الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الخنادق الى الفنادق

علي مسلم

2017 / 1 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


إذاً فقد نجح الروس اخيراً في فك طلاسم الازمة السورية كما يريدون وباتوا يسبحون ويمرحون في مياه المتوسط الدافئة ، واستطاعوا ان يقلبوا الموازين على كل الصعد وتخطوا معادلة الثوابت سورياً عبر استمالة الفصائل العسكرية المعارضة نحو طاولة الحوار والاقرار بما كان ممنوعاً إقراره على غيرهم حتى الامس القريب بالإبقاء على الاسد رئيساً ، واقليمياً عبر تحجيم دور الولي الفقيه ما أمكن ، واطلاق يد وريث السلطان العثماني هنا وهناك ، ودولياً عبر تحييد قارة أوربا بأكملها وكذلك امريكا بمالها واعمالها وسطوتها وقوتها التي لا تقهر .
وقد كان هذا النجاح مبنياً على المزج التام بين الدبلوماسية المنفلتة والاستخدام المفرط للقوة بدون الاكتراث الى تبعاتها وما رافق ذلك من قتل وتشريد وتدمير طال السوريين خصوصاً في حلب المدينة ومواقع عديدة أخرى فدائماً تؤخذ الامور بنتائجها .
أما الاطراف السورية صاحبة الشأن والعلاقة فمن الواضح أنه تم تثبيت معادلة لا غالب ولا مغلوب بينهما بالرغم من تبجح النظام بوهم الانتصار ونشر الميليشيات العابرة للحدود في المواقع التي تم طرد المعارضة السورية المسلحة منها فهي من جهة فقدت السيادة على ما تبقى من سوريا بما في ذلك العاصمة دمشق ومجمل الساحل السوري لصالح روسيا وايران وبعض الميليشيات الاخرى ومن جهة أخرى فقد النظام عمقه العربي والاقليمي وبات ابعد ما يكون الى اعادة الامور الى ما كانت عليه قبل الولوج الروسي في الشأن السوري أما المعارضة بقطبيها السياسي والعسكري فقد باتوا ينظرون نحو القادم بعيون لا ترى أي جميل فقد تنازلوا تباعاً عن المحددات الاساسية للثورة التي خرج من أجلها السوريون وقدموا على مذبحها مئات الالاف من الشهداء فلم يسقط النظام ولم تخرج ايران من سوريا وفوق كل ذلك تحولت مناطقهم الى ركام وأطلال تفوح منها رائحة الدم والاشلاء .
بيد أن نجاح الروس تجسد في ابهى معانيها في قدرتها الفائقة " أولاً "على استبعاد المعارضة السياسية المتمثلة بالائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات من المفاوضات الدرامية التي جرت في العاصمة التركية انقرة وكذلك التمثيل المرتقب في العاصمة الكازخية هذا الامر الذي يمهد ربما للبحث عن جسم آخر جديد يمثل المعارضة سياسياً بدل الاجسام السابقة الموجودة والتي فشلت في إدارة الازمة من طرفها حسب كل الباحثين والمهتمين في الشأن السوري بحيث يمتثل هذا الجسم الجديد الى المزيد من المتغيرات التي طرأت على تفاصيل المشهد السياسي في سوريا بعد سقوط حلب وتكون موالية لروسيا تماماً ، و" ثانياً " المقدرة الفائقة في فك الارتباط بين جبهة فتح الشام ( النصرة سابقاً ) وباقي الفصائل الاسلامية وهذا ربما يمهد ايضاً لانهيار ما تبقى من المعارضة المسلحة سيما وانهم تخلوا عن خنادقهم وباتوا نزلاء في فنادق انقرة الفخمة ينتظرون ما سيقدم لهم على مائدة الحوار في استانة .
تركيا بدورها استطاعت ان تحقق بعض النجاحات وربما كان جزء من هذه النجاحات على حساب الطرف الايراني والتي وجدت نفسها فجأة في مواجهة مباشرة مع الروس حيث تسعى روسيا نشر قواتها البرية بدل الميليشيات الموالية لإيران في كافة المناطق التي تمت السيطرة عليها في حلب وريف حلب بما في ذلك تلك المواقع التي سوف تكون بتماس مباشر مع حدود المنطقة الامنة التي ستحظى بها تركيا في المحيط الجنوبي لمنطقة الباب (شرق حلب ) بدل الميليشيات الشيعية كثمن لإسقاط حلب واجبار المعارضة المسلحة للذهاب الى الاستانة بدون شروط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا