الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على يمين الرجعيه

عطا مناع

2017 / 1 / 14
الثورات والانتفاضات الجماهيرية




تتلمذنا في مدرسة السياسة بأننا الافضل والأنقى والأكثر تعلماً، انوفنا عانقت السماء معتزين بديمقراطيتنا وثوريتنا التي ضاهت جيفارا وهوشي منه ومانديلا، غرقنا بمثاليتنا لدرجة اننا اقنعنا انفسنا بان دمنا ازرق ومتفوقين على ابناء جلدتنا.

كنا ولا زال بعضنا يشهر الجملة في وجه الحقيقة واضعاً رأسه في الرمل، نحن على يسار اليسار وكل ما عدانا رجعي قمعي يمتص دم شعبه، وآمنا بالفكر الثوري بجذوره الاقطاعيه الذي اطاح بأجدادنا وتحالف مع الاستعمار البريطاني والألماني متمثلاً بهتلر ليأتي الاحفاد بلا خطوط حمر.

صارت لنا دوله لا بل دولتان بعلم وبساط احمر ونشيد، وقفنا في طابور الديمقراطيه كما الغنم لاختيار حجاجنا وقاطع رقابنا وأرزاقنا، صفقنا لأنفسنا وتبادلنا التهاني وشيمتنا الرقص والنشوة على ما انجزنا من دحر الاحتلال وحلمنا بالرخاء الاقتصادي والقضاء على البطالة وإشاعة التعليم والعلاج المجاني، اكلنا الخازوق الذي بات كابوساً يلاحقنا في اليقظة والحلم.

اولي الامر منا وطنيون جداً وهكذا يجب ان نكون فالشعوب على دين اباءها، وكشعب وطني حتى العظم علينا ان نتحمل القهر ووساخة اولي الامر، وبما اننا نعيش الثورة التي اطاحت بالثوره لا بأس بالكفاف، فليس بالكهرباء يا عزة وحدها يحيا الانسان، يكفينا ان نعيش الشعور بأننا احياء في انتظار الحرب القادمة علها تخلص اولى الامر ببضعة آلاف من الحثالة التي تقطن المخيمات كجباليا وأشقاءه.

علينا ان لا نرفع سقف توقعاتنا نحن "ألحثالة وممنوع الاحتجاج لان الاحتجاج يضعف المقاومه، وبديل الاحتجاج يا اهل فلسطين هو الاستغفار صيفاً وشتاءاً، في الصيف استغفروا الله وصلوا لنزول الغيث وفي الشتاء صلوا لله ليعم نوره ودفئه على البردانين والمعثرين فالله لا يضيع رجاء احد.

لا مفر، اما ان تقتنعوا بما وصفوكم به وأما ان تثبتوا انكم سادة البلاد، فالقضية لا كهرباء ولا ما يحزنون، انها منظومة حياة لا تتجزأ، وإنها البندقية التي تجردت من فكرها معتقدة ان التحرر الوطني والصراع مع الاحتلال مجرد طوشه واستعراض عضلات متناسين العلاقة الجدليه بين التحرر الوطني والاجتماعي.

ان ما يحدث في عزة والضفة واخص غزه بسبب الاحداث لا بل الجرائم الاخيره حيث الفتاوى التي تبرر القتل لمن يحتج والاعتقالات بالجملة وإطلاق الرصاص على اهالي مخيم جباليا الذين يشكلون مخزون استراتيجي لا ينضب لديمومة قضيتنا يعبر عن العمى او التعامي واستخدام القبضة الفولاذية لقهر شعبنا الذي لا يقهر.

انعدام الكهرباء في غزه قضيه من عشرات القضايا العالقة التي يعاني منها شعبنا، وأساس ما يجري نظرتهم الدونية للشعب إلا في اوقات الحرب وألازمه حيث يقدسونه لأنه بدمه ولحمه يذود عن ما تبقى من كرامة الوطن.

القادم من الايام سيكشف زيف شعاراتهم وسيضعهم في خانة تؤكد الخدعة الفكرية والسياسية التي عشناها، انها الرجعية التي لا تضاهيها رجعيه ما يضعنا وعلينا ان نعترف علانية بان مخرجات اوسلو بكل مكوناتها لا تعدو إلا انقلاب على كل ما هو فلسطيني سياسي كان او اجتماعي او وطني.

ان حربكم مع الشعب وعلى الشعب ليست بعادله، والحروب الغير عادله خاسره بامتياز، لقد باتت كل محاولات التضليل لشعبنا فاشله وهناك من قرر ان يدق جدران الخزان، لن تفيد الاعتقالات وكم الافواه والاعتداء على الصحفيين والمداهمات الليله للبيوت، ولن تفيد المبادرات التنفيسيه لأننا وصلنا للقاع وعلينا ان ننهض ونصرخ في وجه الظلام والظلاميه التي تجسد الرجعية بأبشع صورها.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل