الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيد وليد جنبلاط ، السيد سعد الحريري، كل عام وانتم بخير

سلطان الرفاعي

2006 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


حيث تكون هناك ارادة ، تكون هناك وسيلة. يُصبح هذا المثل أكثر واقعية ، عندما نفهم الاختلاف بين الرغبة والحاجة، على التقدم والمحافظة على هدف محدد بقوة ارادة حقيقية . والقوة الحقيقية للارادة لا تولد من مجرد الرغبة أو النية ، بل من الصبر والمثابرة في بذل التضحية والجهد .

العلاقات الحقيقية والواقعية بين الشعبين اللبناني والسوري، بحاجة الى تضحية وصبر ومثايرة وقوة ارادة وواقعية . بحاجة الى الابتعاد بها عن السياسة.ووضعها في مسارها المدني البحت. والاعتراف بأن لا علاقة مماثلة لها، فجميع الطوائف في سوريا ، مترابطة مع جميع الطوائف في لبنان، صلة قربى، صلة دينية، صلة صداقة، صلة تجارة.
لقد أخطأ الجميع سابقا، ولا حاجة للاستمرار في الخطأ ، من الممكن التراجع اليوم، والبدء في بناء علاقات انسانية سورية لبنانية على أسس متينة من جديد. نعم ليكن هناك سفارة، وليكن هناك حدود حقيقية، وليكن هناك احترام متبادل، وليكن هناك اخوة حقيقية بعيدا عن الشعارات والمصالح الشخصية.

لتكن البداية لقاءات بين الأحزاب السورية، والأحزاب اللبنانية، هذا على المستوى السياسي. وليكن هناك لقاءات بين الطوائف المتماثلة في سوريا ولبنان. لنجتمع مع بعض، ونتكلم بكل صراحة، على كافة المستويات، المدنية والدينية والطائفية. لا نخفي رأسنا مثل النعامة، نعم هناك طوائف وعليها أن تتحمل أيضا مسؤولية هذا الخلاف، والعمل على وحدة حقيقية بين الشعب اللبناني والشعب السوري.

أيها الاخوة في لبنان وسوريا، ان كان هناك ظلم، أو قمع، أو ألم، فقد ذقناه معا، وعانينا منه معا، واستقبلنا نتائجه معا. الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، وحقيقة اغتياله، تلك الحقيقة التي نرغب جميعا بمعرفتها، تلك الحقيقة التي نُحمل الشعب السوري وزرها من غير قصد. تلك الحقيقة التي يرفض الشعب السوري المساومة عليها، كما يُطالب عبر رئيسه بالاقتصاص من الفاعلين، واقل وصف يصفهم به هو الخونة.

كم من الاحداث مرت على هذه الأمة؟ كم من العلاقات المتأزمة بين الدول عاصرنا؟ ويعود السياسيون وفق مصالحهم الخاصة والضيقة والوسيعة، الى التصالح بين بعضهم البعض، تاركين ندوب الجراح ، والحرائق التي أشعلوها ، بتصريحاتهم ومواقفهم، الغير مدروسة، تاركيها تحفر في قلب الشعب من كلا الطرفين.
عندما يتحدث أحد الزعماء اللبنانين عن مشاعره تجاه النظام السوري، ينسى ، أنه أولا زعيم مرموق، وينسى ثانيا أنه يُمثل طائفة معينة، لها مصالحها وكرامتها، ومواقفها.
وبالتالي فهو في صراعه الشخصي مع الآخر يجر وراءه مشاعر الكره والحقد المتبادل. والحل الوحيد هو ضبط النفس في هذه المرحلة، وترك التصاريح المؤذية والمزعجة للغير، والاحتفاظ برباطة الجأش وخط العودة.
وعندما ترفع الحكومة السورية رسم الخروج، وتُبقي على الخط العسكري، الذي كان في الاصل ممرا لكل المسئولين وبعضهم أو أغلبهم من اللصوص الذين يتاجرون بقوت الشعب السوري. كانت هذه النماذج معفاة من رسم الدخول، لأنها من منطق الحكومة فقيرة، وبحاجة الى مكافأة على مجمل أفعالها، وما جرته علينا .أما باقي افراد الشعب السوري، الغلبان المعتر، فيجب أن نضاعف له الرسوم، ونمنعه من زيارة أهله. كلها مواقف خاطئة، كلها ردود فعل، ما كان لها أن تحدث لو تروينا قليلا، ولو كانت العلاقة بين المجتمعين ، الشعبين، علاقة شعبية، مدنية، غير سياسية ولا أمنية.

ان واحدة من المشكلات في عالم اليوم هي صعوبة التمييز بين الضحية الحقيقية والمدعية . فالأشياء التي تبدو واضحة هي عادة الأكثر غموضا ، كما يقول الفلاسفة منذ آلاف السنين.
وبالتالي فليس من النادر أن يقع أناس بريئون ضحايا لعدالة عمياء تصدر قرار ادانتها دون أن تدرس الحقائق في العمق ، لأنها لا تتمتع بالاستقلال الضروري للصمود في وجه بعض الضغوط ، ويبقى المبتلون الى ما لا نهاية تحت وطأة وصمة العار التي جرها عليهم الشر والفساد.

لا ندع الكره والحقد والامتعاض يقودنا، ان كان في سوريا أم في لبنان الى الهاوية. فالدول الممتعضة محكومة بالتشوش، والفقر، والألم والفشل، لافتقارها الى السماحة الحقيقية التي تتيح لها أن تحصد مقابل ما تزرعه ، ويحدث هذا لكل الشخصيات من كلا البلدين، والذين يبنون حياتهم على الكره، وسوء النية، والفساد، والانحراف . كما أن هناك الكثير من الشخصيات السياسبة في كلا البلدين، استسلموا لبعض المجموعات الموتورة لكسب تأييدهم . لقد فعلوا هذا لخوفهم من أن يصبحوا هم بالذات هدفا لهذا الحقد القاتل.
ومما يدعو للأسف أن المؤسسات أو الناس المكلفين بقيادة المجتمع أو الحزب أو الطائفة ، ينتهون الى تشجيع الحقد والكره ، اما سرا أو علنا . ولسوء الحظ ان هذا النوع من البذرة يلقى دائما استقبالا حسنا من قبل هؤلاء الذين يبشرون بغد قاتم السواد على كل المستويات.
يصف نيتشه الامتعاض بأنه حالة العقل عند من يرفضون رد الفعل الحقيقي ، أي ارتكاس التصرف، ومن يعوضون عنه بانتقام خيالي فيقول:
الشخص الممتعض عاجز وذو غريزة نهمة يلجأ الى اشباعها بعملية عقلية . والسبب الحقيقي للامتعاض ، والثأر وما شابه هو الرغبة التي تتملك شخصا ما بتحويل ألم موجع ، ألم يخفيه ويصبح شيئا غير محمول ، عن طريق عاطفة أشد ----ولكي يُثيره الألم ، فان أول ذريعة وأفضلها هي الظن أنه يجب القاء اللوم على أحدهم ((لأنني لست على ما يرام))
يساعد هذا على أن يحمل المرء مسؤولية شقائه للآخرين ، وبالتالي يعتبر أن بعض المجموعات ، أو العالم بالكامل ، هم الأوغاد في المؤامرة.

أسواق الحميدية، القصاع، الحمراء، الشعلان،. اشتاقت اليكم أيها الأخوة في لبنان، ننتظر عودتكم، من أجلنا وأجلكم، من أجل سوريا ومن أجل لبنان.
زحلة، حريصا، جونية، طرابلس، عالية ، بحمدون, اشتقنا اليكم، اشتقنا من أجلنا ومن أجلكم ومن أجل سوريا، ومن أجل لبنان.

السيد سعد الحريري، السيد وليد جنبلاط، كل عام وانتم بخير، ولبنان وسوريا بخير ، واشتقنا اليكما ايضا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رابعة الزيات تثير الجدل برا?يها الصريح حول الحرية الشخصية لل


.. مقتل هاشم صفي الدين.. هل يعجز حزب الله عن تأمين قياداته؟




.. قراءة عسكرية.. كيف يدير حزب الله معركته بعد سلسلة الاغتيالات


.. نشرة إيجاز - مصدر أمني للجزيرة: فقدان الاتصال بصفي الدين




.. صفارات الإنذار تدوي في حيفا مع إطلاق صواريخ من لبنان