الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شمال سيناء فى خطر جسيم

عدلي محمد احمد

2017 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


ما يحدث الان من تدهوراستثنائي في علاقة الدوله البوليسيه باهالي سيناء لا يرجع فقط لخبرة الدواعش المتزايده في ملء الفراغات التي من هذا النوع (العراق - سوريا ) , ولا للغوصه الصهيونيه الصبوره التي تضع عينها دوما في سيناء علي مشروع الترانسفير الفلسطيني الاجرامي المستهدف , بقدر ما يرجع الي وصول الاستبداد البوليسي لديكتاتورية المخلوع الي ذروته في تعامله مع اهالي سيناء , حيث يبدو ان سيناء دفعت ثمنا فادحا للشروط السريه لاتفاقية كامب ديفيد التي اعترضت اي امكانيه لتعمير سيناء , واجه النظام آثاره الاجتماعيه عبر تكثيف القمع الذي استدعي علي الفورمستوي محدد من التفكيك لبيئه لا تنقصها الهشاشه, وهو ما وفرارض ملائمه لوجود بيت المقدس اثر التعامل الحاسم مع السلفييه الجهاديه في غزه والامر المحزن ان هذا الواقع تعرض للمزيد من التدهورالنوعي مع تفجر ثورة يناير حيث خضع النظام لدوافع جديده في التواطؤ علي نمو الارهاب في سيناء , دافع يبدو ان الصهاينه عززوه اتقاء بما هو ارحم علي اي حال من ثوره شعبيه بهذا الحجم الكبير, ولقد قوت الثوره الليبيه التي اصبحت مصدرا لكميات كبيره من السلاح من شوكة الارهابيين الذين سرعان ما ادوا البيعه للبغدادي كسبا للحياد الصهيوني الذي كان يزعجه الي حد ما الاسم القديم ,بالاضافه الي وضع فواصل قاطعه نسبيا لا تربطهم بحماس , اضافة الي الاستقواء بصعود هيبة داعش في مواجهة الانظمه , ولقد شكلت علاقة النظام باهالي سيناء منذ الوهله الاولي فرس الرهان الكبير لهؤلاء الارهابيين , وهو ما فتحت امامه الثوره افقا اوسع بما لا يقاس عن لحظات التأسيس , حيث انتقلت باوهام التواجد الي خيال الاستقلال بالاماره المتوهمه
المتغير الاعظم الآخر الذي دفعت به الثوره علي كل هذا التفاعل تجسد في خطة الثوره المضاده التي اعتمدت المسار الشرعي المستند الي دور الاخوان , من اجل صرف الثوره صرفا تدريجيا يمكنها من تحاشي الحرب الاهليه
فقد دعمت افراجات طنطاوي والتي اعقبتها افراجات مرسي الوضع التنظيمي لهذه الجماعه بصوره يتفوق وزنها علي وزن السلاح المجلوب من ليبيا
ولقد ارتفعت الموجه الثوريه في 30 -6 بافكار الدواعش الي عنان السماء , حيث قرأها التيار الديني كفشل ذريع لتكتيكات الاخوان التي ناورت وادعت امكانية خداع الشعوب , الامر الذي ساعد الدواعش علي المزيد من التجنيد الشاب
ولقد اضاف حكم السيسي علي كل هذه التطورات المتراكمه سريعا , المزيد من الاعتبارعندما اعتمد في مواجهته للارهاب في سيناء وغيرها علي المواجهه الامنيه التي ما كان يمكن للثوره المضاده المجسده في حكم الجنرال ان تتزحزح عنها قيد انمله فالجماهير اعداء , واعداء للدرجه التي يبدو انها انعكست بالفعل علي طريقة التعامل مع اهالي سيناء الذين صار النظام لا يقيم حتي لحياتهم ومعاشهم اي اعتبار , الامر الذي شكل هديه هبطت من السماء لدواعش سيناء , فالعلاقه بالجماهير ستصير مع الوقت اكثر فاكثر في صالحهم , والتجنيد الذي ارسته التحولات الاسبق صار له ان يتقوي باهل مكه الاكثر درايه بشعابها , وهكذا تحولت سيناء الان الي البطن الضعيفه بالفعل امام الدواعش المنسجمين تماما مع الاخوان الارهابيين
وهو الوضع الذي اثار اهل العريش وفجر غضبهم حيث يشعرون محقين بالخطر من الجهات الثلاثه , دولة الثوره المضاده , الدواعش , المشروع الصهيوني
وهو الامر الذي يجب ان يشعر جماهير الثوره بالغضب ايضا , فلم نتخلص من الاخوان ونفوذهم وسيطرتهم علي الحكم , لنصطدم بداعش , بالاضافه الي ضرورة التصدي الحاسم لاي مشاريع صهيونيه علي اراضينا في سيناء , اضافة بالطبع الي الاهميه القصوي لعدم ترك اهالينا في سيناء معرضين لهذه الاخطار
وهو ما يجب ان يحول غضبنا الان مما يحدث من قتل لاهالي سيناء من جانب النظام بحجة مواجهة الارهاب علي طريقته المعروفة المصير , الي غضب في مواجهة كل هذه التطورات التي لا يمكن ان تواجه الا بالجماهير والمزيد من دور الجماهير علي طريقة كوباني لا اساليب سرقة المدرعات وقتل فقراء الجنود , وهو الامر الذي لا يمكن ان يتحقق مع سياسه مستبده عمودها الفقري قانون التظاهر , ووتقوم علي استغلال الجماهير التي تكتوي الان بالغلاء لصالح علية القوم وتراكمات ارباحهم الملياريه , و الذين يمكن لهم ان يركبوا طائراتهم الخاصه في لحظه ويولون الادبار.
وخلاصة الكلام , ان حكم السيسي الذي يجب ان نقاوم بكل قوه اتجاهاته المدمره في محاولته التخفف من ازمته الطاحنه والتي يلحقها بالبلاد والعباد , يواجه هنا علي اي حال جراء تراكمات معينه زادت ممارساته الغاشمه مع اهالي سيناء من خطورتها معضله خصوصيه , عثره استثنائيه مزعجه للنظام بلا جدال ولكنها مهدده بالخطر الجسيم للثوره الشعبيه ولاهالي سيناء , ومن هنا فان كل ثوري يجب ان يضع في اعتباره ذلك الخطر في رفضه لسلوك حكم الجنرال في سيناء ,حتي لا نساهم في حمل المياه الي طواحين الدواعش والاهم ان ندعو اهالي العريش وشمال سيناء الي ادراك سهوله تحول سيناء الي موصل جديده او الي رقه , حيث يجب ان تركز المواجهه مع النظام اولا لا علي مجرد حماية اهالي ابرياء بل علي خطه متكامله سديده في مواجهة خطر داعش وخطورة سياسات حكم السيسي من زاوية دعمها لهذا الخطر لا مواجهته كما يدعي الجنرال , ان تنازلات خاصه هنا علي الصعيد الاقتصادي يجب ان تفرض عليه رغم رفضنا لمجمل سياساته علي مستوي البلاد , وكذلك تنازلات علي صعيد سياساته الفنيه والثقافيه والعلاقه عموما بالشباب ,بل ان مشاركه جماهيريه مسلحه يجب ان نكون مستعدين لهاعلي الاقل في اماكن معينه , وفي هذا السياق سياق المصالحه مع اهالي سيناء لا الاخوان كما يتوجه عميان النظام , يجب ان نطرح محاكمة كل مقصر وكل قاتل , فدماء الجماهير فوق كل اعتبار
وباختصار اذا كانت المواجهه مع النظام في كل مكان مطلقة السراح , فانها هنا تحتاج الي وضع الخطر الداعشي في الاعتبار , دون ان يعني ذلك اي قبول بابتزاز حكم الجنرال .
العار لقتلة ابناء العريش الابرياء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -