الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول كتاب: الاستعمار الداخلي والتنمية غير المتكافئة منظومة - التهميش - في تونس نموذجا لمؤلفه الصعيّر الصالحي

بشير الحامدي

2017 / 1 / 17
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


حول كتاب: الاستعمار الداخلي والتنمية غير المتكافئة منظومة " التهميش " في تونس نموذجا لمؤلفه الصعيّر الصالحي
ـــــــــــــــ
صدر قبل أيام أيام في تونس كتاب الإستعمار الداخلي والتنمية غير المتكافئة منظومة " التهميش " في تونس نموذجا لصاحبه الصغير الصالحي وهو كتاب يقع في 617 صفحةمن الحجم الكبير ويتوزع على تسعة فصول يحلل فيها المؤلف حالة تهميش الجهات في البلاد التونسية وتفاوت التنمية بينها في محاولة لفهم وتقييم العملية التنموية لدولة ما بعد الاستعمار وتحليل المنظومات التي ترتكز عليها هيمنتها كما يناقش أيضا أهمية إعادة النظراليوم في عدد من المسائل الجوهرية التي تعد من البديهيات ومنها طبيعة الحركة الإصلاحية في القرن التاسع عشر وتاريخ الظاهرة الدستورية وطبيعة وخصائص دولة "الاستقلال" وسلطتها والتي يرى المؤلف أنها ليست سوى اعادة صياغة لحكم المجموعات المتجانسة ضمن «دوائر الثقة المغلقة»، وكذا المشروع التحديثي الذي يرى أنه مشروع حداثة معطوبة تحمل من البصمات الحسينية أكثر مما تتضمن من عوامل الحداثة التي أنتجها الاستعماري الغربي وينتهي المؤلف في مسألة التنمية إلى القول أن التجربة قبل الثورة وبعدها تفيد ان تسوّل التنمية من المجموعات الحاكمة واستجدائها طريقة أظهرت عدم نجاعتها وهي في الواقع تعبر عن موقف سياسي يترجم حالة من الوعي المعطوب لدى مجموعات كثيرة و يرى أن البديل عن المطالبة هو فرض المساهمة في السلطة ويتضمن الكتاب أيضا تعريفا لمصطلح الاستعمار الداخلي حيث ورد "في بعض التعريفات يلخّص الاستعمار الداخلي في جانبه الاقتصادي في استعمال قوّة الدولة من قبل جزء من المجتمع لفرض شروط تبادل غير ملائمة على الجزء الآخر ومأسسة ضعف مساهمته في السلطة بالممارسة وبالقانون وتبريرها بالثقافة . من هذا المنظار تشكل المجموعات البشرية الخاضعة للهيمنة مستعمرات اجتماعية وسياسية وتربوية ... وخاصة مستعمرات اقتصادية. وقد يكون التعريف الأكثر اختزالا على أنه إيجاد الشرعية لعلاقة هيمنة واستغلال تتحقق من خلالها " التنمية غير المتكافئة" بين المجموعات . يعرف المؤلف الاستعمار الداخلي في الحالة التونسية بالقول " في الحالة التونسية جاء الاستعمار الداخلي أساسا كانعكاس ونتيجة لامتلاك السلطة تم إدماجه ضمن المقاربة التنموية والتحديثية لدولة الاستقلال تحت شعارت إيجابية تتراوح بين ضرورات بناء الدولة والمصلحة العامة والإقلاع الاقتصادي والتقدم وتمّ تكريسه باستحثاث تحت توجيه المجموعات المساهمة تاريخيا في الحكم: مؤسسة المخزن بتفرعاتها" .ويضيف "أعادت دولة الاستقلال رسم حدود التنمية والتخلف وكيّفتها لإحداث تماثل بين خرائط الهيمنة السياسية والاستفادة من التنمية ويوازيه تماثل ثان بين غياب التنمية وضعف المساهمة في السلطة وفي تتابع فاقمت الفوارق من انخرام توزيع السلطة بين المجموعات مجدّدا. وتعززت الثنائيات على مختلف الأبعاد وانتهى الوضع بإعلان التنمية غير المتكافئة خيارا رسميا تفرضه "مقتضيات حركية التنمية" و"مواجة العولمة" .و إجمالا يسعى هذا العمل كما يقول مؤلف الصغيّر الصالحي إلى فهم منظومات الهيمنة الشاملة التي كرستها دولة الاستعمار الداخلي الممتدة إلى اليوم من خلال مقاربة معرفية وفكرية في تعارض وتناقض مع الرواية الرسمية لتاريخ البلاد الحديث والمعاصر.
الكتاب في مجمله يقدم طرحا جديرا بالقراءة والمناقشة والتعميق
ـــــــــــــــــ
الكاتب:
الصغيّر الصالحي ولد سنة 1955 بمنطقة الفج في ولاية قفصة تخرج مهندسا أولا من المدرسة القومية للمهندسين بتونس سنة 19981 عمل بالقطاع العام وبالقطاع الخاص انتخب عضوا بمجلس عمادة المهندسين لدورتين من سنة 1988 إلى سنة 1998 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي