الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عذرا- بكر الجنابي فأنت مجرد مواطن عراقي!!!!

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2017 / 1 / 16
حقوق الانسان


يوم أمس اصبح العراق على جريمة تمثل الواقع الذي يعيشه العراقيون وهي استباحة اموالهم ودمائهم وقد تصل لاعراضهم (حسب ماذكرت "النائبة" عالية) وهي ان ابن رئيس مجلس محافظة الانبار سعدون احمد حميد العلواني بقتل عامل مقهى مسكين لانه تاخر بجلب فحم النركيلة له !!!!نعم تاخر بكر بجلب الفحم فاستشاط سعودون غضبا كيف يمكن ان يتاخر العامل عنه وهو ابن رئيس مجلس المحافظه غدره برصاصات من مسدس يحمله لان اباه مسؤول !!!!،وطبعا أعلن أباه تسليمه للشرطة للتحقيق معه وأكد على ان ابنه متهم ؟!!! وصدقا الداعي للانتظار لمعرفة ماسيحدث فالعراقيون يعلمون انه سيتم مساومة أهل المغدور بالمال والترهيب للتنازل ويتم الإعلان ان الموضوع حل عشائريا،وكلها ايّام وينسى العراقيون كل ماحدث فبكر الجنابي مجرد مواطن عراقي !!!!.

ان فصل ما جرى للمغدور بكر الجنابي عن مايدور في وطننا منذ اكثر من ثلاثة عقود وما يرتكب من جرائم وظلم واستهتار بحياة المواطن ومعاملته كدرجة ثانيه مستحيل فنحن نعيش بدوامه الاستداد، وان الخلفيات والأسباب الجوهرية التي تلخص كل ماحدث ويحدث وسيحدث بجملة واحدة، وهي العلاقة بين الحاكم او المسؤول الغالب بأمره والمحكوم المواطن المغلوب على أمره.
فأن اصل المشكلة بين الحاكم والمحكوم هي انعدام وجود أي عقد اجتماعي او اخلاقي واضح وصريح يؤمن به الحاكم او المسؤول قبل المواطن لتامين الأمن والاستقرار، وترجمة المبرر الأساسي لوجود مثل هذا العقد، وهو أن الحاكم المفروض خادم الشعب والمسؤول عن تأمين حياته والدفاع عن كرامته وفق السلطة التي يتمتع بها سيادة المسؤول لا لإرهابه وقمعه.
ومن يستعرض حوادث ثلاثة عقود من عمر العراق، يدرك أن أصل البلاء يعود إلى أن كل هذه المبادئ غائبة نعن الساحة حين تحول المسؤول إلى حاكم يتفرد بالحكم والمغانم، بينما تحول الوطن بمايملكه من مقدرات في عيني المسؤول إلى بقرة حلوب يجب ان تشبع المسؤول فقط والمواطن إلى خادم مطيع يفضل ان يكون متملق لا حول له ولا قوة ولا حق له بالاعتراض.
هذا هو الواقع بلا زيادة ولا نقصان ولا مبالغة،و أبناء المسؤولين يشاركون ابائهم نفس النظرة فابناء المسؤولين يعيشون كالملوك و يستمتعون بالخيرات الوطن والمواطن و يصرفونها في سبيل المتعة و الشهوة و لم يكفهم ذلك بل يردون ان ياخذو من المواطن ماله وعرضه ودمه.
المسؤول يرتكب دوما الأعمال السيئة واحيانا يقصد إهانة الناس و إثارة غضب الشعب ليس لغبائه بل بقصد معرفة رد فعل الشعب عند رؤيتهم أو سماعهم لهذه التجاوزات و المنكرات ، وحينها إذا كان رد فعل الشعب شديدا فإنه يستلم الرسالة و يصحح أخطائه و يتجنب الوقوع في الأمور الحساسة حتى لا يثير غضب الشعب ، ولكن إذا كان رد فعل الشعب سلبيا ولم يحركوا ساكنا و قبلوا بالأمر بشكل طبيعي، فإن المسؤول يعلم حينها أن الشعب لم يعد يشعر بشيء، و أن خضوعهم هذا يعتبر ضوءاً أخضر حتى يتجاوز وابناءه وحاشيته ومتملقيه على حقوق المواطنين و يفعل ما يريد بكل حرية و بدون رقابة أو خوف من أحد ،


حقيقة ان عبد الرحمن الكواكبي أشار لما نعني منه الْيَوْمَ في كتابه الشهير (طبائع الإستبداد و مصارع الإستعباد ) يتحدث عن الإستبداد و أنواعه و كيفية مواجهته من قبل الشعب و النخبة عن طريق نشر الوعي و المعرفة بين الشعب و الإعداد الفكري و التسلح بالمعرفة قبل التصدي للإستبداد، وفي هذا الفصل يتحدث (الكواكبي) عن الشعب و أنه لايثور غضبه على المستبد إلا عند حصول أحوال مخصوصة و منها :.

1-عند وقوع مشهد دموي مؤلم يوقعه المستبد على مظلوم يريد الإنتقام لناموسه .
2-عند قيام المستبد بإهانة الدين و الإستهزاء بالمقدسات .
3-عند وقوع مجاعة أو مصيبة عامة لايرى الناس فيها مواساة ظاهرة من المستبد.
4-عقب عمل للمستبد يستفز غضب الجماهير .
5-عند تضييق شديد عام يطال الجميع .

عند وقوع إحدى هذه الحالات يثور الشعب على الظالم ، و يقررون معاقبة المستبد و طرده من السلطة و إنهاء حكمه ، وهذا يدل على ان هذا الشعب لازال على قيد الحياة و دليل على نسبة وعي الشعب و إحساسه بالمسؤولية .
ولكن اليوم نرى كيف يحكم حكامنا الجدد فكل واحد منهم يسرق و ينهب خيرات الشعوب و ينشر الفساد السياسي و الأخلاقي و الإداري في كل مؤسسات الدولة ، و ينتشر أزمات تلوى الازمات ليحول الوطن إلى سجن كبير و إلى جحيم خطير و رغم ذلك تجد المواطن راضيا خاضعا خافضا رأسه إلى الأسفل لسان حاله يقول (خلينا نعيش ).
يجب ان يعلم الجميع ان سقوط الإستبدادو الظلم لن يحصل بمعجزة من السماء، ولايكون عن طريق خسف الارض بالفاسدين والظلمة ، بل يكون بوعي و إدراك شعبي و صحوة جماهيرية لوضع الحدود لتجاوزات السلطة ومن يمثلها وزبانيتها وعدم السماح للمسؤول او السياسي بالإعتداء على حقوق الناس و الإستهزاء بدمهم، حينها يبدأ العد التنازلي لإنتهاء الظلم وعودة الحقوق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و