الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعث تدمير سوريا والعودة من جديد للحكم

زيد سفوك
كاتب وباحث سياسي

(Zed Safok)

2017 / 1 / 15
السياسة والعلاقات الدولية


البعث من تدمير سوريا إلى العودة من جديد للحكم
غالبية المنشقين عن نظام بشار الأسد منذ اندلاع الثورة السورية خلال الخمسة أعوام التي مضت هم مستقيلين من وظائفهم الحكومية أو العسكرية أو المدنية فقط ولم يتم أنشقاقهم عن حزب البعث وهو الحزب الحاكم تحت رئاسة الأسد ، حيث ما زال الإئتلاف السوري المعارض يضم قيادة بعثية بدءاً من رئيسها وصولا الى غالبية أعضائها ، مما يؤكد بان أية مفاوضات تجري هي بمثابة مفاوضات النظام مع نفسه ، على حساب الشعب السوري البريئ الذي اصبح ضحية نظام قمعي ، كان وما زال بسلطته او بمعارضته لا يأبه لدمائهِ .
جميع مؤوسسات الدولة القائمة في سوريا يتحكم بها حزب البعث بحماية روسية إيرانية إسرائيلية ، وعلى الأرجح بتوافق دولي ، من خلال تصريحات أكدها وزير الخارجية الأمريكي ( جون كيري) والرئيس الامريكي باراك اوباما المنتهية ولايته ، بأن اهم بند اساسي للحفاظ على ما تبقى من سوريا هو بقاء مؤوسسات الدولة والحفاظ عليها دون المساس بها او تغييرها ، وتلك التصريحات لاقت ترحيب واسع من الطرفين الأساسيين ( المعارضة والنظام ) ، وبالتالي حماية حزب البعث ودعمه ، وتلك بحد ذاتها جريمة بحق الانسانية ، فالبعث له تجربة في القمع والقتل حيث دمر العراق من قَبل ، ورغم تناقضه مع شقيقه البعث السوري ، الا ان تدمير الدولة وممارسة الديكتاتورية واضطهاد الشعبين كان من اهم العناصر المشتركة بينهما ، وهنا المقارنة الاقرب للواقع التي بات يتمسك بها الجميع ، ان بقاء حزب البعث في سوريا ودعمه هو بمثابة طوق النجاة للدولة السورية المفيدة ومنع تسليمها للنظام الايراني ، وتلك بدعه او خدعة باتت مكشوفة ، فالحزب الحاكم بات شيعياً بامتياز ، واصبح ذو الولاء المطلق للنظام الايراني ووريثه حزب الله اللبناني ، وبات الطريق سالك امام مشروع التشيع طالما ان الائتلاف السوري المعارض ما زال يؤمن باهداف نظام حزبه البعثي ، في ظل تناسي الدول الداعمة للشعب السوري بأن العقلية الشوفينية والمغتصبة للحقوق الانسانية المتخلية عن جميع القيم والأخلاق هي نفسها لن تتغير ، وتلك مدرسة حافظ الأسد التي دعمها السوفييت للتلاعب بمصير المنطقة من خلال تمرير الشيوعية وفق مصالحهم الاستراتيجية ، حيث في ظل قانون حظر الاحزاب في سوريا كان الحزب الشيوعي السوفيتي وعبر وريثه الحزب الشيوعي السوري يعزز من نشر ثقافته بالتنسيق مع البعثيين واعطاء الحرية الكاملة بنسخ وطباعة وبيع الكتب الستالينية والأدب الروسي في جميع المناطق السورية تحت ذريعة منع التطرف الديني وتمدد الاسلام المتشدد المتمثل بجماعة الاخوان المسلمين ، حتى نتج عن ذلك مئات الاحزاب الغير المرخصة قانونياً والتابعه امنياً للاجهزة المخابرتية وفق مبادئ وأسس ستالين ومن بينهم بعض الاحزاب الكردية .
جميع هذه الوقائع والدلائل تؤكد ان سوريا الى المجهول ما دامت الحرب أنهكت اصحاب الشأن ولم تتوقف ، فالحلفاء استمروا بها غير آبهين ، الجيش السوري الحر الذي تقلصت ادواره بدأت تتحكم به تركيا ومحاولة أسلمة الثورة وفق نظامها الأخواني بعد فشلها في مصر ، وايران تشيع الثورة وفق مصالح نظامها الحاكم المرتبط بحليفها الروس وتأمين المصالح المشتركة ، وبات الشعب غير قادر على تحمل المزيد ، والغرب عاجز عن اتخاذ قرار حاسم لانهاء الصراع ، فهي بدورها افرغت بلدانها من الارهابيين والاسلاميين المتشددين وسهلت عبورهم الى حلبة الصراع السورية عبر تركيا ، وتدمير البنية التحتية وعودة المنطقة الى مستوى تحت الصفر يصب في مصلحة شعوبها ، ونهاية سوريا ستكون على يد البعثيين كما حصل في العراق تماماً .

زيد سفوك
كاتب وسياسي كردي سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل