الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو الاقتصاد العلمي

احمد مصارع

2006 / 1 / 10
الادارة و الاقتصاد


التوازن المفقود بين العام والخاص:
في الغالب لا يتحد الليل بالنهار , الأول بشرط الثاني والعكس صحيح , وهذا ماهو سائد على الأغلب , فضوء النهار يطرد ظلمة الليل , في حين يأسر الظلام الضياء بقدرة خارقة .
خالص بدون هجنة أو توافق , فالوجود مرتبط بالدقة التي ترتسم فيها الحدود , وليس في الأمر مسألة أن أكون , بقدر ماهي مسألة كيف أكون ؟
لماذا لا نكون معا , في توازن دقيق , وهو من غير المحال , ففي الاعتدال يكون أفضل الاحتفال, ومن الحكمة القول : الراحة في البال لاتكون إلا للعقال , فكيف سيكون عليه الحال في مجتمعات التطرف و والابادة الجماعية , وهي من نوع إما ليل بشرط نهار , وفي الإزاحة الكبرى عذاب وشقاء مصدره بذل جهد عظيم يفوق طاقة البشر , ومع ذلك فالكون أزرق , فلا هو بالليل ولاهو بالنهار , ومخادعة المشيمة الأوزونية , لم تعد كافية لتبرير المنطق الثنائي اللا وسطي .
أن يكون المجتمع أرضيا فحسب , أي بدون ثورة تقانة كهر بائية , تحيل الليالي الحالكة الى أرض تتلألأ كعقد الألماس النادر , بل وتشع ببرود الكريستال , والأجدى أن ينعكس في انتقاله للتوافق مع المعطيات الكونية من سيادة ليل دائم ونهار دائم معا وفي آن واحد , أي العودة للحضارة القديمة الأقرب لل مشاعية في الشراكة الضرورية و بين أبناء الجنس البشري , وهي حضارات استضاءت بفوانيس الكواكب والنجوم , وانطلقت في علوميتها من تلك النقطة التي استطاعت عن طريقة عملية الاستكمال البسيطة والعلمية الدقيقة للغاية أن تحقق توازنها الثوري الكبير , كما يليق بحضارة المجتمع الإنساني اليوم الاستضاءة بأعاجيب أضواء المصابيح الكهربائية المصنوعة من العقل الخفي للإنسان الكوني الصحيح .
التعايش السلمي , بين النقائض , من نوع هناك ليل ومن بعد نهار , والمسالة رمزية للغاية , فلماذا لا يقتبس الظلام مخزونا كافيا من الضياء , ولماذا لا يزيد الضوء الساطع من فلول الظلال , وليحل التعادل , من نوع المبدأ القائل , يمكن لكم جميعا أن تلعبوا بنظام , وبشرط أن لا غالب ولا مغلوب .
اللعبة بلا غالب أو مغلوب , من نوع النهايات المفتوحة حقا , وهي وان كانت محيرة بعض الشئ إلا أن ذلك لا ينفي إمكانية حياتها على نحو بقاء دائم , وأبدي بالشكل المنظور .
يتطلب الأمر طيفا من الاعترافات المتبادلة بين المتخاصمين و على لاشيء , وخلاصة الاعترافات المطلوبة من نوع : ليكن الحر والبرد على سطح واحد , والضياء والظلام , بل الخير والشر , والعام والخاص , ويقنن الصراع فيما بينهما ليس على حق الوجود بل على نسبة الاختلاف الضئيلة , وهي لا تتعدى في أحسن الأحوال نسبة الخمسة بالمئة , وفي الحياة فالفرق بين نسبة (45) بالمئة , ونسبة ( 55 ) بالمئة كبير جدا , وحين تكون لصالح احد الطرفين بشكل ديمقراطي فإنها كافية بل وفوق الحد لإرضاء غرور كل منهما , وكبح جماح روح الابادة الجماعية السائدة اليوم في عصر الصراعات الغامضة .
التوازن مبدأ مهم في النظرية الاقتصادية , وقد كانت طليعية في علوميتها , وحتى في شكل دالتها الرياضية , ولكنه مفقود اجتماعيا وسياسيا وفكريا وفلسفيا , فكيف يمكن تحقيقه , باعتبار البحث يتناول الجوانب الإنسانية من حياة البشرية في أنظمة تحررية وتقدمية , معتدلة وإصلاحية , ذاتية وموضوعية , عامة وخاصة , تعمل على تحاشي مبدأ الاجتثاث والابادة الجمعوية الدوغماطيقية و لكل آخر أي تعمل بغباء تام على إزالة ذاتها من قبل أن تزيل غيرها , ففي غيرها الغيرية , والميتافيزيقية اللازمة لحدوث الفراغ الإنساني الواسع لتعريف أي شكل من أشكال الحرية , وفي سيادة عقل الوعي والمسؤولية .
ينبغي أن نسخر جميعا من كل روح شيفونية أرثوذكسية جامدة , تسمح للقتل أن يسيطر على حياة البشرية جمعاء , من نوع القتل وبدم بارد , وحين لا يكون هناك نعي , فثم جريمة دائمة , للإنسانية ترتكبها بحق نفسها , فلا ينبغي للدفاع عن حق النزوة في أن تكون أن نقبل ابادة كل روح ناطقة بالجدية .
بين الفرد الخاص بمنظومة حقوقه وواجبا ته يصارع العلم على نفس النحو الذي الغامر من المثالية والواقع , والموضوعية والميتافيزيك , بين الجمال والمسخ , بل وبين الأرض المحدودة والكون الواسع .

اكتب الموضوع بحيث تفند فيه رغبة الخاص في فناء العام , والعكس صحيح , في المبالغة , وفيما هو توازن مطلوب بين الخاص والعام , ولكن بتعايش بحيث يكون الفرق ضئيلا ؟
ما لذي يعنيه أن نسبة الاشتراكية فوق المئة بالمئة , والرأسمالية ما فوق الإمبريالية والتقرير كاذب جدا , والصحيح أنه ينبغي أن لا يكون الفرق بينهما ما يزيد عن نسبة ضئيلة من الفرق ؟
وألا فالسؤال المشروع ماهو الفرق بين التضليل والشعوذة , وصوت العقل الضائع في زحام الضجيج والصراع من أجل أن يبقى الصراع , بحيث لا يحفر نظام ما قبر نفسه فحسب , بل تقبر البشرية نفسها , بما لا يتناسب مع معطيات كون الله , وإنما لمجرد الابادة ومن الهبة الابادة , في لعبة بلا قانون , الغاية المجهولة فيها أن لا أحد يمكن له أن يبقى ويكون ؟ فالمجد إذن للموت والسكون , لبشرية لا تستطيع احترام العلم الذي يزن ويعمل بقوة لكي نتزن , فهل من اتزان يصنع الامكان ؟ أم أن الطمع والجشع والغرور , بل والثورة والجموح والتعالي , ولحديهما يكون اللعب بشكل أناني مقيت لعبة إما الخير فقط أو الشر فقط ؟. وبدل العرق في العمل والا نتاج , تسيل الدماء في حروب طاحنة لا تبقي ولا تذر ؟
احمد مصارع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة طارق الشناوي يتخلى عن النقد.. مش جاي عشان يجلد حد ب


.. بوتين يغير القيادات: استراتيجية جديدة لاقتصاد الحرب؟ | بتوق




.. رشا عبد العال رئيس مصلحة الضرائب: لا زيادة في شرائح الضرائب


.. مستقبل الطاقة | هل يمكن أن يشكل تحول الطاقة فرصة اقتصادية لم




.. ملفات اقتصادية على أجندة «قمة البحرين»