الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يأتي 2017 بتغير جدي في الشرق الاوسط؟

محمد شرينة

2017 / 1 / 14
السياسة والعلاقات الدولية


يبدو ان الروس ادخلوا تركيا عن سابق اصرار في المسالة السورية لتعديل النفوذ الايراني وهم مستعدون للاستعانة بالصديق الاسرائيلي اذا لزم الامر.
هل استعان الروس بصديق من اجل تحقيق المصالحة في وادي بردى التي اوقفتها ايران؟
منذ ايام تم الحديث عن منع وفد روسي دخول الفيجة من قبل موالين لايران. اتفاق مصالحة الجمعة مرن جدا سمح ببقاء الاسلحة والمطلوبين للجيش من وادي بردى يخدمون حرس في نفس الوادي ولا يوجد تهجير فقط رفع العلم.
كانت الحكومة السورية ترفض ذلك وتصر على مصالحة مثل مصالحة داريا لكنها اليوم وافقت، هل حدثت هذه الموافقة صدفة اليوم بعد الهجوم الاسرائيلي على المزة؟!
يبدو ان الروس ادخلوا تركيا عن سابق اصرار في المسالة السورية لتعديل النفوذ الايراني وهم مستعدون للاستعانة بالصديق الاسرائيلي اذا لزم الامر.
الآن يصبح واضح لماذا وافق بوتين على دخول تركيا الى سوريا ولماذا ايضا قبل اردوغان بذلك، كلاهما بحاجة للآخر، فلا مصلحة لاي منهما بامبراطورية جديدة قوية في جواره. وكلا روسيا وتركيا غير راضيتان عن اطلاق يد ايران في المنطقة تتيجة للاتفاق النووي مع اميركا التي يبدو انها تفاهمت مع ايران على اطلاق يدها في الشرق الاوسط مقابل تخليها عن برنامجها النووي.
هذا يفسر ايضا اعادة العلاقات بين تركيا وإسرائيل فالاخيرة ايضا غير راضية عن تعاظم الدور الايراني نتيجة للاتفاق النووي بين ايران واميركا.
يبدو ان روسيا وفي السنة الاخيرة لادارة اوباما صاحبة الصفقة النووية مع ايران رتبت سيناريو لتقليص نفوذ ايران مع تركيا واسرائيل الدولتين القلقتين من تعاظم الدور الايراني وربما ضمت مصر لهذا الترتيب وتسعى لضم دول اخرى في المنطقة وهي تنتظر وصول الجمهوريين للبيت الابيض للتفاهم مع اميركا حول ذلك مستفيدة من تاثير اسرائيل لدى ادارة ترامب علما ان الجمهوريين غير راضين عن صفقة اوباما منذ البداية.
منذ ايام قال ملك الاردن ان 2017 يحمل تغيرات هامة للمنطقة، ربما يشير إلى ما ذكرت.
بالنسبة للسلطة في سوريا فلا يبدو انها ستخسر الكثير فهي ستصبح تحت تاثير النفوذ الروسي اكثر من الايراني، وبتقديري فان الروس لا يسعون لكف يد ايران واخراجها من سوريا فهذا ليس من مصلحتهم فالدور الذي تقوم به ايران في سوريا وتستفيد منه حتى روسيا بل والغرب لا يمكن لغير ايران ان يقوم به. روسيا والغرب وحتى اسرائيل يدركون ان النظام في ايران فعال ومرن ومستقر ويعرف حدوده ويجيد اللعب ضمن هذه الحدود اكثر من جميع انظمة المنطقة حتى اكثر من تركيا كما ان روسيا غير راغبة بالانغماس المباشر والعميق في ازمات المنطقة، ربما هذا ما حاول اوباما ان يوقع الروس فيه، لكن الروس يدركون مدى تعقيد الشرق الأوسط. وايضا لا الروس ولا الغرب راغبين في حال خرجت الامور عن اليسطرة في الحرب ضد الارهاب والتطرف الاسلامي، والذي هو كله اسلامي سني، الى مواجهة اكثر حدة ان يبدو ذلك على انه صراع اسلامي مسيحي ويفضلون ان تكون ايران في الواجهة وهم في الخلف، يفضلون ان يبدو صراع سني شيعي، وهذا ما يعطي ايران موقعها المتميز، وهو نفسه الذي يضعف موقف السعودية ويجعلها في حيرة وتردد فمثل هذه المعركة تتطلب سلاح واكثر من ذلك تحتاج حرب دعائية ضد ايديولوجية وفكر المتشددين من الاسلاميين السنة وهذا ما تعجز السعودية عنه فمبادئهم هي نفس الافكار التي قامت عليها السعودية ولاتزال منذ مائة سنة بينما يمكن لمصر ان تلعب دورا ما.
السلطة في سوريا الآن تاقلمت مع التاثير الخارجي وتحوي اجنحة متعددة بولاءات متنوعة وقادرة على العيش حتى لو ازداد نفوذ طرف من داعميها على حساب طرف آخر وفي هذا السياق ياتي ما تناقلته وسائل اعلام عن انشاء الفيلق خامس اقتحام في الجيش السوري حيث ذكرت ان الروس كانوا وراء ذلك وانهم سيسلحون ويدربون هذا الفيلق كما فعلوا مع الفيلق الرابع. وربما ايضا يندرج في هذا الاطار من الخلاف الروسي الايراني ما شاع عن وقف استدعاء الاحتياط في سوريا الذي اذا صح يكون تم بتاثير ايراني فالاخيرة راغبة باستخدام المليشيات الحليفة لها لا الجيش السوري في العمليات على الارض لان هذا اكثر ضمانا لتحقيق اهدافها.
كل شئ يتغير في سوريا وبسرعة وبالتالي فلا يمكن في النهاية التاكد من شيء حتى يحصل، لكن هناك مؤشرات كثيرة وقوية على صحة السيناريو الذي ذكرت وفي هذه الحالة لا اظن ان ادارة ترامب ستعارض فلديها كل الاسباب ليس فقط للموافقة بل والتشجيع. وبالتالي سيحمل 2017 تغيرات كبيرة للشرق الاوسط وقد تاخذ الازمة في سوريا طريقها للحل بل وحتى ازمات المنطقة الاخرى.
الشكل النهائي لهذه الحلول لا يزال من الصعب التكهن به.
من المهم ان نتذكر ان الولايات المتحدة راغبة بشدة بوجود لاعب قوي يدير ازمات الشرق الاوسط فهي ملت وانهكت ولم تعد راغبة بالقيام بذلك وان كل الضجة التي يثيرها ترامب حول اميركا اولا انما هي ان ترامب يريد ان يستمر لكن مع صوت مرتفع في فعل ما فعله اوباما بهدوء حتى لو قال اوباما عكس ذلك وان هذا الاتجاه في السياسة الاميكية بدأ في نهاية فترة حكم بوش الابن ومرشح للاستمرار طويلا.
وان نتذكر ايضا ان روسيا تسعى لاعادة ترتيب دور ايران فاخراج ايران ليس من مصلحة روسيا كما ذكرت وبما ان ايران تدرك ذلك فلديها مجال واسع للمناورة لكن روسيا تستخدم اسرائيل وبعبع ترامب لتلين موقف ايران. هذا يعني ان روسيا ان لم تنجح في ذلك فليست راغبة بالضغط على ايران للحد التي تضطر هي للحلول محلها في غياب بديل آخر بالتالي تستمر معركة استنزاف كل طرف لخصومه وحلفائه في سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة