الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كنا نتوقع ان يعتقل احد في كردستان بسب رايه المختلف ؟

ميديا محمود

2006 / 1 / 10
حقوق الانسان


اعتقال الدكتور كمال سيد قادر
كردستان الحرة ليست غرسة نبتت في غابةٍ بامطار الهية , هكذا بين عشية وضحاها . كردستان الحرة شجرة ترعرعت وسقيت بدماء اكثرمن نصف مليون شهيد كردي . لقد حلمنا ردحا من الزمن بهذا الوطن الكردي الحر الذي يسود فيه ابنائه , والذي اندحر عنه جور الطغاة الظلاّم . حيث المواطن يفكر فيه بما يشاء ويقول ما يفكربه دون خوف و رعب , بعد العهود الطويلة من كم الافواه والقمع والتي عانى فيها الكرد من الابادة الجماعية والتعريب والتنفيل والتهجير القسري . و كان للبارزانيين نصيب اوفر من علقم السلطات التي حكمت العراق على التوالي , فمن منا لم يسمع عن رحلة نهر اراس و كذا الثمانية الاف اسير الذين اقتادهم صدام الى بغداد و طاف بهم شوارع العاصمة ثم قضى عليهم. لا شك ان غالبيتنا يؤمن ان السيدين الطالباني والبارزاني هما من رموزنا التاريخية الكردية و ان السليمانية وهكذا هولير , هما قبلتا كل كردي. مع يقيني المطلق بهذه الحقائق التي ذكرتها آنفا اتساءل هل كنا نحلم يوما بان يعتقل الكردي في كردستان الحرة و تحت العلم الكردي لا لشئ سوى لانه يقول ما يفكر به ؟
بطبيعة الحال سوف لن اتوانى عن استنكار اتهامات الدكتور كمال سيد قادر لحكومة كردستان جزافا بانها عميلة للموساد , او ان الاكراد يسيطرون على اراض تخص غيرهم و غيرها من الاراء التي طالما رددها اعداء الكرد الشوفينين. و لكن بسبب ايماني بالنظرية النسبية لا اجد ان الضرورة تقتضي ان يفكر كل خلق الله مثلي , فاذا كان البشر متماثلون تماما لما وصل عددهم الى اكثر من سبعة مليارات بشري بحلول عام الفين وستة , اي سبعة مليارات شخصية تختلف كل منها عن الاخرى , حتى التوائم السيامية تختلف في وجهات نظرها . فلولا الاختلاف لكان لدينا نسخة وا حدة عن ادم الاب تعيد استنساخ ذاتها , ففي علم الهندسة قانون يقول ان الاشكال المتماثلة تماما هي متطابقة اي واحدة . ان ثقافة احترام الاختلاف هي من اسمى مبادئ الديمقراطية المدنية . لأجل هذا لايمنعني اختلافي مع الدكتور كمال سيد قادر من ان اقف ضد القرار الجائر بسجنه ثلاثين عاما , ان نزج بكل من يختلف معنا او ينتقدنا وراء القضبان فهذا هو التعسف بعينه . يقول الفيلسوف الفرنسي فولتير : "قد اختلف معك في الراي , ولكني على استعداد لان ادفع حياتي ثمنا لحقك في الدفاع عن رايك " .بمثل هذا الفكر دشنت اوروبا عصر النهضة , وبسعي فرسان الكلمة الحرة امثال دافنشي و برونو وغاليله و كوبرنيكوس و روسو خرجت البشرية من ظلام العصور الوسطى ..
رغم كل ما قاله كمال سيد قادر ورغم ان في بعض ما قاله اجحاف بحق حكومة كردستان . فان محاكمته بهذا الشكل التعسفي الصوري والحكم عليه لمدة ثلاثين عاما تشكل سابقة خطيرة في انتهاكات حقوق االانسان في الدولة الكردية الفدرالية الحديثة العهد التي يتطلع اليها كل الكرد وعيونهم ملؤوها الامل . واعتقد ان هذا الحكم لم يكن المخرج المثالي لهذه القضية .
لاجل هذا ادعو المثقفين الكرد للالتفاف بجرأة حول سجين الرأي الكردي الدكتور كمال السيد قادر و القيام بحملة جمع تواقيع والتماس للعفو عنه والتراجع عن هذا القرار من الحكومة الكردية حتى نضمن اننا نستطيع قول ما نشاء في الديمقراطيات الموعودة مستقبلا سوف اورد في الختام مقولة قراتها في احد المواقع للاب مارتن نيو ميللر بهذا الصدد:
جاء الفاشيست في المانيا النازيه وأعتقلوا اليهود
لم أتكلم لاني لست يهوديا
ثم جائوا وأعتقلوا الشيوعيين
لم اتكلم لاني لست شيوعيا
ثم جائوا وأعتقلوا قادة نقابات العمال
لم أتكلم لاني لست نقابيا
ثم جائوا وأعتقلوا الكاثوليك
لم أتكلم لاني بروتستانتي
أخيرا جائوا وأعتقلوني
لم يبقى أحد للدفاع عني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اعتقال سنية الدهماني، محامو تونس في إضراب


.. جدل في بلجيكا بعد الاستعانة بعناصر فرونتكس لمطاردة المهاجرين




.. أين سيكون ملاذ الأعداد الكبيرة من اللاجئين في رفح؟


.. معتقل سري لتعذيب الفلسطينيين والعملية برفح تهدد بكارثة إنسان




.. نتنياهو يذهب إلى رفح رغم تصاعد المظاهرات المطالبة بصفقة الأس