الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(العراق سبعة الآف عام من الحياة)....كتابٌ إستثنائي

احمد معن الزيادي

2017 / 1 / 12
الادب والفن


سليم مطر ، كاتب عراقي يساري النضج ، من جيل سبعينات القرن الماضي و بسبب تلك الميولات اليسارية اضطر أن يحلق بعيداً عن وطنه ، الى سويسرا ، هناك بالقرب من بحيرة جنيف ، وبالرغم من الآف الكيلومترات التي تفصله عن وطنه الا أن هاجس الهوية الوطنية ظل يراوده فكتب عنها ما كتب ، سيما كتابه المائز (الذات الجريحة) ، فأُعتُبِرَ خير من كتب في مفهوم الهوية و أكثر من دعا لتوحيد الصف العراقي وفق مفاهيم وطنية بعيداً عن القومية والطائفية و العشائرية...
في كتابه (العراق سبعة الآف عام من الحياة) الصادر في حزيران 2013 يبدأ سليم مطر بدراسة شبه تأريخية للعراق منذ أول لحظة ، (الحضارة النهرينية) المتمثلة بالحضارتين السومرية والاكدية ويعود تأريخ هذه الحضارة الى ستة الآف عام قبل الميلاد ، وصولاً الى ما يسميه بــ(الفترة الجديدة) وهي مرحلة ما بعد 2003 وما بينهما من مراحل كثيرة يتعذر ذكرها هنا كان الكاتب قد درسها بالتفصيل . وفي كل مرحلة تاريخية يقدم لنا معلومات من نواحٍ ثلاث هي السياسية ثم الاجتماعية ثم الحضارية والثقافية فلم يدع صغيرة ولا كبيرة عن تلك الحقب الا و مر عليها بقراءة تأويليةٍ فاحصة لباحثٍ متمرس أفرد حياته للبحث في هذا الموضوع المهم كما خصص جزءاً من كل فصل لدراسة الشخصيات المهمة في كل حقبة فكانت النتيجة أن يعي قارئ هذا الكتاب أعيان كل حقبة وشخصياتها المؤثرة و إنجازاتها السياسية والثقافية والفنية فتكون صورة مكتملة لتلك الحقبة.
إن هذا الكتاب هو اول كتاب شامل ومختصر (264 صفحة) مع 500 صورة ملونة توضيحية عن تأريخ العراق من العصر الحجري وحتى اليوم فكل الكتب الصادرة في هذا المجال عَنَتْ بمراحل معينة من تأريخ العراق.

من المعلومات المهمة التي وردت في هذا الكتاب:
-يعتبر السومريون ، أو (ذوي الرؤوس السوداء) كما يسمون أنفسهم ، أول صناع الحضارة على الارض حيث أقاموا المدن ونظموها لأول مرة ، و بنوا المعابد و انشأوا المدارس والمكتبات ، بعد أن أبدعوا في اختراع الكتابة المسمارية واللغة السومرية التي سرعان ما انتشرت في جميع حواضر الشرق الادنى القديم و التي اوصلتهم الى اسباب الحضارة والمعرفة.(ص49)
-لقد أصبحت اللغة الأكدية (بلهجتيها السومرية والآشورية) لغة العراقيين الرسمية لما يزيد على الالفي عام ، وخلفت لنا الآلاف المؤلفة من النصوص و الوثائق الطينية التي سمحت لنا بمعرفة كل شئ عن حياة العراقيين.وكما يعبر ذلك المؤرخ والعالم الفرنسي المعروف (جان بوتيرو) : (إننا نعرف عن حياة العراقيين في تلك الفترة أكثر من معرفتنا عن حياة الاوربيين خلال العصور الوسطى)!!! وهذا دليل على مدى تعلق العراقيين بالكتابة والكتاب. (ص55)
-العراقيون هم أول من أنشأ المدارس لتعليم الخط المسماري على لوحات الطين.(ص57)
صدقاً أقول إن الحديثَ عن سليم مطر حديثٌ ذو شجون قد يطول كثيراً لما في تجربته من روح وطنية خلاقة نحن الآن بأمسّ الحاجة إليها ولما في كتبه من أهمية بالغة لكل من يحمل الهوية العراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا