الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعترافات -يسارية- في ذكرى الثورة المغدورة

محمد محسن عامر

2017 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



قبل أن تنصب لنا محاكمة التاريخ و نمر كسطر ركيك ضمن صفحة تافهة من كتاب تاريخ مدرسي يقول عنا أن كنا لحظة هامشية في تاريخ تحرر هذه البلاد من الانحطاط ، و قبل أن ينظر لنا أبنائنا و أحفادنا بازدراء عن شللنا و حميريتنا و افتقادنا السبيل للنزول من على الخازوق بل البقاء حد الاستمتاع بالمنظر من فوق .. قبل كل ذلك و أمام ست سنوات من انفتاح العمل السياسي آن الآوان لقول الآتي :

أننا كنا من الردائة و ضيق الأفق أننا ركضنا نحو الإستعداد لغنيمة السلطة جميعا ! و أقول جميعا و قبلنا بمنطق " الأحسن ضمن الممكن" و رضينا بهيئة بن عاشور بشروط النظام لا بشروط الانتفاضة في لحظة سلل للنظام _الفرصة التاريخية التي أضعناها_ و خنا الجماهير بتركها تتخطب وحيدة بلا برنامج عمل .

بعد أن أصابنا الهلع من الفشل الذريع الإنتخابي ركضنا نحو الأيديولوجيا بعد أن طلقناها وقتيا لتبرير الفشل ، ضللنا كالمعاتيه فاغري الأفواه أمام الخسران الكبير بينما النظام يرتب وضعه الهيمني .

افتقارنا لأي برنامج تنظيم مقاومي مدني ضد تغول ماكينة النظام الفاشي ، عدى المسايرة للعفوية التي كافحت ببسالة من أجل كسر الأغلال التي بدأت تضرب على المجتمع و المجال السياسي و الثقافي . بمعنى العجز على التحول إلى دوامة سياسية قادرة على كسب ثقة القطاعات الواسعة من المثقفين و الشباب و الشرائح و الوسطى و الدنيا و بقينا في أحسن الأحوال نعزف لحنا "يساريا " مملا في المقاهي الخلفية لشارع الحبيب بورقيبة .

تحولنا لمحجات عكسية لكوادر حزبية مثقفة تحت وطأة الستالينية شديدة الفصاضة التي بعنوان المركزة الديمقراطية التافهة للجورجي الفض ابن الإسكافي طالب الرهبة الإستبدادي يوسق ستالين .

اندفاعنا الأرعن نحو تحالف "الضرورة" مع ماكينة النظام و على مهزلية هذه الضرورة ، لم نحسب ممكنات الربح الخسارة و ساهمنا في مد البساط لعناق أقطاب النظام المسيطر .

تحويلنا للبرلمانية لحالة دائمة و أقصى المنى السياسي ، و بالتالي مشاركتنا في تشكيل فقاعة الإستقرار الدولتي للنظام و قوى الهيمنة و بالتالي تحول الرئيسي إلى ثانوي التكتيك إلى استراتيجا .

الإحساس بالغبطة البلهاء لحالة الشلل التنظيمي و السياسي و تحولنا بلا قصد إلى دونكيشون سياسي يزين المشهد الديمقراطي مكتفين بردود الفعل لا الفعل على ما يطرحه النظام في ادارة أزمته لا ما نطرحه نحن .

حتى و ان لا نملك إلا الجلد حاليا ، و أمام عبثية توصيف "يسار" الطريق الذي نتجه نحوه إيجابي في جانب . إذ أن خصاء المجابهات الحالية الذي سيدفعها بحكم هذا الطريق إما نحو المهادنة أو الإنتحار ، سينتج في قلبه نقيضه و نقيض منطق التطبيع مع الأزمة .. إنه قدر أن ينشأ الجديد من قلب القديم .. هذا ما علمنا إياه كارل ماركس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض