبة في الأستانة، التي يفترض أن تمهد لمحادثات جنيف، وحتى الآن يمكن تقييم رعايتهما للهدنة بأنها نصف نجاح أو نصف فشل، مهدد بالتحول إلى فشل كامل ما لم يتم الوصول إلى، والاتفاق على، آليات تنفيذية واضحة، على الأغلب تتطلب رعايتها عدم الإقتصار على مشاركة هذين الطرفين.
وما سيميز انطلاق محادثات جنيف هذه المرة هو انعقادها بعد وصول رئيس أمريكي جديد إلى قمة القرار، وربما قبل حدوث عدة استحقاقات انتخابية في أوربة نتائجها غير واضحة بعد. ولا يزال التأثير المباشر للسياسة الامريكية الجديدة على مسار مفاوضات جنيف غير واضح حتى الآن، حيث أمكن، اعتماداً على تصريحات ترامب، التقاط مؤشرات متناقضة على توجهات الرئيس المقبل، منها مثلاً إقامة مناطق آمنة في سورية، وهو الأمر الذي كان يرفضه بشدة الرئيس الذي شارفت ولايته على الإنتهاء، رغم إلحاح الجانب التركي، وكذلك إن إصرار إدارة ترامب القادمة على اتخاذ مواقف أكثر صرامة من إيران ودورها في المنطقة، لن يكون بالتأكيد لصالح النظام السوري، وبالتالي سيسهل البدء في عملية السلام بإضعافه الدور الإيراني الذي يعيق حتى التصور الروسي لهذه العملية.
ومن ناحية أخرى فإن هناك تصريحات عن خطورة داعش والنصرة بالمقارنة بنظام الأسد، وعن أن مهاجمه الأسد قد تعني مواجهة روسيا وإيران …الخ بالطبع كل التصريحات التي تسبق الوصول الفعلي إلى البيت الأبيض، وبدء تنفيذ السياسات المقترحة، قد تتغير أو تتعدل، ولذلك فإن التريث يجب أن يكون سيد الموقف رغم أن التعاون مع الروس كطرف فاعل يبدو احتمالاً مرجحاً، الأمر الذي يعني قبول سياستهم عموماً، وبهذا المعنى ربما يقدم ترامب خدمة لبوتين بالضغط على إيران التي قد تعيق خطته للسلام في سورية.
أخيراً إن أي هدنة أو وقف لإطلاق النار يستمد قوته وشرعيته من الحاجة الفعلية للسلام لدى شعبنا السوري، بعد كل ما تعرض له من قتل وتدمير وحصار وتجويع، لكن النجاح الفعلي للهدنة ولعملية السلام لا يعني الإقتصارعلى محاربة داعش والنصرة، بل يكون بشمول وقف إطلاق النار لكافة المناطق السورية، وفك الحصار، وإدخال المساعدات، وإطلاق سراح المعتقلين، والكشف عن مصير المفقودين، وأن تكون مرجعيته القرارات الدولية المتخذة بشأن الوضع السوري بحيث نعبرمرحلة انتقالية حقيقية باتجاه السلام والحرية والديموقراطية.

تيار مواطنة 09/01/2017









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة