الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فجيعة نفسي بنفسي- من وراء البللور السميك

ابراهيم محمود

2006 / 1 / 10
الادب والفن


رأيت كما يرى الصاحي تماماً، وتحت وطأة حالتي النفسي الفارطة التي صارذكرها على كل شفة ولسان، أنني في مكان، لا أدري كيف توغلت فيه، ليس حباً في استطلاع، فهذه هواية معروفة بعواقبها الوخيمة، وإنما كان ركضاً أو هرولة وراء معاملة، لا يمكن توقع النتيجة المترتبة عليها.
القاعة كانت فسيحة، لذلك تجلت مخيفة، وأنا أجدني وحدي تقريباً، إلا من همسات وأصوات ما كان بوسعي تحديد مصدرها، أو جنس المتكلم بها، حيث التحرك في وضع كهذا، كما هو معلوم يثير الريبة فعلاً.
لهذا دفعت بالمعاملة من خلال كوة بالكاد سمحت ليدي الناحلة بالمرور، لتستقبلها يد، بالكاد تمكنت من رؤيتها، وما إذا كانت يد ذكر أم أنثى، أم جامعة بينهما.
طال الوقت، وهو يخيف في مكان كهذا، ومن ثم تردد صوت، تبين أنه يعنيني:
سمك!
لم أنتبه إلى الكلمة التي جاءت أشبه بهمس أو هسيس كلام، حتى تكرر مرة أخرى:
سسسمك!
لاشعورياً قلت مستفسراً:
نعم؟
سسـ اسمك.
كان ذلك سؤالاً، لكنه لم يكن واضحاً، كون الصوت جمع بين ( سمك)، و(سمُّك) و( اسمك) مخففة، فقلت:
أتريد اسـ اسسـ اسمي؟
جرى ذلك دون وعي مني، ثم أردفت:
فلان.
جاء الصوت معلقاً:
لللماذذا فففأر؟ هللل صاححب الممعاممللة فففأرر؟
شعرت بإهانة موجهة إلي، رغم إدراكي أن ثمة خللاً في جهاز السمع لديه، فقلت:
أي فار يا رجل؟
كأنه لم يسمع صوتي، غير أنه أدركني، كما يظهر، منزعجاً ومستاء مما يقول، فقال بنبرة مشوبة بغضب ملحوظ:
كككأننك انززعجت، الففأر ححييوان، من مخخللوققات اللله!
أسمعته صوتي ليعرف اسمي جيداً.
ساد صمت، ولا أدري هل سمع ما قلته، أم تجاهلني، لكنه بعد قليل قال لي سائلاً:
أيين أننت؟
الببلور كان سميكأ إلى حد ما، قلت بيني وبين نفسي: أي مصيبة أنا فيها، وكيف أخرج من هذه الورطة، حيث تقدمت من اللبلور السميك أكثر من ذي قبل.
أننا لا أررراك!
لكنني أمامك!
كأنه اقترب مني، ودقق النظر، من خلال حركة معينة:
لمماذذا تححمل كييس التبببن معععك؟
يا للمصيبة! أي كيس تبن، كان الذي معي كيساً صغيراً من رز( صنوايت) أحبت أن أجربه، بسبب الدعاية الهائلة التي سخرت له، لا يمكن إخفاء تأثيره علي:
تبن ماذا يا أخ؟ إنه رز، رز!
ساد سكون من جديد، وبعد لحظة كانت الحركة الجسمية تقترب من الكوة، وبدت معاملتي مفروشة في الطرف الآخر منها، وقد تناهى إلى مسمعي صوت تساقط جسم خفيف، ربما كان ذلك لعاباً، كما تبين، ثم جاء صوت لافت:
فرررر!
فاجأني الصوت كثيراً، إذ لأول مرة أسمع صوتاً كهذا، فلا كان عطاساً لأقول: خيراً، ولا سعالاً، لألتزم الصمت، وأعتبره حركة رد فعل عضوية لوجود اعتلال في الصحة. خلتني لوهلة أنني ألمح رأساً بمنخرين وأذنين لحميتين مشعرتين قد استطالتا دون تجاويف.
وقققع هنا!
مددت يدي لأوقع!
أصصاببعك لححممية رففيعة!
ألا ترى يا رجل؟ إنها يدي، وهي طبيعية!
كان صمته المقلق لي، يزيد في فضولي، لأعلم ما به، غير أنني لم أستطع بسبب الواجهة البللورية، ولا هو أراني وجهه، ومن يكون فعلاً.
ثمة حركة واحدة قمت بها، بعد إتمام المعاملة، في القاعة الفسيحة المخيفة حقاً، وغير المعهودة بالنسبة لي، تمثلت في ارتدادي إلى الوراء، والاندفاع نحو الباب الخارجي.
شعور ثقيل الوطء تلبسني، يتعلق بنفسي التي توهمت وأوهمتني لبعض الوقت أنني واقع بين صوت أشبه بنهيق، وهيئة أُسقطت صورتها علي، فأرية تماماً، لكنني حاولت طيها، دون أن أعلم أحداً بذلك، مقفلاً محضري النفسي هذا، فالذي تعرضت له سابقاً يكفيني همه وغمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف


.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??




.. عيني اه يا عيني علي اه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو




.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد