الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولا يوم من أيامك يا أبو علاء !!

فتحي حسين

2017 / 1 / 13
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ولا يوم من أيامك يا ابو علاء !
د.فتحي حسين
ليس عودة الي الوراء عندما يردد بعض البسطاء من شعبنا مقولة "ولا يوم من ايامك يا مبارك او يا ابو علاء " في محاولة منهم للتخفيف عن انفسهم من وطأة الاسعار المرتفعة والادوية المختفية والسياحة المنهارة والمصانع المتوقفة والبطالة المتزايدة والاموال العامة المهدرة هنا وهناك سواء في احتفالات مجلس النواب او بدلاتهم ومكافاتهم او في مؤتمرات الشباب او تخصيص المليارات لمكاتب المسئولين وسياراتهم الفارهة او المليارات المخصصة للمشروعات القومية الكبري التي ستأتي بعوائدها أجلا ام عاجلا ولكن علي المدي البعيد مثل العاصمة الادارية الجديدة المزمع انشاؤها ومحطة توليد الطاقة الكهرئية والمشروع النووي بالضبعة وقناة السويس الجديدة التي تكلفت مليارات الجنيهات من أموال الشعب المنتظر والمترقب بينما الالاف من المصانع مغلقة بعد ان كانت تنتج وتصدر انتاجها للخارج والا متوقفة ويحصل عمالها علي أجورهم من اموال الدولة كل شهر دون عمل .. ومن احتياطي النقد الاجنبي الذي كان قبل ثورة يناير 36 مليار دولار وكان عائد قناة السويس يتعدي ال5 مليار دولار وكانت الصادرات في زيادة تدريجية ولم يكن هناك أزمة سد النهضة الاثيوبي التي ستؤثر علينا لا محالة عند بدء تطبيق التشغيل الفعلي للسد وتهددنا في أمننا القومي ناهيك عن افتعال ازمة أخري مثل قضية جزيرتي تيران وصنافير بين مصر والسعودية وهل هي سعودية ام مصرية ام الهدف خدمة مصالح الصهيونية بتخصيص الجزيرتين كممر مياة دولية .. ولم تكن الخلافات العربية العرية تصل الي هذا الحد .. ولم يكن ارتفاع الدولار قبل ثورة يناير كما نراه الان ب22 جنيه وكان الدولار ايام "ابو علاء " 5.4 جنيه وكانت الشوارع والطرقات محمية من الامن والانضباط في الشوارع والمرور اكثر من اليومين دول الرغم من وجود فساد للركب في المؤسسات الحكومية كما كان يقول زكريا عزمي رئيس ديوان مبارك مثلما هو موجود الان بعد مرور ما يقارب الست سنوات علي تنحي مبارك عن الحكم , بالرغم من أن البلاد كانت مملوءة الفساد والمحسوبية والرشاوي ومحاولة توريث السلطة لنجل مبارك جمال واختصار البلاد وقراراتها المصيرية في شخص واحد هو مبارك وليس الهروب او التنصل من الثورتين التي قام هم الشعب من أجل البحث عن كرامته الانسانية ومعيشته والعدالة الاجتماعية وعن حريته التي بدأت تسلب منه رويدا رويدا ... !
أتذكر انني لم اكتب كلمة شكر لصالح الرئيس الاسبق مبارك ولم اكن من جماعة "احنا اسفين يا ريس " ودائما احتفظ بمكاني كمراقب ومعارض للسلطة القائمة مهما كانت وقد كنت من مؤيدي الرئيس السيسي وقمت باصدار صحيفة خاصة أسمها "30 يونيو " بترخيص أجنبي نظرة لاختلافي الكبير مع الاخوان وتعاطفي مع أهداف ثورة 30 يونيو التي لم تحقق حتي الان ..!
ولكن علي أي حال فبالرغم من أن الرئيس السيسي قد ورث تركة كبيرة من الفساد بدأت منذ عهد الرئيس الاسبق مبارك وصولا حتي هذه الايام فقد اطلاق السيسى وعوداً رنانة، دون الوقوف طويلاً أمام واقع صعب للغاية، فالناس صدّقتها وتفاءلت بها، لكن حين مر الوقت ولم تتغير الأحوال فتحولت من الوعود الي المطالبة بالصبر 6 اشهر كمان ، وأدت إلى تراجع الثقة والمصداقية فى السلطة، وبالتالى تراجعت شعبية الرئيس الذي انحاز للفقراء والبسطاء ومحدودى الدخل وهم غالبية الشعب ، لكن الآثار السلبية لقراراته وسياساته يدفع ثمنها الغلابة فقط الذين لا يستطيعون مواجهة الفقر والارتفاع المستمر في الاسعار , كما أن مجلس النواب كانت بدايته غريبة فقد اعلن انه سيتنازل عن صلاحياته من اجل مساندة الرئيس! رغم أن دوره هو مراقبة أداء الرئيس والحكومة ومحاسبة السلطة التنفيذية بوجه عام ولكن الواقع يقول بانه أصبح الية من اّليات الحكومة وليس الشعب الذي انتخبه لينوب عنه .!
وبخصوص الاعلام فقد تحول حاله رأسا علي عقب بعدما تحول عن مساره الاساسي والمفترض الي سياسة التطبيل والتصفيق تماما مثل عهد مبارك و لا شك أن المشهد الاعلامي الحالي فى بلادنا مريض في مراحله الاخيرة ، فأغلب الإعلاميين اليوم يعانون من ضحالة الفكر وضبابية فى الرؤية وانحياز إلى العابر والسطحى والسلطوى وما يعود عليهم بالنفع الذاتى وليس المصلحة العام . كما أن أغلب مالكى الأموال يتوحّدون مع الدولة فى عدم الاعتناء بتوعية الناس وتبصيرهم أو النهوض بأحوالهم الثقافية والمعرفية، حتى لا تتفتح أذهانهم على ما لهم من حقوق . وهؤلاء بحكم تكوينهم النفسى والذهنى وخبرتهم العملية يميلون إلى الاستهلاكى والمظهرى، وما يسلك الطريق الأقصر نحو الربح الوفير السريع والاعلانات التي تدر المليارات لاصحابها ، ومن هنا تخرج الثقافة من حساباتهم تماما ، وينعكس هذا على الإعلام، فيحتفى بكل سطحى وعابر من الشخصيات المريضة ..
"ولا يوم من ايام ابو علاء " هذا قول حق يراد به باطل لاسيما بعدما تعمد البعض الدعاية للعبارة نفسها وكأن لسان حالهم يقول متي تعود ايام مبارك - وان كان معظم رجال مبارك ورجال الاعمال مبارك طلاقاء الان حصلوا علي احكاء نائية بالبراءة - وعمل بروباجندا في محاولة لترشيح نجل اتلرئيس الاسبق مبارك "جمال" الي مقعد الرئاسة ليكون في الحكم بعد انتهاء ولاية السيسي مستندا علي شعبية والده مبارك الذي يعد من المحاربين المنتصرين في حرب اكتوبر وصاحب مشروعات البنية التحتية خلال 30 سنة الذي استجاب للشعب عندما طلب منه الرحيل وترك سدة الحكم .. نحن لا نريد ان نعود الي الوراء العربة ولا نريد ان تتوقف ساعات التاريخ عن السريان بل نريد ان يشعر المواطن بانتماءه لهذا البلد .. وطني مصر الذي ننتمي جميعا اليه ونعيش ونعمل من أجله !











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -


.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا




.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا